fbpx

النظام المنتصر.. على من؟

هزم الجيش في حزيران 1967، فكان خطاب النظام قد أحدث مصطلحاً جديداً على الأمم: هزيمة عسكرية ونصر سياسي. وذهبت الجولان إلى غير رجعة. في 1973، وبكل المقاييس العسكرية كانت الهزيمة، غير أنها هزيمة مغطاة باستعادة مدينة مدمّرة لم يستعد بناءها حتى اللحظة. في التجربة اللبنانية، كان النصر على سكّان تل الزعتر، وعلى الحركة الوطنية اللبنانية، وكانت خلاصاته إخراج منظمة التحرير الفلسطينية، ليحل مكانها حزب الله كامتداد للخمينية السياسية لتعمم الخمينية ظلامها على المنطقة وتجلياتها سوريا / لبنان / العراق وصولاً إلى اليمن. وفي تموز 2006 دمّر لبنان، وتحت شعار المقاومة واختطاف جنديين اسرائيليين. وبعد سنوات الحرب السورية، احتفل النظام بالنصر.. النصر على الناس العزّل، فيما ارتهنت البلاد للروسي / الإيراني/ ولحزب الله، وفي المقلب الثاني للتركي والأمريكاني، والعصابة الحاكمة تحتفل بالنصر، حتى ولو كان النصر على حساب أرواح الناس، وكرامة (النظام) الذي أسقط كل ما تبقّى من مشهد الكرامة، وليس بوسع أي أعمى من نسيان ذلك المشهد المذل لرئيس سوري، يدفعه مرافق رئيس روسي فوق الأرض السورية، ليبدو الرئيس السوري، واحداً من رعايا الرئيس الروسي غير المرغوب فيهم فوق الأراضي السورية. ويحتفلون بالانتصار، كما لو أن المقاييس المقلوبة باتت المقاييس المعمول بها في بلاد محكومة لعصابة، سقفها الوطني نهب الوطن. السوري اليوم، بات بحاجة لإعادة تعريف النصر من الهزيمة.. التعرف على مصطلحات جديدة على العقل والضمير والكرامة الانسانية، فلنتصور ذلك النصر الذي يساوي: تدمير المدن على رؤوس ساكينها. تهجير من لم يقتله حطام بيته المهدّم. عوز اقتصادي فاق المجاعة حتى بات الجوع أقل وطأة مما تشهده البلاد من مجاعة. وفوق هذا وذاك إمعان في تهديد أمان الناس، وفي الاسترسال بهدر حقوقهم الأساسية لتغدو القبضة البوليسية أكثر وطأة مما كانت عليه الحال يوم كان النظام يعيش بحبوحته، ولا من لحظة يتامل فيها أقله بالمصالحة مع الناس حتى ولو كانت مصالحة كاذبة. في الأمر ما يتخطى السياسة إلى المنظومة الأخلاقية لنظام، رأسماله الدعارة، ووسيلة انتاجه الساطور، ومشروعيته ينالها من قرار محتليه. نقول الكارثة السورية؟ هي كذلك.. ستطول وتطول وتطول، اللهم إلاّ يوم يستعيد السوري إرادة الحياة ويستعيد هتافه العظيم: ـ ارحل.. ارحل.. ارحل. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى