fbpx

إيران.. رؤوس النظام تستشعر الخطر والشارع يتحرك..‏

بدأت رؤوس النظام الإيراني تقر بخطورة العقوبات الأمريكية وتشكيلها خطرا على بنية النظام حيث أعلن المرشد ‏الإيراني، علي خامنئي، على موقعه الرسمي الإلكتروني، الأربعاء، أن العقوبات الأميركية تضغط على ‏إيران وشعبها‎.‎ وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد انسحب العام الماضي من اتفاق نووي دولي مع إيران وأعاد فرض عقوبات ‏‏تهدف لضرب صادراتها النفطية وكبح برنامجها الصاروخي والحد من نفوذها الإقليمي. وأثرت الإجراءات على ‏‏الاقتصاد الإيراني بقوة‎.‎ وقال خامنئي إن “العقوبات تضغط فعلياً على البلاد وعلى الشعب. الأميركيون يقولون بكل سرور إن هذه العقوبات غير ‏‏مسبوقة في التاريخ… نعم إنها غير مسبوقة. والهزيمة التي سيواجهها الأميركيون ستكون غير مسبوقة‎”.‎ الضربة آتية من الداخل أما النائب جليل رحيمي جهان آبادي فحذر بلاده من مصير الاتحاد السوفيتي، قائلاً: “إن الاتحاد السوفيتي رغم ‏امتلاكه ‏لـ13 ألف رأس نووي، لكنه رفع راية الاستسلام في شوارع موسكو‎”.‎ وأضاف في تصريح وصفته المواقع الإيرانية، بغير المسبوق: “إذا لم نقلل تكاليفنا الزائدة في الداخل والخارج، فسنتلقى ‏‏الهزيمة داخل طهران‎”.‎ وأوضح في جلسة البرلمان الإيراني الرسمية، الأحد: “عندما سقط الاتحاد السوفيتي كان يملك 13 ألف رأس نووي ‏‏ونفوذًا في 20 دولة في العالم ومحطة فضاء، لكنه تفكك في شوارع موسكو‎”.‎‏ لافتا إلى أن تدخلات بلاده في المنطقة ‏والعالم، وعواقبها السياسية، قائلاً: “على الرغم من أهمية تأثيرنا ‏وحضورنا في المنطقة، إلا أنه لا يجب نسيان أن ذلك ‏أحيانًا قد يكلفنا أثمانًا باهظة‎”.‎ آبادي انتقد ً سياسات نظام الملالي قائلا: “اليوم، يواجه الناس صعوبة في الحصول على مصادر رزقهم وملء بطون ‏‏أطفالهم. إذا لم نتمكن من تخفيض التكاليف الإضافية للسياسة الداخلية والخارجية، فإننا سندفع تكاليف باهظة. إن الضرر ‏‏الذي يلحق بأمننا القومي لن يكون عن طريق الأعداء بل سيأتينا من الداخل‎”.‎ وكان حفيد الخميني قد حذر في وقت سابق من سقوط النظام الإيراني، في حال عدم فهم ‏طبيعة السلوك الإنساني وأسباب ‏البقاء والسقوط. وقال حسن الخميني: “إن رضا الناس يشكل الأساس لأي مجتمع”، ‏مطالباً المسؤولين الإيرانيين ‏بضرورة مراعاة مبادئ السلوك البشري والأخذ بعين الاعتبار قواعد البقاء والسقوط‎.‎ كما شدد على أنه إذا لم يحدث ذلك فلا ضمان للبقاء في الحكم، على حد تعبيره، مضيفًا أنه في حال عدم الالتزام بالقواعد ‏‏فسينهار النظام الإيراني. وسرد أسباب سقوط الأنظمة، قائلا: “لو رأيتم الاهتمام بالشكليات فقط في المجتمع بدلاً من أسس ‏‏العلاقات الاجتماعية وأمهات المشاكل فيه، فاعلموا أن ذلك ينذر بعواقب وخيمة‎”.‎ وفي معرض تشديده على ضرورة الاهتمام بأصحاب الكفاءات، أشار إلى أن عدم الاهتمام بأصحاب الكفاءات يُعتبر سببًا ‏‏آخر لانهيار الحكومات. وأوضح أن “ترجيح المبتذلين على الحكماء يعد من علامات الانهيار‎”.‎ مؤشرات..‏ أولى المؤشرات على التأثر بالعقوبات معاناة الاقتصاد وانعدام استقرار في الشهور الأخيرة إذ تذبذبت قيمة الريال، مما ‏صعب سبل العيش على ‏المواطن العادي‎، فيما شهدت البلاد احتجاجات مرتبطة بصعوبة الوضع الاقتصادي وقادها سائقو ‏شاحنات ومزارعون وعمال وتجار ‏ومدرسون، ما أسفر في بعض الحالات عن مواجهات عنيفة مع قوات الأمن‎.‎ الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على طهران دخلت حيز التنفيذ في 5 تشرين الثاني الماضي، حيث طالت ‏قطاعين ‏حيويين بالنسبة لطهران هما النفط والبنوك، إضافة إلى 700 من الشخصيات والكيانات‎، بينما أقر الاتحاد الأوروبي ‏عقوبات الثلاثاء، على جهاز المخابرات الإيراني، بسبب مؤامرات اغتيال معارضين في أوروبا، حسب ما ‏أعلنه وزير ‏الخارجية الدنماركي، أندرسن سامويلسون‎.‎‏ موضحا أن أعضاء الاتحاد الأوروبي اتفقوا على فرض عقوبات على جهاز ‏المخابرات الإيراني ‏لتخطيطه لاغتيالات على الأراضي الأوروبية. هذه إشارة قوية من الاتحاد الأوروبي إلى أننا لن نقبل ‏مثل هذا السلوك في ‏أوروبا‎”.‎ وتشمل العقوبات تجميد الأصول المالية للجهاز وموظفيه الاثنين في دول الاتحاد‎، ليعززها. ‏ العقوبات الأوروبية على جهاز المخابرات سبقها اتهام وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، إيران بالضلوع في ‏عمليتي اغتيال في بلاده عامي 2015 و2017 مما ‏دفع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة عليها‎.‎ وقال الوزير الهولندي، في رسالة إلى البرلمان إن جهاز المخابرات في بلاده “لديه دلائل قوية على ضلوع إيران في ‏‏اغتيال مواطنين هولنديين من أصل إيراني في ألميرا عام 2015 وفي لاهاي عام 2017‏‎”.‎ وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن القرار اتخذ بلا مناقشة خلال اجتماع لوزراء أوروبيين في بروكسل والذي كان ‏‏مخصصا لغرض آخر. وأضافوا أن تجميد الأصول المالية سيدخل حيز التطبيق اعتبارا من الأربعاء‎.‎ وقالت وزارة الخارجية الدنمركية إن المسؤولين الإيرانيين هما نائب الوزير والمدير العام للمخابرات سعيد هاشمي ‏‏مقدم، ودبلوماسي يقيم في فيينا يدعى أسد الله أسدي. من المقرر أن يظهر اسماهما في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي ‏‏غدا الأربعاء‎.‎ وجاءت العقوبات بعد جهود بذلتها الدنمارك وفرنسا لحشد التأييد لرد فعل من الاتحاد الأوروبي على الاتهامات الموجهة ‏‏لإيران بالتخطيط لاغتيالات على أراضي البلدين في أواخر العام الماضي‎.‎ وتؤكد باريس أن قسم الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية كان على صلة بمحاولة تفجير قنبلة خلال مسيرة ‏‏لمعارضين في 30حزيران الماضي خارج باريس‎، فيما يقول الدنماركيون إن إيران خططت في تشرين الأول الماضي ‏لجريمة قتل على أراضيهم بحق عضو في ‏جماعة أحوازية‎.‎ الشارع يتحرك ‎الاحتجاجات لم تغب عن شوارع إيران لتصل إلى قطاع الزراعة بعد أن شهدت الفترة الماضية تحركات طلابية ‏وعمالية، إذ استمرت احتجاجات الفلاحين في أصفهان، وسط إيران، لليوم ‏السادس عشر‎.‎‏ كما هتف المزارعون ‏المحتجون في مدينة ورزنة بشعارات ضد من تسببوا في شح المياه بالمحافظة‎.‎ وقد تجمع المزارعون في البداية في محيط منطقة عباس، في الساعة العاشرة صباح الاثنين، ثم توجهوا إلى وسط ‏‏المدينة، بمظاهرة حضرها عشرات المحتجين‎.‎ وتزامناً مع ذلك، تجمع عدد من زبائن شركة سيارات أمام وزارة الصناعة والتجارة، في العاصمة طهران، احتجاجاً ‏‏على التأخير في تسليم السيارات وارتفاع أسعارها المفاجئ، وتسليم سيارات أخرى بديلة، بعد التأخير‎.‎ واتهم المحتجون وزارة الصناعة بالتواطؤ مع الشركة، رافعين شعار: “وزارة الصناعة تواطأت‎”.‎ ‎ ‎وقد اعتذر محمد رضا سروش، رئيس الشركة سايبا، للمواطنين، وقال إنه يعتذر بسبب التأخير في تسليم سيارات أخرى ‏‏بديلة‎.‎ وحول الأسباب في تأخير تسليم السيارات، قال سروش: “الجميع يعلم ظروف البلاد، جميع شركائنا الأجانب تركوا ‏‏إيران‎”.‎‏ فيما كشف رسول شجري، المسؤول في نقابة بائعي الأحذية في طهران، عن إغلاق 40% من مصانع ‏الأحذية ‏خلال العام الماضي‎.‎ وقال شجري: “إن إغلاق المصانع تم بسبب شح المواد الأولية، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه فسيتم إغلاق ‏‏بقية المصانع، مما سيؤدي إلى تسريح العمال والبطالة‎”.‎ المسؤول الإيراني أوضح : “إن الركود والمشاكل الاقتصادية كانا سببين في هذه الأزمة، والأمر لم يقتصر على ‏‏العاصمة طهران، ولكن جميع مصانع الأحذية في البلاد تعاني من شح المواد الأولية‎”.‎ يذكر أن مجال صناعة الأحذية يعمل فيه أكثر من 50 ألف عامل على مستوى العاصمة طهران ونحو 100 ألف عامل ‏‏في جميع أنحاء إيران‎.‎ وتجدر الإشارة إلى تزايد الاحتجاجات العمالية والإضرابات العمالية في الآونة الأخيرة في أنحاء مختلفة من إيران، ‏‏للمطالبة برواتب متأخرة أو ارتفاع أسعار قطع الغيار‎.‎ كما أن أهالي أصفهان تحديدا يعانون من قلة المياه وهو ما دفع نواب أصفهان في البرلمان مؤخرا إلى تقديم الاستقالة، ‏‏وهو ما لم ترشح عنه نتائج أو تفاصيل ذات جدوى حتى الآن‎.‎ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى