fbpx

 مـن يهاجـم أكبـر قاعـدة روسـية في سـورية؟

تعرضت قاعدة حميميم العسكرية الروسية والتي تعد أكبر قاعدة لموسكو في المنطقة علاوة عن سورية، لعدة هجمات بشكل متفاوت ما بين فينة وأخرى، هجمات تبقى في عداد “الفاعل المجهول”، إذ لم تتبنى أي جهة محلية أو خارجية الهجمات، ليبقى السؤال مفتوحاً.. من يهاجم أكبر قاعدة عسكرية روسية في سورية؟

كان قد صرح رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية “أليسكي باكين” خلال الساعات الماضية، لعدد من الصحفيين في مؤتمر صحفي داخل قاعدة حميميم العسكرية في سورية، أن قوات المعارضة السورية حاولت إختراق قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية بأستخدام طائرات مسيرة، أسقطتها الأخيرة في منطقة أمنة قبل أن تصل إلى القاعدة، دون وقوع خسائر بشرية أو مادية.

في حين نشرت الصفحة الرسمية لقاعدة حميميم في سورية على صفحتها في “الفيس بوك” أن 3 طائرات مسيرة لقوات المعارضة السورية، تم اسقاطها بالقرب من القاعدة العسكرية، ولم تتحدث عن مزيد من التفاصيل عن كيفية إسقاطها أو نوع الطائرات التي تم التصدي لها.

اتهام إدلب؟

كما أكد المسؤول الإعلامي لقاعدة حميميم “أليكسندر إيفانوف” أن زعزة أمن قاعدة حميميم أمر لا يحمد عقباه، وأن مصدر هذه الطائرات هو ريف إدلب القابع لمنطقة خفض التصعيد ضمن الإتفاق الروسي ;ndashالتركي.

كما أضاف “إيفانوف” أن حوادث انتهاك أجواء قاعدة حميميم العسكرية لتنفيذ أعمال تخريبية يتم بالتعاون مع أشخاص محليين يسعون إلى دعم المجموعات المسلحة- على حد وصفه.

واستطرد قائلاً: هذا النوع من الطائرات لا يشكل أي خطر، لكن الخطر هو وصولها وإنتهاكها لأجواء القاعدة الروسية، ومن جهة أخرى، لم تتبنى أي من الفصائل السورية المعارضة أو المجموعات الإسلامية إطلاق هذه الطائرات أو التطرق للحديث عنها.

ليست الأولى

يُذكر أنها ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض لها قاعدة حميميم الروسية للإستهداف بهكذا نوع من الطائرات أو الصواريخ التي وصلت إلى داخل القاعدة العسكرية، ففي شهر نيسان الماضي، أعلنت إحدى الفصائل الإسلامية عن استهداف قاعدة حميميم بعدد من صواريخ الغراد، تصدت القوات الروسية لعدد منها، فيما سقط عدد أخر داخل القاعدة، ولكن في الحديث عن طائرات مسيرة، لا تملتك المعارضة السورية أو الفصائل الإسلامية هكذا نوع من الطائرات، حيث يرجح أحد المحللين العسكريين إلى أن هذا الهجوم يشبه ما يقوم به الحوثيين في اليمن، وهذا ما يجعل بعضهم يلوح بأصابعه إلى وقوف إيران ورءا البعض من هذه العمليات على اقل تقدير.

المحللون أرجعوا تحليلاتهم إلى توتر وتضارب المصالح بين حلفاء الأسد، حيث شهدت مدينة حلب شمالي سورية بعض الاشتباكات بين الميليشيات تدعمها إيران مع عدد من القوات التي تدعمها روسيا، في صراع النفوذ والسيطرة على المحافظة، ما يضع الميليشيات الإيرانية ضمن الشبهات، في توجيه هذه الطائرات واتهام المعارضة السورية بها.

وفي السياق ذاته، يؤكد عدد من الخبراء العسكريين، أن الدور الإيراني في سورية أصبح يشكل تهديداً على المصالح الروسية, كونه مخالفاً لسياستها، ولكن روسيا لا تريد إخراج إيران في الوقت الحالي، بسبب وجود الميليشات المقاتلة على الأرض، ما خفف عن روسيا إحضار مقاتلين من المشاة إلى سورية، وجعلها تكتفي بسلاح الجو الروسي، في حين تعتبر روسيا هي اللاعب الأساسي، الممسك بزمام القرار، وهي من تعطي الأوامر لقوات النظام التي لا يمكن لها ان ترمش او تهتز على الجبهات دون الرجوع الى اصحاب القرار الروسي.

وتلعب موسكو دوراً أساسياً في الشؤون السياسية والدولية، اذ انها تعقد المؤتمرات وتقيم الإتفاقيات، التي كان آخرها اتفاق منطقة خفض التصعيد في الشمال السوري مع الجانب التركي، فيما همش الدور الإيراني في كثير من الإتفاقيات، خاصةً في الإجتماع الروسي – الأمريكي – الإسرائيلي الذي عقد في تل أبيب، ما شرع الابواب أمام إسرائيل باستهداف القواعد الإيرانية ومواقع الميليشات التابعة لها على امتداد الرقعة السورية، دون أن تساعد روسيا في التصدي للطيران الإسرائيلي أو إيقافه، وهو ما ازعج إيران وجعلها في موقف لا تحسد عليه.

تسييس الهجمات

موسكو، يبدو سعيدة بهذه الهجمات، فهي لا يمكن أن تؤثر على حركات الملاحة العسكرية لمقاتلاتها الحربية التي تهاجم المدن السورية، وفي ذات الوقت تعطيها زخماً سياسياً للحديث في الجلسات الأممية وتلك العائدة لمجلس الأمن، والترويج لنفسها على أنها قوة تحارب الإرهاب في الشرق الأوسط، وفي سوريا على وجه الخصوص.

كما تستخدم موسكو هذه الهجمات للانتقام من القوى الكبرى- الولايات المتحدة الأمريكية كمثال، وفي أحيان أخرى تتهم تركيا حليفتها الدولية في الشمال السوري، وكانت قد اتهمت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بضلوعها في الهجوم واكدت مراراً أنها من قام بها هي المعارضة المعتدلة السورية تحت إشرافها وأن تكنولوجيا الطائرات التي هاجمت حميميم وطرطوس الروسيتين لا تتوفر إلا لدى الدول.. لتسارع بعد ذلك واشنطن وتؤكد أنها يدوية الصنع ومكوناتها متوفرة في الأسواق.

مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى