fbpx
أخر الأخبار

بعد هجوم أربيل: الإدارة الأمريكية إدارة حلاقين

وكأنما هي القاعدة:

تتراخى السياسات الأمريكية تجاه طهران، فتتصلب السياسات الإيرانية تجاه أمريكا والمحيط، هذا هو الفخ الذي لابد ويقع فيه الرئيس جو بايدن وقد ارتدى ملامح الأم تيريزا تجاه الغول الإيراني.

الرد لايحتمل الكثير من الالتباس، بل لايحتمل أي التباس، فالجماعة الشيعية التي أطلقت على نفسها تسمية “أولياء الدم”، والتي تبنت الهجوم على قاعدة عسكرية في أربيل، هي الاسم المنتحل للحشد الشعبي العراقي، وهو واحد من أنياب إيران في العراق، تمامًا كما حزب الله في لبنان، أما عن الهجوم فهو رسالة إيرانية جاء بعد الاعلان الايراني بأن “الحادي والعشرين من فبراير/شباط الجاري موعدا نهائيا، للانسحاب من الاتفاق النووي ما لم تُرفع عنها العقوبات”.

الهجوم إياه هو حزمة رسائل تبعث بها طهران، منها ماهو ‘مُتفق’ مع هجمات مماثلة سابقة، وثمة ما هو ‘مُفترِق’ عنها جميعها.

ما المشترك؟

المشترك بين هذه الهجمات، أنها من فعل ‘فاعل واحد’: مليشيات الحشد الشعبي.

أما المُختلف، فكونها ضربت في قلب عاصمة ‘الإقليم’ هذه المرة، ما سيتسبب في تعميق الأزمة بين أربيل وبغداد، رسميا وعلى مستوى ‘المكونات’ العراقية كذلك”.

وهذا يعني فيما يعنيه هز الصيغة العراقية بما يجعل من الحكومة المركزية “نواطير صحراء” فـ “الحشد الشعبي”، هو وفق القانون (الخازوق) “مؤسسة أمنية – عسكرية ‘رسمية’ تتبع ‘القائد العام’، الذي هو رئيس الحكومة بالمناسبة”.

في واقع الحال، الحشد الشعبي ليس من مؤسسات الدولة.. لا يأتمر بأوامرها ولا يصغي لها، فهو ليس إلاّ القاعدة العسكرية لقوى تمارس ‘السلطة’ من داخل المؤسسات ومن خارجها، وغالبا، على قاعدة التبعية التامة لمرجعياتها الأمنية والدينية في طهران. وبالنتيجة فـ:

ـ الدولة العراقية دولتان.. دولة لطهران، ودويلات لبقية العراق.

وحين ينفذ الحشد االشعبي هكذا هجوم  فالهجوم يهدف إلى توجيه عدد من الرسائل، منها أن “كردستان العراق ليست حكومة مستقلة… وأن التهديد الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من بغداد إلى أربيل، في حال استمر استهدافها بالصواريخ، ليس له أي قيمة”.

والرسالة الثانية، هي أن استهداف القاعدة الأمريكية “قد يكون مجرد ‘بروفة’ مصغرة لما يمكن أن يحدث للقواعد الأمريكية الأخرى في العراق، وعواصم وأراضٍ خليجية مثل الرياض والدوحة والمنامة وأبوظبي والكويت، في حال حدوث أي هجوم أمريكي إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية”.

تلك رسالة أولى تبعث بها طهران لـ “جو بايدن” فما الرسائل المتبقية؟

الرسالة الثانية، التي يبعث بها الحشد الشعبي، هي :

ـ حقه بالسلاح خارج سلطة الدولة.

وكانت الرسالة عملية فقد واصل لعبة إطلاق الصواريخ التي تروع مدنا بأكملها.

كاتب عراقي ساخر يكتب:”سيقولون لك إن هذه الصواريخ لطرد الأمريكان، اعلم أنهم يكذبون، ألم يخبروننا من قبل أن الأمريكان رحلوا، ألم يطلبوا منا كل عام أن نحتفل بيوم السيادة.. الصواريخ تطلق لأن البعض لم يشبع بعد من دماء العراقيين. الأمريكان هنا هم الشجرة التي تخفي وراءها الغاية الأهم، وهي الإجهاز على أي حلم ببناء دولة المواطنة والاستقرار والرفاهية”.

الكاتب الذي كتب ما سبق هو سامان سوراني وهو من يضيف:”الهدف… هو إذلال الحکومة العراقية، وإرسال رسائل سياسية أجنبية بصواريخ الجبن المأجورة، ونقل الفوضى والإرهاب إلی مدن إقليم كردستان الآمنة، و إلحاق الأضرار بالمواطنين والمدنيين و محاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار المدينة، لإثبات عجز السلطات في بغداد عن حسم ملف السلاح الموازي، علی أساس أن هذه الميليشيات هي من تتحکم في المشهد الأمني العراقي والكردستاني، بحيث لن يسلم أحد من صواريخها”.

ويقول إن “سرايا أولياء الدم… هي إفراز طبيعي نتيجة الضعف والفشل الذي يصيب النظام السياسي الرسمي في العراق، بالإضافة إلی الفساد الإداري والاقتصادي والأمني والثقافي والسياسي وضعف الرقابة، هذا السلاح الموازي يدار من قبل مجموعة من الأحزاب والتيارات التي لا تؤمن بالدستور، ومنهم الشخصيات الخارجة عن القانون والمليشيات، التي تملك المال والسلاح والرجال وتمتلك القوة والقدرة، وتعمل على تحقيق مصالح وأجندات أجنبية، الهدف من نشاطاتهم هو نخر الدولة من الداخل لكي يستفحل سلاحهم، فينقض على الجسد الحقيقي ويصادره تماما”.

ما سبق سيقول، بأن وراء الأمر حزمة من الرسائل.. رسائل إلى الإدارة الأمريكية، ورسائل للداخل العراقي، وقراءة هذه ارسائل توجب التساؤل:

ـ على ماذا سيرسو التراخي الأمريكي مع إدارة بايدن في العلاقات مع طهران؟

سيرسو على منح الوقت، كل الوقت لسلطة الملالي بأن:

ـ تقضم ما لم تقضمه مما تبقى من العراق.

ـ مرمغة القوات الأمريكية بالوحل في العراق واستتباعًا لقواعدها في الخليج.

ـ لن تتوقف طهران عن تخصيب اليورانيوم وقد ينهض العالم ذات صباح على إعلان إيراني عن قنبلة نووية قد تحمل اسم “خامنئي” وبعنوان فرعي “ياحسين”.

الأمريكان الذين يتحسبون للجراحة، يتركون الجرح مفتوحًا حتى يتعفن، كانت تلك لعنة أوباما، ومن الواضح أن بايدن يمشي “الحافر على الحافر”، ما يعني أن الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتراخى مع طهران، ستتحول ذات يوم إلى كسيحة مشلولة أمام ملالي طهران.

ـ التاريخ لايصنعه (الحلاقين) التاريخ يصنعه (الحدادين)، ويظهر أن الإدارة الأمريكية اليوم:

ـ إدارة حلاقين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى