fbpx

مستشفيات قطاع غزة مهددة بالتوقف خلال ساعات جراء نفاذ الوقود

غزة – خاص أطلقت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تحذيراً أخيراً حول توقف غالبية مستشفيات القطاع عن العمل جراء نفاذ كميات الوقود اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بالمستشفيات، وعجز الوزارة عن توفير الوقود في ظل النقص الحاد في كميات الكهرباء ومصادر الطاقة الذي يعاني منه قطاع غزة. وأوضحت الوزارة في مؤتمرات صحفية عدة عقدتها في بعض مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الماضية، أن نفاذ الوقود ينذر بكارثة صحية جراء اضطرار المستشفيات لتقليص الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة للمرضى، لا سيما تأجيل الكثير من العمليات الجراحية والرعاية الأولية، ناهيك عن الخوف من انتشار الأمراض الأوبئة في المرافق الصحية. ويعيش قطاع غزة أزمة في إمدادات الطاقة والكهرباء منذ عام 2006، وذلك بعد أن قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، ما أضعف من قدرتها على انتاج الكهرباء، بالإضافة إلى عجز سلطة الطاقة الفلسطينية عن شراء الوقود لتلك المحطة جراء ارتفاع قيمة الضرائب التي تفرض على الوقود المورد لغزة من إسرائيل، ناهيك عن تخلف الكثير من المواطنين عن دفع فواتير الكهرباء جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة وانتشار البطالة. لا مجيب للتحذيرات الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة قال لمرصد “مينا”: “منذ عدة أسابيع ونحن نحذر من نفاذ الوقود وعدم قدرتنا على شراء الوقود اللازم لتشغيل المولدات في المستشفيات نتيجة الصعوبات المالية التي نعاني منها، إلا أن تلك التحذيرات لم تلقى آذاناً من أي جهة فلسطينية أو دولية”. وأضاف: “مستشفيات قطاع غزة بحاجة إلى 450-500 ألف لتر من الوقود شهرياً لتشغيل مولدات الكهرباء، وذلك لنحصل على 8-12 ساعة يومياً من الكهرباء، مطالباً وزارة الصحة في رام الله والمؤسسات الدولية للتدخل الفوري والعاجل لتدارك الموقف قبل حدوث كارثة صحية لمئات المرضى لا سيما في حضانات الأطفال بالمستشفيات. وبين أن مستشفى بيت حانون المركزي شمال قطاع غزة أغلق أبوابه قبل عدة أيام، وحرم مئات المرضى من تلقى العلاج والرعاية جراء نفاذ الوقود، محذراً من أن مستشفيات أخرى مهددة بالتوقف عن تقديم خدماتها خلال الساعات المقبلة ما لم تحل المشكلة. أزمة في الدواء وتترافق أزمة نفاذ الوقود في مستشفيات قطاع غزة مع أزمة نقص الدواء في مخازن وزارة الصحة، وأكدت الوزارة أن أكثر من 50% من أصناف الأدوية رصيدها صفر، وهو ما اضطر الكثير من المرضى لشراء الأدوية وبعض المستلزمات الطبية من أموالهم الخاصة. وتمثل أدوية الأمراض المزمنة أبرز الأدوية المفقودة من مخازن الصحة في غزة، وتحديداً بعض أدوية مرض السرطان والسكري والضغط والثلاسيميا، بالإضافة إلى المستهلكات الطبية والتي تحتاج إليها مستشفيات قطاع غزة بشكل أسبوعي جراء الاصابات التي تصل المستشفيات بفعل القمع الإسرائيلي للمسيرات الجماهيرية التي تخرج كل يوم جمعة على طول الحدود مع إسرائيل. أطفال الكلى في خطر من جانبه، حذر رئيس قسم الكلى في مستشفى الرنتيسي للأطفال بمدينة غزة نبيل عياد في مقابلة مع مرصد “مينا” من فقدان عشرات الأطفال المصابين بمرض الفشل الكلوي حياتهم جراء صعوبة تشغيل أجهزة غسيل الكلى في أوقات انقطاع التيار الكهربائي. وأوضح أنه في حال استمرار أزمة الوقود فسيضطر عشرات المرضى إلى تقليص أو تأجيل عمليات الغسيل، وهو ما يعني أن وضعهم الصحي سيكون خطراً جراء ارتفاع نسبة البولينا والكرياتين لديهم، منوهاً إلى أن الأطفال المرضى يقومون بعملية غسيل الكلى من 3-4 مرات أسبوعياً. ومثل الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة منذ 12 عاماً والانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ عام 2007، أبرز التحديات الذي يواجهها قطاع الصحة في غزة، بالإضافة إلى اتهام وزارة الصحة في غزة حكومة التوافق بإهمال دعم القطاع الصحي ما راكم الديون على المستشفيات. والدة الطفل راضي أبو حمدة 12 عاماً أحد مرضى الفشل الكلوي في مستشفى الرنتيسي تقول لمرصد “مينا”: “كل عدة أشهر نعود لكابوس نفاذ الوقود من المستشفى أو نفاذ المستلزمات الطبية اللازمة لغسيل الكلى”، متسائلاً: “لماذا نعيش هذا الكابوس بين حين وآخر؟، أصبحت حياتنا لا تطاق”. وتضيف: “أخبرنا الأطباء أنه في حال عدم توفر وقود لتشغيل المولدات في المستشفى سنضطر لتقليص جلسات الغسيل إلى مرتين في الأسبوع”، مناشدةً الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الفلسطينية إلى إغاثة مرضى غزة قبل فوات الأوان. أما والد الطفل خالد دولة 7 سنوات فيقول لمرصد “مينا”: “أضطر أسبوعياً لدفع تكاليف مالية كبيرة لشراء أدوية يحتاجها طفلي الذي يعاني من فشل كلوي، وكذلك ثمن المواصلات من وإلى المستشفى”، مضيفاً بنوع من السخرية: “لم يتبقى أمامنا كمواطنين إلا أن نقدم الوقود من أموالنا إلى المستشفيات”. وأوضح أن قطاع غزة أصبح بقعة جغرافية غير صالحة للحياة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي منذ 12 عاماً، وعدم إنهاء حركتي فتح وحماس للانقسام والذي أثر بشكل كبير على أوضاع الغزيين، معتبراً أن حجب وزارة الصحة في رام الله لشحنات الأدوية بين الحين والآخر هو بسبب المناكفات السياسية والتي يدفع ثمنها المرضى. مشكلات متلاحقة مشكلات قطاع الصحة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أعلنت شركات النظافة في مستشفيات قطاع غزة مرات عدة خلال الأشهر الماضية عن توقف خدماتها، والتي تقدمها لـ 13 مستشفىً و51 مركزاً للرعاية الأولية و22 مرفقاً آخر بوزارة الصحة نتيجة عدم تلقى العاملين رواتبهم جراء عدم سداد وزارة الصحة ما عليها من مستحقات مالية لتلك الشركات، والذين يقدر عدد العاملين بها 830 عاملاً. وتبلغ قيمة العقود الشهرية المبرمة بين شركات النظافة والمستشفيات في قطاع غزة قرابة 260 ألف دولار، وفي ظل الأوضاع المالية الصعبة للوزارة تضطر الشركات لأخذ مستحقاتها المالية كل عدة أشهر. هذا ويأمل القائمون على مستشفيات قطاع غزة أن تلقى مناشداتهم التي أطلقوها على مدار الأيام الماضية، استجابةً من قبل حكومة التوافق الفلسطينية أو المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة من أجل توفير كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية وإنقاذ حياة مئات المرضى. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى