fbpx

نعم هو زلزال ولكن ماذا بعده؟

نبيل الملحم

ثبت أن جدران إسرائيل ليست مرتفعة إلى الحد الذي لا يمكن اختراقها، فقد اخترق مقاتلو حماس الجدار، غير أن السؤال لابد وسيكون، أقلّه بعد الدمار الذي طال غزة:

ـ وماذا بعد الزلزال؟

ما بعد الزلزال، أن وحدة الجبهات التي نادى بها “الولي الفقيه” ورددت حماس وراءه، ليس سوى ثرثرات إعلامية يرددها وزير خارجية إيران لمناصرة لفلسطين، وهي تصريحات تضيع وسط ضجيج الصواريخ، لينفرد الإسرائيليون في غزة، ومن بعدها يكون الدمار الشامل، الذي لم يوفر نفَساً يُعلِن البقاء على قيد الحياة، ومن بعده تتحول القضية الفلسطينية برمتها إلى “من كفاح لحق العودة” إلى كفاح لـ “حق الخيمة”، وهو “الحق” الذي منحته إسرائيل للغزاويين بنقلهم من موطنهم وأرضهم وولادات أبنائهم، إلى صحراء سيناء ليكون اللجوء الأكثر بشاعة وخطورة من لجوء 1948 مرفوقاً بشعار “النصر لإلهي”، ومعه، ونعني “النصر الإلهي”، لم يحصد الفلسطينيون سوى “إثبات شجاعة مقاتليهم”، وهي شجاعة “العين” مقابل “المخرز” الإسرائيلي وقد اطلق قيامة السلاح الفوسفوري، كما مخازن السلاح ومخازيه التي لن تنقطع عن مستودعاتها،  والبوارج الامريكية تصل المتوسط مُحمّلة بالسلاح والجنود، فيما “وحدة الجبهات” اقتصرت على الاستثمار الإيراني بالدم الفلسطيني، ليقاتل الإيراني باللحم الفلسطيني حتى آخر طفل في غزة، وهذا حال من تبقّى من دهاقنة محور الممانعة، وليس أسوأ امثلتها بشار الأسد الذي لم تتجاوز قوّاته إعمال سلاحها في إدلب، فيما تتمختر صواريخ إسرائيل في سماء دمشق لتعطّل مطارها ومعه مطار حلب، وهو، ونعني بشار الأسد، كان سبّاقاً لحروب الإبادة من الإسرائيليين ومثالها سنوات الجحيم السابقة التي طالت السوريين، فمحت مدناً سوريّة عن الخارطة، وألقت من تبقّى من سكانها على شواطئ البحار لتلتهم الأسماك منهم، فيما يذهب الناجون إلى مخيمات الجوار او للجوء في مواطن الاغتراب، وهذه حرب غزة وقد تحوّلت  “وحدة الجبهات” إلى خطابات تبثها “منار” حزب الله، بإسناد بالغ الهشاشة من “الميادين”، وبين الميادين والمنارـ تضيع حقيقة الدمار الذي يحدثه الإسرائيلي، وفوق هذا وذاك تتحول المجازر إلى نصر إلهي، وسط غبار متاهة التوصيف، واضطراب المقاييس بما يسمح للجحيم بأن يتحوّل إلى فردوس، وبما يزيد من الاسترسال في تاريخ الإنكار، ذاك الذي اشتغلت عليه محطات التلفزة والإذاعات العربية من أحمد سعيد وقد كان واحداً من رعاة هزيمة 1967 إلى بغال “المنار”، الذين كانوا أقل تأهيلاً في تصدير “النكبة” وتحويل النكبة إلى انتصار.

جدران إسرائيل واطئة، هذا ما أثبتته وقائع غزة، وما أثبتته أيضاً، أن الإسرائيليين لن يتحوّلوا إلى أمّة، ولن تتجاوز دولتهم “دولة الثكنة”، غير أن حرباً على الثكنة لن تُلغي الثكنة بخطاب “أبو عبيدة” ولا بتصريحات “إسماعيل هنية”، وكذا فـ “طيور أبابيل” الولي الفقيه لن تحرر فلسطين من البحر إلى النهر، بل سترحّل من تبقّى إلى الخيمة.. خيمة في سيناء، والمحظوظ من يعثر على خيمة في جنين أو غزة.

فلسطين تقاتل بـ “الولي الفقيه” وأبو عبيدة؟

هذا لن يُحدث انتصاراً، لقد كان لفلسطين منارة اسمها “ادوارد سعيد”.

بادوارد سعيد تنتصر، وبابو عبيدة:

ـ أنت وحدك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى