fbpx

«الغارديان»:أردوغان “بلطجي” وصمت الحكومات الأوروبية “أحمق”

مرصد مينا – بريطانيا

نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، اليوم الأحد، مقالاً حول عدم وجود أيّ مؤشر جماعي لكبح تجاوزات تركيا في المنطقة ككل، واصفة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وفق أطماعه بـ«البلطجي، والمتبجح».

وجاء في المقال الذي كتبه الكاتب والمحلل السياسي، سيمون تيسدال، إنه «في الوقت الذي تتجاهل فيه أوروبا التهديد الذي تمثله سياسات أردوغان العدوانية ضد خصومه وحلفائه على حد سواء، فإنه أصبح يمثل خطرا إقليميا، ولا أحد يبدي استعداده للتحرك».

وقارن تيسدال، بين مواقف الاتحاد الأوروبي، من أردوغان ولوكاشينكو، بالقول إن «الموقف الصارم الذي اتخذته أوروبا ضد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، على خلفية تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية، وحملة القمع العنيفة التي يمارسها ضد المحتجين على استمراره كرئيس لولاية سادسة، تتناقض بصورة حادة مع تردد القارة الأوروبية في الإدانة العلنية لأحدث الخطط العدوانية في شرق البحر المتوسط، والتي يقوم بها دكتاتور منتخب آخر، وهو الرئيس التركي أردوغان».

وفسر المحلل السياسي، هذا الصمت من الحكومات الأوروبية بالأحمق: «تركيا عضو في الناتو، وشريك تجاري رئيسي للاتحاد الأوروبي، حارس للبوابة الحدودية، ولاعب بارز في سوريا والشرق الأدنى، وعلى العكس من بيلاروسيا، فإن تركيا تملك أهمية إستراتيجية حقيقية، ويمكن أن يكون ذلك تفسيرا للصمت الأحمق للعديد من الحكومات، ومن بينها الحكومة البريطانية. ولكن هذا ليس عذرا».

ووفق ما نقله موقع «إرم نيوز» عن الصحيفة، قال تيسدال: «لا يوجد مؤشر على عمل جماعي لكبح جماح تجاوزات أردوغان، أي شخص يشكك في دكتاتورية أردوغان يتعين عليه النظر في القانون القمعي الجديد ضد مواقع التواصل الاجتماعي».

وشدد الكاتب البريطاني على أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يمثل الاستثناء الوحيد داخل الاتحاد الأوروبي في الرد العملي على الاستفزازات التركية في شرق المتوسط».

وتطرق الكاتب إلى أسباب توجه تركيا نحو التصعيد من أن «التوترات بين اليونان وتركيا ليست جديدة. ولكن هذا التصعيد المفاجئ والاستفزازي لنزاع طويل الأمد يكشف حسابات متعمدة، ودفع ذلك المحلل البارز يافوز بايدار، إلى طرح سؤال حول ما يريد الرئيس التركي تحقيقه من وراء تلك السياسات».

وبحسب المقال فإن بايدار كشف ما يخطط له الرئيس التركي، قائلاً: إن «أردوغان المضطرب، المحاط بالصعوبات الاقتصادية، وأزمات وباء كورونا والعملة التركية، يريد أن يفرض نفسه مجددا كزعيم قوي، والقائد العام للقوات المسلحة المدافع عن شرف ومكانة تركيا التي تستحقها في العالم. إنه يحاول إعادة رسم صورته البطولية كل يوم».

وأضاف الكاتب في تفسيره أن «السبب الثاني هو أن أردوغان يرغب في تعزيز موقع تركيا في بحر إيجه، وشرق المتوسط وسوريا وليبيا، للتحوط من احتمال تغيير الإدارة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فقد منح الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الضوء الأخضر لممارسات أردوغان، ولكن منافسه الديمقراطي جو بايدن يمكن أن يكبح جماحه حال وصوله إلى البيت الأبيض».

وعن التدخل في ليبيا أكد أن «تركيا انزلقت إلى الحرب بالوكالة في ليبيا، بتحالفها مع الجماعات الإسلامية، بدوافع عدة بينها النفط، ولكن الأمر بالتأكيد لا يتعلق برفاهية الشعب الليبي».

وختم الكاتب مقاله، بهجوم غير مسبوق على قادة الاتحاد الأوروبي، مشدداً على أن: «القادة الأوروبيون الذين يدفنون رؤوسهم في الرمال، يجب أن يدركوا أن مشكلة أردوغان لا يمكن تجاهلها، أو التملّص منها، أو التقليل من أهميتها، على أمل أن تنتهي في نهاية المطاف. تحول تركيا السريع إلى دولة مارقة، هو احتمال حقيقي وخطير للغاية. يبدو أنه لا أحد يملك خطة لاحتواء أردوغان، وهي خطة مطلوبة بشدة حاليا».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى