fbpx
أخر الأخبار

هي محاولات.. قد لاتثمر ولكنها محاولات

إلى مايزيد عن ثلاثة أرباع القرن، كانت إسرائيل هي العدو الاول للعرب، عدوّهم في السلاح وفي الأرض وفي الأناشيد، ومعه خاضت الدول العربية مجموعة من الحروب، لم تنتصر عليها في حرب واحدة وإن كانت الحسابات تتنكر للهزيمة، واليوم، مازالت إسرائيل هي العدو، بفارق المدّ الإيراني الذي لم يبق للعرب من عدو يمكن النظر إليه بـ “توسعه وعقيدته وامتداداته وبؤس المآلات التي يسوق العرب إليها”، اقله في العراق، وفي سوريا واليمن كما لبنان، دون نسيان لعبته في الخليج العربي التي تعني فيما تعنيه الهيمنة على المضائق وتهديد المدن، وإذا ما تسنّى للخليجيين نسيان جزره المحتلة من الإيراني فلابد وسيكون من الصعب عليه كفّ النظر عن التطلعات الإيرانية إزاء دول الخليج مجتمعة.

سحب دول عربية من تحت المظلة الإيرانية ومن بينها سوريا، قد يكون أمرًا عصيًا، غير أن المحاولة لابد ومشروعة، وهي كذلك أقلّه بعد أن وصلت سوريا إلى انحطاط القوة وانحطاط الحياة وانحطاط الموارد، فيما النظام بقي على حاله متمسكًا بالبقاء حتى ولو كان الحكم مجرد حكم “مقبرة”.

اللعبة الصفرية، بما يعني لاغلب ولا مغلوب في سوريا ستبقى على حالها، وقد تمتد طويلاً مادام النظام متعلقًا بالذيل الإيراني، غير أن الذيل الإيراني لابد وسيواجه مصيره، فما بعد “مهسا أميني” غير ماقبلها، فالانتفاضات تطال مجموع المدن والارياف الايرانية، وإذا ماتوقفت لهنيهة، فلابد وان تستعيد حياتها ونظام الملالي يواجه:

ـ ارتدات اقتصادية تطوّق عنقه.

ـ صراعات داخل بيت الحكم ما بين الملالي والملالي.

ـ الجدية الأمريكية في مواجهة هذا النظام حتى سقوطه.

واقتراب موت “علي خامنئي” قد يدفع الحال الإيراني إلى حسم خيارات الناس بمن فيهم “الجيش” وقد تكون مواجهته مع “الحرس” مسألة حتمية.

واليوم، ثمة من يشتغل على سحب الملف السوري، والمسألة السورية برمتها من اليد الإيرانية، يفعل هذا بعض من حلفاء الأسد كما حال الروس الذين لابد ويواجهون معضلة في الشراكة مع الإيرانيين في سوريا، ويفعل هذا خصوم النظام، وهذه تركيا تشتغل على قطع اليد الإيرانية من سوريا لتكون يدها هي البديل عن اليد الإيرانية، وثمة من يرى أن “الخليج العربي” يشتغل على هذا المنحى، بما يفتح النافذة لبشار الأسد ليغيّر من تبعيته للإيراني ويرتضي بحل عربي للمسألة السورية، وهو حلّ قد لايلبي تطلعات الناس السوريين، غير أنه  يحد من الامتداد الإيراني في سوريا، ومن ثم في لبنان، فـ “تجفيف الشجرة قد يبدأ بقطع جذورها قد مد لمنشآت إلى أغصانها”.

هي محاولات قد لاتثمر.. ولكنها محاولات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى