fbpx

عند الملالي لا نصف قتل.. كل القتل

لم ترفع طهران عينها عن العراق، وما أن ورثت السلطة العراقية من “بريمر” وقوات الاحتلال الامريكي، حتى اندفعت بكل قواها لاحتلال العراق.. نعم هو احتلال بكل مقاييس الاحتلال، حتى ان السلعة الايرانية كانت قد حلّت مكان السلعة العراقية فأفلس العراق في منافسة غير متكافئة، وحرّاس مصالحها قد اتخذوا المقاعد الأولى من الوزارة ومؤسسات الدولة، فأفقر العراق بفاسديه، حتى باتت لقمة العراقي “منّة ايرانية”، وكانت حكومة الملالي قد اتخذت من شيعة العراق قاعدة اجتماعية راهنت على ولائها.

ما حدث، أن شيعة العراق يقدّرون قيمة الوطنية العراقية، ويرزحون كما بقية فئات الشعب تحت وطأة المجاعة، ولم يكف الفساد عن نهبهم كما حال بقية الناس، والفساد في العراق، لم يسبق وأن سجل فساد في التاريخ كما سجلته الطغمة الحاكمة فكانت التظاهرات.

تظاهرات عمت كافة مناطق البلاد، سنة وشيعة واكراد، فأزيحت لعبة الطوائف لحساب الحقائق الوطنية الثابتة، وما أن انطلقت التظاهرات حتى دخلت قوّات الباسيج ومعها حرس الثورة الإيرانية لتواجه التظاهرات بالحديد والنار فغرقت شوارع العراق بالدماء، ولم يكن الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته قوات الحرس الثوري وأذرعها من السلطات العراقية في مواجهة المتظاهرين سوى خردلاً سائلاً يعبث بأرواح الناس.
اليوم يستقيل عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق.. يستقيل ربما تحسبًا لانتصار المتظاهرين، وربما لعجزه عن إدارة الموت في العراق، وفي كل الحالات والاحتمالات فلن تكون استقالته تعبيرًا عن “شرف حاكم يخرج من السلطة حين تتغول السلطة في دماء الناس”.
لقد أسفرت الموجة الأولى من الاحتجاجات بين الأول والسادس من تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 157 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المتظاهرين الذين قضوا بالرصاص الحي في بغداد، بحسب أرقام رسمية.
وبعد 18 يوماً من الاستراحة بسبب الزيارة الأربعينية، استؤنفت الاحتجاجات في الرابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، لكنها اتخذت طابعاً آخر فتجاوز عدد ضحاياها 400 شاب
لكن عبد المهدي قال إن هؤلاء يستخدمون كـ”دروع بشرية” من قبل “مندسين”.
“مندسين”؟!
هي ذات الكلمة التي استخدمها بشار الأسد في مواجهته للتظاهرات في سوريا، ولم يقتصر نعته بالمندسين على المتظاهرين، فقد ذهب رئيس الوزراء وتحت ضغط متزايد من إيران وحلفائها في العراق الذين أجبروه على تنحية عدد من القادة العسكريين بحجة أنهم مقربون من الولايات المتحدة.
وتصاعد الضغط مع وصول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني إلى العراق، مباشرة بعد انطلاق التظاهرات.
وعقد سليماني اجتماعات في بغداد والنجف لإقناع قادة الأحزاب السياسية بحماية الحكومة.
لقد كان سليماني “هو من يصدر التعليمات”.
وهكذا وقع عبد المهدي بين نارين، نار المتظاهرين الذين يعرفون بالتمام والكمال دوره كذراع لإيران، وبين اشتراطات قاسم سليماني الذي يطلب لمواجهة المتظاهرين ماهو اكثر فتكًا من الخردل والرصاص الحي وكان العالم خليل الخفاجي قد كشف عن حقيقة غاز الخردل المستخدم في مواجهة المتظاهرين فكان مصيره (الاغتيال)…
استقال عبد المهدي، ولا نظن أن المتظاهرين آسفين على رحيله، وكذلك ملالي طهران، ففي اللعبة الإيرانية لامكان لنصف قتل.. في سياسة الملالي:
ـ القتل.. القتل كاملاً لانصف القتل.
ما يبدو من الصورة أن عبد المهدي يتقن نصف القتل.
نصفه لايكفي.. نصف القتل خيبة لطهران.
كل القتل.. هذا ما يطلبه الايرانيون.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى