fbpx

داعش في ليبيا.. ابحث عن قطر

إعداد وحدة الاستطلاع والرصد: مينا – ليبيا ستحل صناديق الذخيرة مكان صناديق الاقتراع.. تعبير بالغ الدقة يحكيه كاتب ليبي، ويضيف: ابحثوا عن قطر. ولابد أن الكاتب الليبي الذي يقول هذا الكلام، يعتمد ليس على تاريخ ووقائع ما شهدته بلدان من مثل سوريا فحسب، بل استناداً إلى وقائع التجربة الليبية، وقد اتخذت الفصائل الإسلامية المتطرفة منها ملعباً تطل من نوافذه على افريقيا، بعد أن فخّخت ليبيا، والكل يعلم علم اليقين، أن عبد الحكيم بلحاج، يصول ويجول في البلاد، وقد نقل بندقيته من سوريا إلى ليبيا، ولن يعجز عن ايجاد الممرات، فيما “قطر” جاهزة لمده بالمال، وتشكل تركيا الداعم السياسي لتنظيمه، وكانت قد فتحت له ولتنظيم داعش الحدود السورية، وليست الحدود الليبية أكثر تحصيناً وبوكو حرام تعبث بالرمال، وتمتد عبر قوافل السلاح. سيكون المطلوب، كل المطلوب عبر السياستين القطرية / التركية، أخذ ليبيا إلى الفوضى، وليس ثمة من هو أدرى من صناعة الفوضى من الفصائل الإسلامية مدعومين بحكومة إخوان مسلمين، لا من أجل العبث بالصيغة الليبية فحسب، وانما لتحويل ليبيا إلى منصة انطلاق، اولاّ باتجاه مصر، وثانياً باتجاه الجزائر، وبكل الحالات باتجاه احداث خراب في افريقيا، حيث منابع النفط والماء. بدأ نشاط داعش والقوات المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين بدخول ستة كتائب إلى مدينة طرابلس قادمة من مدينة مصراتة، تلاها نشاط داعش جنوب ليبيا فسيطرت على بلدة الفقهاء (600 كم جنوب شرق طرابلس)، حيث دخلت البلدة 15 سيارة لداعش، وقاموا فور وصولهم بقطع الاتصالات والكهرباء، ثم أعدموا رئيس المجلس المحلي بالرصاص، قتلوا مدنياً آخر ثم حرقوا منزل أحد السكان. أضف إلى نشاطها المفاجئ في هذا التوقيت، قامت ميليشيا مبايعة لداعش بمهاجمة قوات الجيش الوطني الليبي القريبة من طرابلس في أكثر من مناسبة في عين الزارة في طرابلس.. ثم بدأت أخبار السيارات المفخخة تطالعنا، والمتوقع أن تتحول المفخخات إلى الصيغة الليبية الثابتة في مواجهة جيش وطني ليبي، يؤسس لمنطق الدولة، وشرعية الدولة، ومؤسسات الدولة، والأمر كذلك، ليس ثمة من هو أنسب لانجاز صيغة الخراب من الفصائل الإسلامية المقاتلة، بدءاً من جبهة النصرة، مروراً بداعش، وبطبيعة الحال عبر راعيهما وولادتهما تنظيم الاخوان المسلمين وقد وضع يده على تركيا وإمارة قطر، وهزم في مصر، وحوصر في منظومة الدول الخليجية، ما يدعو للقول إنّ الصراع في العالم العربي اليوم بات ما بين منظومتين: منظومة تعمل من أجل سيادة الدولة الوطنية. ومنظومة تعمل من أجل تفكيك الدولة الوطنية لحساب مشاريع الخراب، وهي مشاريع لابد وأن تأتي تحت مظلة الإسلام السياسي. الحرب الليبية اليوم، ستكون أساساً فيما ستؤول اليه الأمور، وعلى نتائجها سيتحدد اتجاه المنطقة العربية برمتها، خصوصاً في الجزء الافريقي منها. حرب ما بين جيش الدولة الذي يمثل حصن الدولة ومشروعيتها واستقلالها، وبين الميليشيات الإسلامية الفالتة من أي عقال. هي حرب مصير.. نعم هي حرب مصير. حرب أوسع من طرابلس الغرب، ومن الغالب أو المغلوب فيها. حرب إن فازت فيها الفصائل الإسلامية فلن تكون النتيجة سوى: عودة العرب وافريقيا الى عصر الأدغال والكهوف. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى