fbpx
أخر الأخبار

وقد بات السوري بين فكي “سلطة” ، “معارضة”

هو ليس مجرد حادث عارض، فمقتل لبناني على يد سوري في منطقة بشري، أدّى الى ترحيل مئات العائلات السورية من تلك المنطقة بباصات صغيرة لاتتسع لعددهم.

مجمل القصة وقعت بعد مقتل الشاب اللبناني جوزيف طوق، وهو من احدى أكبر العائلات في المنطقة، على يد عامل من الجنسية السورية، سارع بتسليم نفسه إلى مركز الشرطة، معترفاً بقيامه بالجريمة.

 العامل السوري أطلق النار على طوق بعد ظهر الاثنين الفائت، إثر خلاف فردي في الوقت الذي كانا يعملان بقطعة أرض يملكها الضحية، ما أدى إلى موجة من الغضب لدى شبان من المنطقة،  قاموا بطرد لاجئين سوريين من المدينة كرد فعل على الجريمة.

هذه القصة ستطرح أحوال السوريين اللاجئين إلى لبنان، وهم لاجؤون ربما هربًا من الحرب السورية، وربما هربًا من المجاعة السورية، وفي الحالين، فقد هرب هؤلاء من دلف الحياة السورية الى مزراب الحياة اللبنانية، فلبنان عاني كما سوريا من الانهيار المعيشي والاقتصادي، وما من بلد منهار يحمل بلدًا منهارًا، ما يستدعي التوقف وبالكثير من الجدية أما مقولة:

ـ عودة اللاجئين السوريين الى بلدهم.

كيف ستكون العودة؟

النظام عقد مؤتمرًا تحت عنوان “عودة اللاجئين”، ولا نظن أن عاقلاً يصدّق النظام في دعوته لعودة اللاجئين، فالعودة لاتعني سوى العودة إلى احتمالات في حدها الادنى المخاطرة بالحياة، والكل يعلم أن النظام لم يرفع يده البوليسية عن الناس، وصولاً للعلاقة الثأرية مع الجميع، بمن فيهم العلاقة مع المؤيدين للنظام الذين يخافون من الجدران لأن للجدران آذانها، ولكن، ومع كل هذه المخاطر فمن يتابع وقائع وحياة اللاجئين سواء في المخيمات اللبنانية أو التركية، يعلم تمام العلم، أن حياة اللاجئين هي من أسوأ التراجيديات التي شهدها القرن الواحد والعشرين، فحياتهم تحت وطأة الوحل والطوفان والموت في الصقيع أو الموت جوعًا، هذا عداك عن الاتجار باللاجئين والذي لم يحقق به حتى الآن، فالمنظمات الدولية الراعية، لابد أنها تشارك النظام كما مؤسسات المعارضة فسادها، وهو الفساد الذي يتبعه الظلم كل الظلم للسوريين اللاجئين خصوصًا في المخيمات.

واليوم، ماهي الأولويات بالنسبة الى السوري؟

على المستوى العسكري لابد من القرار بأن النظام انتصر بسلاح روسيا وحزب الله وراعيه الايراني، كما انتصر بالصمت الدولي عن ممارسات النظام بدءًا من الكيماوي وصولا إلى حشر الزنازين بما لايتسع من البشر الذي يموتون من ضيق التنفس، ما يجعل الكلام عن الحل العسكري كلامًا في الهواء، ولكن ثمة من:

ـ يموت في المخيمات.

ـ يموت في السجون.

ومن هنا ثمة اولويتين أمام السوريين، الاولوية الاولى هي جدية عودة اللاجئين وهذا لن يتأتى إلا بحملة عالمية واسعة تمنح العائدين مايكفي من الضمانات لحياتهم أو بالأصح إبقائهم على قيد الحياة بعد العودة الى بيوتهم وممتلكاتهم وإعمار مايمكن إعماره.

والقضية الثانية هي قضية المعتقلين السياسيين، ومعظمهم ممن باتوا يقعون تحت عنوان الإخفاء.. إخفاء مصائرهم، وهذا يتطلب أيضًا حملات دولية واسعة للضغط على النظام للافراج عن الاحياء منهم، وكشف مصائر من انتهى الى الموت، وفي هذه الحالة لابد من الضغط على الرأي العام الدولي، بما فيه الضغط على حلفاء النظام كما الروس على سبيل المثال.

ـ من سيقوم بهذه الحملة ومن سيفعّلها؟

مؤسسات المعارضة السورية لابد فقدت أية مشروعية لتمثل السوريين، وليست حملات مواقع التواصل الاجتماعي التي سفهّت هذه المؤسسات، سوى تعبير عن حقيقة وجدان الناس وخبرة الناس وقراءة الناس لهذه المعارضات التي باتت أشد وطأة على السوريين من النظام، وهذا يعني فيما يعنيه، أن السوريين وكما أسقطوا مشروعية السلطة من حساباتهم، كذلك أسقطوا أية مشروعية لمؤسسات المعارضة من حساباتهم وأبرز الساقطين “الإتلاف” و “هيئة التفاوض” وكلتاهما مؤسستين باتتا ثقلاً على السوريين كما باتتا جزءًا من المشكلة وليست جزءًا من الحل، وهذا يفضي الى ضرورة أن يذهب السوريون الى انتاج معارضاتهم، بأجسام سياسية معروفة وموثوقة، وتمثل مصالح السوريين سواء في الداخل أم في المخيمات وبلدان اللجوء.

السوريون اليوم أمام غولين يتناهشاهما:

ـ مؤسسات معارضة ليست جديرة بالاحترام.

ونظام قاتل لم يكتف بالقتل، وإنما بات يشتغل بنبش القبور.

هذا اليتم السوري سيمدد المأساة السورية، وسيضاعفها.

كل الرهان على انتاج مؤسسات سورية، تمثل السوريين .. مؤسسات مهمتها إخراج السوري من مأزقه، لامضاعفة المأزق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى