fbpx

ما تنجزه الحرب قد تخسره السياسة

نبيل الملحم

المؤكد أن القيادة السياسية في إسرائيل، كما جيشها وأجهزتها الأمنية قد تلقت صفعة موجعة لم يخفها أيّ من تلك القيادات، أما عن الاجتياح البري لغزة فقد يضيف نكسة جديدة لتلك القيادات بمؤسساتها، هذا عن الجانب الإسرائيلي، أما عن “حماس” فربما وصلت إلى سقف إنجازاتها، ما يسمح بالقول أن الاسترسال في الحرب لن يعني سوى المزيد من الخراب، فالأول، وهو الإسرائيلي، خاسر بـ “الصفعة”، والثاني وأعني “غزة” ستكون برسم الدمار، وما ينطبق على “حماس” ينطبق على “حزب الله”، ما يؤدي إلى استخلاص يقتضي تطلع كلا الطرفين للبحث عن هدنة ما، تتلوها تسوية ما، من الصعب على “حماس” انتزاعها فيما سبق هذه الحرب، ومن الصعب على حكومة بنيامين نتنياهو أن تمنح اكثر منها، وها نحن نصغي إلى تصريحات الإدارة الأمريكية بشخص رئيسها كما وزير خارجيتها وهما يدفعان باتجاه “حلّ الدولتين” وهذا انتصار فلسطيني عظيم، لن يتحقق ما يزيد عليه إن طالت الحرب اكثر فيما الخراب سيزيد.

الإسرائيليون، وتحديداً بنيامين نتنياهو، هم الأحوج اليوم للنزول عن الشجرة، ومع هذه الحاجة، ثمة عوائق قد يكون من أبرزها موقف بنيامين نتنياهو الذي لابد ويتحمل مسؤولية “نصف الهزيمة” أو كلّها، ولابد سيشتغل على إحراز انتصار لن يتحقق بالاجتياح في وقت لم يعد يُسمح له بالإنكار، فيما  المكابرة وقد أتقنها،  لا تعني سوى المزيد من البحث عن إنكارات جديدة تزيد الغارق غرقاً، وأغلب الظن أن الإدارة الامريكية ستشتغل على إيقاف هذه الحرب، ذلك أن إطالة الحرب لابد وتعني إقحامها في معركة كبرى، ليس هو التوقيت المثالي لقوّاتها ولزمنها وهي غارقة في حرب أوكرانيا، فيما سيكون الغرق في الشرق الأوسط، إضافة جديدة لمجموع الازمات الأمريكية، وهي أزمات قد تزداد تعقيداً إذا ما انخرطت في حرب مباشرة كحليف لإسرائيل، فإذا ما حدث، فقد تواجه مشاكل تتداعى لتستولد المشكلة مشكلة، وهي مشاكل لابد وتكون مع حلفائها في المنطقة الذين سيواجهون ضغطاً شعبياً على حكّامهم يزيح بلدانهم من “قاعدة للأمريكان”، إلى خصم لها وذلك بعملية قيصرية انجزتها الحرب، وهذا لابد ويطال مصر والأردن، وهما الدولتان اللصيقتان بهذا الصراع، مصر بفعل سيناء، والأردن بفعل التواجد الفلسطيني الكثيف والتاريخ الأكثر كثافة وقد جمعت “الكوفية” رأس الأردني بالرأس الفلسطيني.

كل هذا وذاك سيجعل فرصة فوز “حماس” بالسياسة تعويضاً عن الخراب الذي أحدثته الحرب على غزة، أما “المزيد” من الحرب فقد:

ـ يُخسّر بالسياسة ما أنجزته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى