fbpx

طيران “ماهان آير” الإيراني.. الناقل الحصري لفيروس كورونا

مرصد مينا

مازالت ايران تشكل بؤرة تفشي إصابات كورونا في الشرق الاوسط مسجلة نحو 100 ألف إصابة و6340 وفاة، وهذه الارقام تتمايز بشكل واضح عن أرقام الاصابات في المنطقة، إلا أن الدول الاكثر احتكاكا مع ايران لاسيما عبر المطارات هي الأكثر تضررا مثل لبنان و العراق، أما في سوريا فيرجح المتابعون أن أعداد الإصابات أكثر بكثير مما يعلنه النظام.

قناة “بي بي سي عربي” وفي تحقيق لها كشفت عن مساهمة شركة طيران إيرانية واحدة هي شركة طيران ماهان (Mahan Air)، التابعة لـ “الحرس الثوري”، في انتشار كوفيد-19 في أنحاء الشرق الأوسط. وتم ذلك عبر تحليل بيانات تعقب الرحلات الجوية، والتحدث إلى مصادر داخل “طيران ماهان” للاستيضاح حول كيفية تحدي هذه الشركة، لمئات المرات، قرارات حظر حكومية، من خلال تسيير رحلات من وإلى إيران والعراق والإمارات وسوريا ولبنان، معرضةً بذلك حياة ركابها وطواقمها الجوية، ناهيك بعائلات هولاء ومجتمعاتهم، للخطر. كما قال هؤلاء الركاب والعاملين في الطواقم الجوية إنه لم يتم تزويدهم بأي من سبل ووسائل الوقاية والحماية من الفيروس، ما ساهم بشكل كبير في تفشي الوباء في إيران والعالم العربي.

وذكر التحقيق أن حالات الاصابة الأولى بالفيروس التي سُجلت في العراق ولبنان كانت لشخصَين قادمَين من إيران على متن “طيران ماهان”، وتحديداً من مدينة قمّ، ذات الأهمية الدينية الكبيرة بالنسبة إلى أتباع المذهب الشيعي، التي يزورها الملايين في كل عام، وصدرت منها التقارير الأولى في الشرق الأوسط، عن حالات وفاة جراء فيروس كورونا.

وحذرت منظمة الصحة العالمية منذ ذلك الوقت من خطورة الوضع في إيران، إذ صرح مديرها العام “تيدروس أدهانوم غيبريسوس” في شباط الماضي، أن هذا البلد أعلن عن 18 إصابة و4 وفيات حينها، معبراً عن قلقه العميق حيال ذلك. إلا أنه وعلى الرغم من ذلك التحذير، سمحت السلطات الإيرانية باستمرار الاحتفالات الشعبية وأجرت انتخابات برلمانية في 21 شباط، سمحت للتيار المحافظ بالعودة إلى السيطرة المطبقة على “مجلس الشورى”. وبعد ذلك بأيام قليلة، أصبحت إيران، مركز تفشي الوباء في المنطقة.

ايران علقت حركة الطيران، رسميا، في 31 يناير كل رحلاتها الجوية من وإلى الصين، في محاولة لإبطاء حركة تفشي الفيروس. إلا أن بيانات تعقب الرحلات الجوية، تظهر كيفية تحدي شركة “طيران ماهان” التابعة لـ”الحرس الثوري”، قرار الحظر الذي فرضته الحكومة الإيرانية على حركة الطيران من وإلى الصين.

الشركة بدورها نفت ذلك، مشيرة إلى أنها استخدمت الرحلات لإيصال المساعدات وإجلاء المواطنين الايرانيين، لكن تحليل المعلومات يؤكد أن 6 رحلات خُصصت لنقل مساعدات، بينما استُعملت 4 أخرى لإجلاء مواطنين إيرانيين من الصين غير أن 157 رحلة جوية أخرى جرت بعد ذلك التاريخ، مما يشير إلى أن الحكومة الإيرانية سمحت لطيران “ماهان” بخرق الحظر المفروض على الطيران من وإلى الصين.

وتابع التحقيق أنه “في منتصف فبراير، كان الفيروس في أعلى مستوياته في الصين، كما كان يتفشى بمعدلات مقلقة في إيران. وفي 24 فبراير بدت أعراض ارتفاع في الحرارة على نائب وزير الصحة الإيراني إيرادج هريرتشي خلال مؤتمر صحافي، وأجرى بعدها فحصاً طبياً أظهر إصابته بفيروس كورونا”.

عربيا، سجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا في لبنان بتاريخ 21 شباط لدى امرأة قادمة من زيارة دينية أجرتها إلى مدينة قم الإيرانية وتم نشر صورة جواز سفرها على موقع “تويتر”. أما في العراق، فإن الإعلان عن أول حالة إصابة رسمية بكورونا، فتم في 24 شباط، عائدة لطالب إيراني يظهر حسابه على موقع “فيسبوك” أنه كان في طهران في 18 شباط أي أثناء أعلى فترات تفشي الفيروس.

أما في العراق فيظهر تسجيل على تويتر بتاريخ 26 شباط يظهر طائرة تابعة لـ “طيران ماهان” وقد حطت لتوها في مطار بغداد الدولي قادمةً من إيران. أثار ذلك قلقاً شعبياً كبيراً، أدى إلى إعلان الحكومة العراقية أنها حظرت كل الرحلات الجوية من وإلى إيران قبل ذلك التاريخ بخمسة أيام. إلا انه وبحسب معلومات تعقب حركة الطيران، فإن “طيران ماهان” مُنحت الإذن بإجراء 15 رحلة إلى بغداد بعد فرض الحظر. وبررت الحكومة العراقية ذلك بالقول إن الهدف من تلك الرحلات كان إعادة مواطنين عراقيين موجودين في إيران، وإعادة إيرانيين من العراق إلى بلادهم، كما نالت موافقة هيئة الطيران المدني العراقية. وأضافت الحكومة أن هذه الرحلات ستتواصل لكن المسافرين القادمين من إيران سيخضعون لإجراءات الحظر التي تفرضها وزارة الصحة لدى عودتهم إلى العراق.

وأشار التحقيق إلى أن كثيرين من الإيرانيين العائدين إلى بلادهم كانوا من زوار الأماكن المقدسة لدى الشيعة في العراق. كما يعتقد مسؤولون في القطاع الصحي أن تلك التجمعات الدينية الكبرى لعبت دوراً أساسياً في نشر الفيروس. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى