fbpx

بشار الأسد.. الجثة التي تدير مقبرة

نبيل الملحم

حوصروا بالمخدرات وبالرهان الخاسر، أما عن المخدرات فالحرب التي شنّتها عليهم عصابات النظام فبلا أدنى شكّ تسببت بالكثير من القلق، أما عن الرهان الخاسر، فربما ظنّ عرب الوفاق مع بشار الأسد، أن خطوة مقابل خطوة قد تقود النظام إلى عملية إصلاح في الداخل قد تؤدي إلى إعادة الإعمار ومن ثم انتشال سوريا من “الدولة الفاشلة” إلى دولة تعيد بناء نفسها باستحداث نظام جديد مشتق من نظام الأسد.

لم يتوقف زحف المخدرات، فعصابات الكبتاغون لابد أنها أقوى من مشغّلها، وهذا ما تكشف عنه يوميات قوافل المخدرات، وحصراً تلك العابرة للأردن في طريقها إلى مجموع دول الخليج العربي، فيما بدا الرهان على إصلاح النظام رهاناً خاسراً أقلّه ما بعد تورط سكاي نيوز في حوار معه، ليستعيد في حواره إياه اللغة الام التي التصقت به، وهي اللغة التي لا تحمل أيّ معنى سوى الصلافة والإنكار والغرور، وهي اللغة التي يمكن اختصارها بالفضيحة، وهي فضيحة تسترسل في فضائح النظام بما يؤكد أن نظاماً كهذا لابد ويسقط عند اول منعطف لإصلاحه، فإصلاحه لن يكون إلاّ بسقوطه.

ما بعد سكاي نيوز غير ما قبل سكاي نيوز، ليس على مستوى النظام العربي، بل على مستوى الرأي العام العربي وقد واجه رئيساً يستمرئ القتل، دون أدنى قدرة أو رغبة بمراجعة التجربة، وقد يعود هذا إلى أمرين معاً، أوّلهما أن قدرته على إدارة الصراع هزيلة، وثانيها أن رغبته في التغيير ميتة، فهو ليس اكثر من جثة تدير مقبرة، فيما حلفائه يشتغلون على تنصيبه مديراً للمقبرة ما بعد تجاوز وصفه بالجثة.

قرّاء سياسات مجموع الدول التي اقتربت من النظام واشتغلت على تطبيع علاقاتها معه، يدركون اليوم، وبالتمام والكمال مقولة “فالج لاتعالج”، وربما سيكون لهذه القراءة تداعياتها في وقت قريب، ومع هذا القريب إعادة النظر في سياسة التطبيع معه، دون نسيان حجم الإحراج الذي ستواجهه حكومات هذه الدول في مواجهة صيغة سوريّة، معارضاتها مشتقة من النظام ولا تمثل سوى إعادة إنتاج مشوهة عنه، وبذات الوقت تواجه نظاماً لا يتغير لا بخطوة مقابل خطوة ولا بقفزة تختصر الخطوات.

مرة ثانية ما بعد سكاي نيوز غير ما قبلها، فـ “حقبة سكاي نيوز”، كشفت عمّا تبقّى من أسمال النظام.

أسمال لا تغطيها ربطة عنق بشار الأسد ولا ماركة بذلته.

لقد ظهر عارياً بالتمام والكمال.

مع سكاي نيوز تحوّل بشار الأسد إلى :

ـ جثة ملط.. جثة عارية سوى من “اللامعنى”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى