fbpx

لبنان ما قبل الجحيم

أوساط سياسية في بيروت، تفيد بانها حصلت على معلومات تقول بأن تفاهمًا إيرانيًا / روسيا / إسرائيلياً قد تم التوافق عليه، أما التفاهم فمبوجبه ستمتنع إسرائيل عن شن أيّة طلعات جوية فوق الجنوب اللبناني، كي لا يتفجر الوضع في لبنان، أو كي لا يذهب إلى مزيد من التفجر.

التفاهم إياه يعني فيما يعنيه العمل على إخراج لبنان مبدئيًا من ساحة الصراع العسكري، فالفوضى لن تكون لمصلحة أي من دول الإقليم، والعمل العسكري اليوم فيما لو وقعط حتى ولو اتخذ شكل طائرات مسيرة عن بعد، سيعيد لحزب الله شرعيته التي أسقطها الشارع، كما أسقطتها المجاعة اللبنانية وانهيار الليرة ولعنة المصارف، ولابد أن حزب الله وإن كان واحدًا من عوامل هذا الانهيار، فلابد أنه سيكون العامل الاكثر ترجيحًا في انهيار أيّ حل للمشكلة اللبنانية التي تتصاعد يومًا بعد يوم، فالمتظاهرون ومنذ قرابة الشهرين مازالوا في الشوارع، فيما الحل مازال غير واضح المعالم إن لم يكن في حقائب المستحيل.

والكل يعلم أن مستحيلاً كهذا لا بد وأن يحمل بانعكاساته ما يخلق اهتزازات عميقة في المجتمع الدولي، وخصوصًا على المجموعة الأوربية التي ستكون اول المتضررين من الانفجار اللبناني الصريح، وهذا ما أوضحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب المنعقد باالقاهرة، وبحضور وزير الدفاع اللبناني الياس ابو صعب، حيث لفت الرئيس المصري الى مشكلة الهجرة التي ستتدفق الى اوروبا حاملة معها بالاضافة الى اللبنانيين مليوني نازح سوري لن يتبقى لهم مكان بلبنان، مما يستدعيهم الى ركوب البحر والهجرة نحو اوروبا.. اوروبا الغارقة باللاجئين، والتي لن تحتمل المزيد منهم، بما يحملون من مشاكل على الاقتصاد والثقافة، وبما يمكن أن تحدثه تفاقم مشكلاتهم من تفاقم مشكلات على الجانب الاوربي.

ما لا شك فيه ان الفرنسيين هم أكثر المهمومين بحل المشكلة اللبنانية، أقله لأسباب تتصل بالخلفية الثقافية للبنان، غير أن الفرنسيين باتوا خارج اللعبة الدولية، وبشكل أدق باتوا لاعبين ثانويين، غير أنهم في الحالة اللبنانية لابد وأن يعملون على تفعيل دورهم، بالاستجابة للمطالب الامريكية إن لم يكن بحمل المطالب الامريكية الى اللبنانيين، وهي مطالب تتضمن اول مما تتتضمنه استبعاد حزب الله عن الحكومة المقبلة، وهو الحزب الذي يسيطر على كتلة برلمانية كبيرة، ولن يتخلى بدوره عن طموحاته في وضع يده على لبنان حتى ولو تحوّل لبنان الى كتلة من النار او ضربًا من الجحيم.

الشارع اللبناني لم يتعب حتى اللحظة، والمجموعات الشبابية المتظاهرة باتت تنضج يومًا وراء يوم، وهاهي تطرح مطالبها التي لاتتضمن أخذ كل شيء، غير أن “بعض الشيء” الذي تطلبه كان كافيًا لإطلاق رعاع حزب الله وحركة أمل على المتظاهرين ببذلهم السوداء وعصيهم التي تلوح.

مجمل مطالب المتظاهرين باتت تنحصر في:

ـ حكومة اقتصادية، نظيفة السمعة ومن خارج الأحزاب.

ـ استعادة المال العام المنهوب ومحاسبة الفاسدين.

مطالب تبدو شديدة الواقعية، غير أن حزب الله مع حركة امل سيرون أن الواقعية في مكان آخر.. الواقعية بالنسبة اليهما أنيبقى لبنان تحت قبضتيهما وهو مالن يكون.

المتظاهرون لابد باقون في الساحات.

ـ الملل بعيد عن هتافاتهم.

متظاهرون لن يملوا.

هي ذي حقيقة ما يشهده لبنان. 

Read More

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى