fbpx

الله يحميك يا لبنان

الناس في الشارع، يطلبون “الخبز والكرامة”، وأئمة النهب في قصورهم يتوحدون على الشارع.. يتوحدون من أقصى ليبراليي البلد، إلى أقصى عقائدييه.

ـ يتوحدون على إخراج الناس من الشارع.

كارثة أن يكون للناس شارعًا، فما بالك إن كان للناس مسكن، أو سفينة، أو مزارع، أو حصة من الدخل القومي، أو مشفى أو سرير ينامون فيه، أو حتى شتلة حشيش؟
ـ ذلك كفر.

كفر يتوافق عليه كهنة الكنيسة، وفقهاء المساجد، ومديرو عقل الحسينيات.

يتوافق عليه:

جماعة المستقبل، مع جماعة حزب الله، مع جماعة أمل، مع تيار باسيل، مع الديمقراطي وليد جنبلاط، مع القوات.

المختلفون، والذين لم يبخلوا بهدر دم الناس أيام الحرب الاهلية في صراعاتهم الدامية، يتوافقون على الناس مادام الشارع قد جمع الناس.

المختلفون، والذين تناحروا على وزارة، أو صفقة، أو هبة، يتوافقون على الناس مادام الشارع قد جمع الناس.

المختلفون، يضعون كل خلافاتهم وصراعاتهم على الرف، مادام الشارع قد جمع الناس.

المختلفون على المحاصصة، والنفوذ، ونهب البلاد، يتوافقون على الناس، مادام الشارع قد جمع الناس.

المختلفون، يستعدون لجمع جمهورهم من قطاع الطرق، مادام الطريق قد جمع الناس.

المختلفون لايختلفون، مادام الأمر على صلة بخبز الناس / كرامة الناس/ خيارات الناس / وجع الناس.

والمختلفون لايختلفون إذا ما انزلقت البلاد الى الجحيم.. إلى حرب الأزقة، أو الفوضى، او الارتهان للخارج والتدويل، فحصصهم في أمان.

وها هي بوادر الجحيم تطل برأسها بدءًا من النبطية، وتحت شعار:

ـ فتح الطريق للناس، من الناس الذين يغلقون الطرقات.

والبلاد في متاهة:

ـ متاهة احتكام الناس إلى من دمّر مصائرهم، ليعود إلى تدميرها من جديد.

ـ متاهة الخارج الذي لن يكون خارج لبنان، فلبنان ليست سوى قطعة من لعبة الاقليم، لعبة التدويل، جارة اسرائيل من الجتوب، وجارة دمشق من الشرق، وملعبًا لآلهة النفط في كل آن.

ومتاهة الخروج من الشارع كما لو لم يكن ثمة شارع قد أعلن عن نفسه بالأغنية / الشعار / الخطاب / البيان وحتى الراقصات، أو متاهة البقاء في الشارع، ليكون الشارع كبسولة الفوضى في البلاد.

ـ متاهة الرهان على الجيش، وليس ثمة من يراهن على بقاء الجيش على الحياد في بلاد تتقاسمها الطوائف والزعامات والزعران بأيديهم التي تمتد إلى كل حبة رمل من البحر، وكل غيمة في السماء، وكل قطرة ماء في باطن الأرض، فما الذي يضمن أن لاتمتد أيديهم الى الجيش؟

هي ذي بلاد الاستحالات:

ـ استحالة بقاء الحال على حاله، فالحال بات هو الجحيم، بل عين الجحيم.

ـ استحالة اجتثاث تاريخ تلك الممحاة التي محت الناس ووهبت حياتهم للطائفة / الزعامة / الفاسد / اللص / السمسار.

ومع كل تحوّل لابد من الدماء، أو التهديد بالدماء، او الخوف من الدماء.

الشارع مخيف لأهل الشارع كما هو مخيف لأهل القصر.

وما لابد منه، لاغنى عنه.

تلك هي الصيغة الرائعة / الصيغة المغامرة / الصيغة الخطرة/ الصيغة االمحفوفة بحرق كل شيء.

في الشام، قالها بشار الأسد:

ـ الأسد أو نحرق البلد.

واحترقت البلد، وفي لبنان:

ـ الزعران أو نحرق الميدان.

وبلا أدنى شكّ فإن تحالف الزعرن سيكون على اشده بمواجهة الناس اليوم.

ـ الله يحميك يا لبنان.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى