fbpx

كل ما تبقى هو : لزوم مالا يلزم

مرصد مينا

بكل تفاصيل المشهد، أُطلقت يد إسرائيل في غزة، فلا للمحاكم الدولية ما يبعث على القول بوقف الاشتباك، ولا لحلفاء غزة من قوّة الردع ما يردع، وما تبقّى حرب طرفيها:

ـ غزاويون في القفص، عراة سوى من الدعاء بالانفراج، وعلى الجانب الآخر آلة عسكرية تتسع أهدافها يوماً وراء يوم، بدءاً من اجتثاث حماس، وصولاً لتهجير الغزاويين من أراضيهم، وبالنتيجة، الاستيلاء على غزة كاملة، ما يحيل سكّانها إلى مخيمات، قد تكون في سيناء، وقد يكون للباحثين عنها خيارات السفن التي تلقي بالغزاويين إلى مجهول سيتعدّى نكبة ١٩٤٨ ما يعني قضية جديدة، لفلسطين جديدة خارج تلك الفلسطين التي كان الصراع عليها من ثلاثة أرباع القرن.

خطاب محور المقاومة مازال يقول بـ “النصر المؤزر” للمحور، والوقائع تقول بأن آلة القتل لم تترك للغزاويين سوى الظهر إلى الحائط، دون حتى الإقرار بأن الكارثة تتدحرج لتنمو، ومع نموها يتضاءل الحق الفلسطيني ليبدأ من حق الحياة، إلى حق البقاء على قيد الحياة، وربما إلى حق الموت ولكن “ليس بالمجاعة”.

تلك نتائج مغامرة حماس، وتلك نتائج ما رسمه محور المقاومة وقد رمى حماس بالجحيم واكتفى بخطابات الجحيم، دون نسيان تلك السنوات الطويلة التي اشتغل عليها بنيامين نتنياهو وقد سهّل طريق المال لحماس دون أن يعيقها من بناء الأنفاق، ومع كليهما، المال والأنفاق، ذاك الشرخ الهائل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية والذي أدّى الى الشق الهائل في المنظمة، ما جعل الدم الفلسطيني حلالاً على الفلسطينيين، وقسّم فلسطين إلى “ضفة وقطاع”، فخسرت القضية الفلسطينية “ممثلها الوحيد”، ليتشظّى تمثيلها ما بين قوتين أوّلهما مغامرة حماس وقد كانت استثماراً لمشروع بنيامين نتنياهو، يقابلها سلطة محمود عباس وقد باتت نموذجاً للعجز عن الفعل، أو تسوّلاً لفعل لن يقدّم ولن يؤخر في النتائج التي لابد وتسمى:

ـ النكبة الثانية.

كل ما تبقّى لوقوع النكبة الثانية هو وقوع الأمر الواقع الذي يعني استبدال إعدام مدنيي فلسطين بالقنابل او الخبز، بقبول مصر لترحيل الغزاويين إلى سيناء، وهو ما يستنكره المصريون شعباً، ويرفضة النظام خياراً، فتأتي الأيام لتطيح بالرفض الشعبي والخيار الحكومي معاً فنجد غزة في سيناء، وراء أسوار منزوعي السلاح، ومن بعدها يحل المخيم محل الوطن، فتنتهي قضية فلسطين إلى شعار هو “حل الدولتين” دون أيّة مقدرة على تحويل الشعار إلى حقيقة، فكل المؤشرات تفيد بأن بنيامين نتنياهو وإلى جانبه أكثرية إسرائيلية، لن يقبل أو تقبل الأكثرية بحكاية الدولتين هذه، وعلى الطريق تنمو المستوطنات لتتوسع إسرائيل بعد أن حسرت الحرب ما بينها وبين “حماس”، فيما حلفاء حماس لا يتعدون بقدرتهم، ما تمنحه مكبرات الصوت من أناشيد، لزفاف المقابر لا لإحداث وقائع حياة.

كل ذلك ومحور المقاومة يحكي بـ :

ـ النصر.

ثمة ما يبدو لزوماً.. قد يكون لزوم ما لا يلزم، عنوانه:

ـ تعالوا لنتعرف على التفريق ما بين الهزيمة والنصر.

فقط لنأخذ علماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى