fbpx

هل يحكم العسكر الجزائر كما فعلت شجرة الدر؟

منذ الولاية الأخيرة للرئيس بوتفليقة يشبه الوضع في الجزائر إلى حد بعيد حالة حكم المماليك لمصر، فالزعيم بوتفليقة ومنذ عام 2013 أصيب بجلطة دماغية، استنفذ فيما بعد قدراته الصحية التي يمكنه من خلالها قيادة البلاد، لكن العسكر أصروا على بقائه وإعادة ترشيحه، وترشيحه…. بينما كان يمضي أيامه الحقيقية بين المستشفيات، وفي عزلة شبه تامة، يكسرها في ظهوره المحدود على كرسي متحرك، ثم يختفي ثم يظهر، ما جعل قصة وجوده وقدرته حتى على الكلام مثار جدل داخل الشارع الجزائري. الإشكالية هي ان العسكر الممسكين بالسلطة لا يريدون ومنذ عام 2013استبداله، أو حتى الانقلاب عليه، فإذا كانت مسألة الانقلاب مستبعدة الآن أو في الماضي، فالسر في بقاء الجزائر على هذه الشاكلة هو صراع الجنرالات الذين لا يستطيع أي منهم إدارة لعبة السلطة بمفرده، ما يجعل التوافق بينهم على هذه الحالة هو الحل الذي يرضي الجميع. تماماً كان الأمر في حقبة حكم المماليك في مصر، والذين كانوا يتنازعون السلطة تارة، وتارة أخرى يتوافقون على قيادة ضعيفة تحقق لهم مصالحهم في إقطاعاتهم الخاصة، وهي في الحالة الجزائرية اليوم تشبه الى حد بعيد فترة حكم شجرة الدر لمصر، التي أخفت موت زوجها السلطان نجم الدين أيوب، في فترة حرجة، لأن البلاد كانت تخوض آنذاك صراعاً ضد الفرنجة. اليوم الأمر يبدو شبيهاً بالأمس، فالعسكر في الجزائر يعيشون حالة قلق ولكن ليس من عدو خارجي، وإنما مشكلتهم هي مع الشارع الجزائري نفسه، الذي انتفض ولم يعد قادراً على تحمل الإهانة، كما أنه لم يعد مقتنعاً بأن العسكر أكثر ضماناً للبلاد، من سياق العملية الديموقراطية ذاتها. ماذا سيفعل العسكر في الجزائر في ظل عدم قدرتهم على إيجاد شخصية توافقية تحقق مصالحهم أولاً؟ وهل تأجيل الانتخابات كافٍ لحلَّ المشكلة؟ قد يكون أفضل الحلول بالنسبة لهم التي يمكن أن تعيد تهدئة الشارع ريثما يتم إعادة صياغة جديدة لانتخابات قادمة في الجزائر وبرعاية عسكرية حصراً، وأمام هذه اللعبة، هل يعيد العسكر لعبة شجرة الدّر، والتي أخفت موت زوجها واستخدمت أختامه في حكم مصر مدة ثمانين يوماً وأكثر قبل انكشافها، ثم زواجها بشخصية ضعيفة من المماليك تتيح بقاء حالتهم السابقة كما هي. لقد عاشت مصر حقبة طويلة في ظل تنازع المماليك، حتى جاء محمد علي باشا، وقضى عليهم في مذبحة القلعة الشهيرة حتى استتب الأمر له. والسؤال هنا: لماذا عندما يمسك العسكر بالبلاد يضعون شعوبهم أمام خيارين، إما أن يظلوا في سدة الحكم، أو أن يأخذوا البلاد الى المذبحة؟!. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى