fbpx

بشار الأسد.. العنيد- الغبي

ما الجديد الذي دفع الصحافة الروسية للنيل، بل لمهاجمة بشار الأسد؟ والصحافة هنا، بمعنى الصحافة الحكومية الرسمية التي لاتنطق عن هوى، ومن بينها وكالة “تاس” الحكومية التي أفردت تحليلاً إخبارياً واسعًا اكدت فيه أن بشار الأسد لايحظى بشعبية في بلاده، وأنه فيما لوترشح لانتخبات رئاسية حرة ونزيهة فمن المشكوك أن يفوز بها؟ وأنه”يعمل على عرقلة اللجنة الدستورية ولايريد لها أن تصل إلى غايتها بإجراء استفتاء اممي، وأنه يعمل على “عرقلة أي حل سياسي”؟

هذا عن وكالة “تاس” فيما عرضت محطة روسيا اليوم مقالاً مترجمًا نقلاً عن صحيفة “زافترا” وجهت فيه الانتقادات لما قاله بشار الأسد في مقابلته الأخيرة، واعتبرت أنها “تصريحات غير مقبولة بتاتاً فيما يتعلق باللجنة الدستورية”، ثم ذهبت أبعد من ذلك حين قالت بأن روسيا لعبت “دورًا رئيسيًا في تثبيت الأسد في الحكم، وأن روسيا لايمكنها أن تضمن بقاءه في الحكم إذا ماتم اجراء انتخابات رئاسية جديدة تتمتع بالشفافية” مبررة كلامها بالقول: “ربما لايفوز اطلاقًا، فنسبة السوريين الذين يؤيدونه لاتتجاوز 20 بالمئة من مجمل الشعب السوري، أما معظم الشعب السوري ونسبتهم 50 بالمئة فيرغبون بتغيير شامل ولكامل شكل النظام في سوريا، فيما النسبة المتبقية فيعتبرون من الرماديين غير الآبهين بالموضوع على الاطلاق، وهي الطبقة التي تسعى فقط لتأمين لقمة العيش بعيدًا عن السياسة وتعقيداتها”، هذا ما قالته المحطة في حين أن صحيفة “نيزافيسيايا غازيتا” كتبت أن “نظام الأسد قام بممارسة جميع أشكال القمع بحق القبائل المحلية، كما أهمل سلطة شيوخ العشائر” و” سمح لايران بإجراء تغييرات ديمغرافية عديدة في مناطق ذات أغلبية سنية”، و “روسيا لايمكنها حمايته”.

ذلك بعض مما جاء في الصحافة الروسية، غير أن ثمة مواقف أشدّ وضوحًا ومن بينها مواقف لشخصيات روسية فاعلة ومؤثرة، وهي شخصيات تقف في الظل دون ظهور إعلامي كانت قد وصفت بشار الأسد بـ “العنيد” و “الغبي”، واشتكت من التحالف معه، معتبرة أنه يمثل ورطة بالنسبة للحكومة الروسية وللرئيس الروسي على وجه التحديد، وهو ما يدركه الرئيس بوتين، وكان قد اظهره في مواقف عديدة تعامل فيها مع بشار الأسد باحتقار صريح، ومن بين تلك المواقف، ماتداولته الوكالات ومواقع التواصل الاجتماعي وأبرزه تلك اللقطة التلفزيونية في قاعدة حميميم التي أدار فيها الرئيس الروسي ظهره لبشار الأسد وهو يستعرض قواته، فيما قام أحد الضباط الروس بإبعاد بشار الأسد ودفعه إلى الخلف.

القراءت للموقغف الروسي من بشار الأسد متعددة، وربما تكون هذه (الحملة الصحفية) تمهيدًا لخطوات روسية، باتجاه استبعاد بشار الأسد عن السلطة عبر نخبة عسكرية اختارتها روسيا، باتجاه ما يمكن تسميته بمجلس عسكري يخرج بشار الأسد من السلطة ويلقي به ربما خارج البلاد، باتجاه نظام جديد في سوريا، سيكون عرضة لرفض إيراني، وبالنتيجة لصراع ايراني / روسي، وهو الصراع الذي تتبدّى الكثير من ملامحه وإن لم يعلن عنها.

في حال حدث ذلك ماهي العقبات الممكنة؟

ستكون سوريا ساحة لصراع ايراني / روسي، فما لاشك فيه ان طهران وحزب لله مايزالان متمسكين ببشار الأسد، أقلّه لطواعيته بالنسبة اليهما، وهو أمر قد يفتح البلاد على صراعات ليس من المستبعد أن تتخذ شكلاً مسلحًا، وسط مساع روسية حثيثة لنيل التأييد من البيئة الحاضنة لبشار الأسد، وهي بيئة الساحل السوري الذي تعمل روسيا على عزلها عنه من خلال اختيار ضباط في الجيش السوري، والترويج لهم ولكفاءاتهم العسكرية وتلميع صورتهم، وبالنتيجة لقطع غصن الشجرة الذي يجلس عليه بشار الأسد.

تبدأ الحملات بالحملات الإعلامية، ثم تتخذ شكلها العملياتي، والواضح من الصورة أن الروس يغسلون أيديهم من رجل موصوف بـ : العنيد.. الغبي

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى