fbpx

لم تقدر على الحمار فتمرجلت على البردعة

تخرج سيدة سورية بمرتبة رئيس حزب، بفيديو غاضب تهاجم فيه حكومة النظام، وتحكي فيه عن: ـ غياب الحياة السياسية في البلاد. ـ تدعو لاعتصام. ـ تحكي عن المجاعة / الفقر / الفساد. ثم تستنجد ببشار الأسد كونه فوق الحكومة وكونه الحَكَم. كل ما قالته السيدة صحيح باستثناء أنها تهاجم البردعة وتقدّس الحمار وهنا جوهر المشكلة. حين تحكي عن الفساد ونهب موارد البلد وعنف النظام وشراسة السلطة، لابد أن تتذكر مايلي: ـ نهب  البلد ابتدأ ببطانة الرئيس وعائلة الرئيس من أعمامه وأخواله ومن ثم أبناء أعمامه وأبناء أخواله، ولابد من فتات مائدة توزع على المحاسيب. ـ غياب الحياة السياسية ليس طارئاً ولا مستجداً فعدد الأفرع الأمنية يفوق عدد المشافي وعدد الزنازين يفوق عدد المدارس، اما عن الشعب فما بين سجين وقتيل ومهاجر ومكلوم.   تطلب السيّدة من (الثلم) أن يكون مستقيماً وتنسى أن (الثلم الأعوج من الثور الكبير)، وهذا مثل اخترعه الفلاحون منذ أن عرفوا الزراعة والاستنبات. السيّدة إياها رئيسة حزب.. حسناً والدعوة إلى اعتصام عام، لم يعد يتطلب في سوريا بيانات فالاعتصامات قادمة دون شك، أبسط أسبابها أن الرحلة من المنزل إلى العمل لاتساوي أجور (ميكرو باص) من تلك المكاري التي استوردها زعران السيد الرئيس، ونؤكد على كلمة سيد هنا، أقلّه لنؤكد معها أن السيادة في سوريا يتزعمها لص، ويحصدها قاتل، وتتاجر بها أحزاب ماتزال تعتقد أن تصحيح (الثلم) لا يتطلب تغيير الثور.   سوريا في مجاعة، وهذه حقيقة، والمجاعة بطبيعة الحال لاتطال متنفذاً ولا لصاً ولا جامع مال، ولا قوّاد.. المجاعة تطال ربات البيوت وأطفالهن، وجاء احتراق المحاصيل ليعمّق من المجاعة وليس احتراق المحاصيل ضربة شمس، فمن يسأل من المستفيد من احتراقها يعلم علم اليقين أن حارقها، هو محتكر استيراد القمح، والمحتكر هنا، لن يكون خارج إبط السيد الرئيس، إن لم يكن من العائلة والعائلة هنا أشمل من سلالة الأسد، فهي في هذا السياق عائلة الفاسدين الذين رضعوا الفساد من عائلة السيد الرئيس.   السيدة رئيس الحزب الذي يتناسب عدد أعضائه مع قلّة شأنه.. كل ما قلتيه في الفيديو صحيح، ولكن نصف الصحيح يغدو قبيحاً. الصحيح أنك لا تستطيعين مواجهة الحمار فتتمرجلتي على البردعة. “مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى