fbpx

اقتله.. أمامك فرصة، لماذا لم تقتله؟

مرصد مينا

دخلت طهران الحرب بالأصالة ما بعد النيابة، وهذا صحيح، غير أنها دخلتها برشقات فضائية لم تهزّ قيد أنملة من إسرائيل، وردت إسرائيل برشقات تُنسَب إلى مجهول، غير أنها لم تقطع من لحية الولي الفقيه ولو شعرة من شعره الشائب، وفي كلا الحالين، فحين يغيب المنطق، تحضر “المؤامرة”، ولا شكّ بأن حسن نصر الله وقد قدّم مئات الشباب إلى الموت دفاعاً عن قيادته في طهران، لابد يذرف الدموع دون أن يمارس حقه بـ “لوم” الحليف، وقد خذله الحليف.

الإسرائيليون، ربما كانوا الأقدر على قراءة المشهد من سواهم، فمطابخ المؤامرة في ديارهم، أكثر خبرة مما هو حال مطابخ العرب، ذلك أنهم يقرأون بلا من يملي عليهم القراءة بوصفها آتية من النص المقدّس لتنال مكانة “المقدّس”:

ـ إقرأ.

أما القراءة الإسرائيلية فقد تُختَصَر بواحدة من القراءات اللافتة ليديعوت أحرونوت، وفي القراءة اتكأ القارئ مُجهّل الاسم دون نسيان صفته فهو “واحد من أصحاب القرار المركزيين في إسرائيل”، اتكأ على نصّه المقدّس “التناخ” وجسد رأيه بقصة منه بعد أن أوصى القرّاء بأن يفتحوا سفر صموئيل أ، الإصحاح 24. وفي الإصحاح إياه جاء:” أراد الملك شاؤول يقتل داوود، فلاحقه.. ذات يوم، دخل شاؤول ومقاتلوه إلى مغارة اختبأ فيها داوود ومقاتلوه. . يقول له رجال داوود ها هو اليوم الذي قال فيه الرب لك ها أنا أعطيك عدوك في يدك. بكلمات أخرى: اقتله. أمامك فرصة.لكن كانت لداوود مخططات أخرى. اقترب من شاؤول وقص له في الخفاء طرف معطفه. لم يشعر شاؤول بضر، نهض ورحل. وعندها ظهر داوود من خلفه، لوح بقطعة القماش وقال: ها هو اليوم رأت عيناك… قطعت طرف معطفك ولم أقتلك، فاعلم أني لا أكن لك شراً.
شاؤول، حسب رواية التناخ، تأثر بالبادرة الطيبة، فتصالحا”.

وهكذا قطعت إسرائيل قطعة من عباءة الولي الفقيه، وقطع الولي الفقيه من الرداء الإسرائيلي، لا هذا خدش ذاك، ولا ذاك جرح ذاك، فكانت ألعاب نارية بديلاً عن اللعب بالنار، ما يعني بأن إسرائيل قد تعمّدت أن لا تمزق معطف الولي، ولا الولي اشتغل على تمزيق المعطف الإسرائيلي، ما سيقود ثانية إلى “التناخ”:

ـ اعلم أني لا اكنّ لك شراً.

وقد تأتنا الأيام بـ :

ـ تصالحا

إذا ماحدث، وتصالحا، عندها ستستعاد الحكاية القديمة، ومختصرها:

ـ عندما يتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب.

وسيكون اللاحق من الأسئلة:

ـ مامصير حماس؟

ـ مامصير حزب الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى