fbpx
أخر الأخبار

أجواء دمشق ما قبل “السقوط”

مرصد مينا

مع اقتراب فصائل المعارضة السورية من العاصمة دمشق، تشهد المدينة أجواءً من التوتر والذعر بين سكانها الذين يخشون مواجهة وشيكة بين قوات النظام والمعارضة داخل دمشق.

المخاوف تتزايد مع تحصين النظام لمركز المدينة فيما بات محيط دمشق بيد المعارضة، حيث يخشى السكان من تداعيات معركة حاسمة عنوانها سيكون “سقوط نظام بشار الأسد”

تهافت على السلع الأساسية

في ظل هذه الأوضاع، شهدت المحال التجارية في دمشق موجة غير مسبوقة من التهافت على شراء المواد الغذائية، ما أدى إلى خلو الأرفف من السلع الأساسية كالأرز والزيت والمعلبات.

وقالت إحدى السيدات: “بحثت في كل مكان ولم أجد كيلو رز. الحمد لله استطعت شراء أدوية وخبز فقط”.

يأتي ذلك في ظل انهيار حاد للعملة المحلية، حيث ارتفع سعر صرف الدولار إلى 30 ألف ليرة، بزيادة 35% خلال أقل من 24 ساعة، مما دفع التجار إلى إغلاق محالهم ووقف البيع خوفاً من الخسائر.

ارتفاع جنوني للأسعار

في مشهد آخر يعكس حدة الأزمة، ازدحمت الطوابير أمام بسطات بيع السجائر التي شهدت ارتفاعاً جنونياً في الأسعار خلال يومين فقط.

إحدى السيدات التي تقف في الطابور علّقت: “اشتريت علبة السجائر الخميس بـ10 آلاف ليرة، والجمعة بـ20 ألفاً، واليوم أصبحت بـ40 ألفاً. البائع نصحني بالشراء فوراً لأن العلب ستختفي قريباً.” وبالفعل، اختفت البسطات سريعاً مع تزايد الطلب وانخفاض العرض.

نزوح لمؤيدي النظام

مع تصاعد التوترات، شهدت أحياء يسكنها موالون للنظام لاسيما حي (المزة 86) غرب دمشق، حركة نزوح باتجاه الساحل خوفاً من احتمال عزل العاصمة.

وبعد أن كانت شوارع دمشق تغص بالسيارات ظهر السبت، بدأت تتراجع مع حلول المساء، وتفاقمت الأزمة مع انقطاع متزايد في الكهرباء وخدمات الاتصالات.

مشاعر مختلطة

في ظل هذه الأوضاع، عبّر سكان العاصمة عن اضطراب مشاعرهم. أحد العمال، أحمد، قال: “لا أصدق ما يحدث. أخشى على نفسي وأسرتي. لقد سجنت ظلماً في فرع أمني تابعة للنظام من قبل، وأشعر بالقلق مما قد يحدث.”

كما علّقت صحفية سورية سبق اعتقالها من قبل أمن النظام السوري: “الوضع الحالي غير مستوعب. نحن نأمل في أن ينتهي سريعاً، لكن المشهد قاتم والمخاوف كبيرة”.

من جانبه، رمضان، بائع في محل للبنّ والشوكولاتة، تلقى تعليمات خلال ساعات النهار بوقف البيع تماماً بسبب ارتفاع الأسعار السريع. قال: “مهما رفعنا الأسعار، البيع الآن خسارة”.

هذا التوجه يعكس حالة الأسواق المتأزمة، حيث يعجز التجار عن مجاراة تقلبات الأسعار المتلاحقة.

اختفاء الشبيحة

وعلى غير المعتاد، لوحظ غياب الشبيحة (البلطجية) والعناصر الأمنية من شوارع دمشق، باستثناء وجود عسكري محدود حول المقرات الأمنية.

هذا الغياب زاد من مخاوف المواطنين بشأن احتمال تصاعد التوترات الأمنية خلال الأيام المقبلة.

كما بث ناشطون مقاطع مصورة من وسط دمشق تظهر عناصر من جيش النظام وهم يخلعون الزي العسكري ويضعون اللباس المدني، بعدما أصبحت المعارضة على تخوم العاصمة.

دمشق اليوم تعيش وضعاً غير مسبوق يجمع بين الذعر الشعبي، وانهيار الاقتصاد، وخوفاً ممزوجاً بالأمل في أن يكون المستقبل أفضل، لاسيما أن دمشق لم تشهد أي تغيير في النظام منذ 55 عاماً، حيث حكم حافظ الأسد البلاد لمدة 30 عاماً، ثم ورث الحكم لابنه بشار في عام 2000.

وثار الشعب السوري ضد نظام حكم بشار الأسد قبل 14 عاماً خلال الربيع العربي، لتدخل البلاد بعدها في حرب ضروس تدخلت فيها قوى إقليمية ودولية، مما مكن النظام من الصمود طوال هذه الفترة.

لكن يبدو أن هذا “الصمود” لن يستمر طويلاً، فقد تكون الساعات القادمة هي الفاصل بينه وبين نهايته، وفي أعلى تقدير أيام، وفقاً لما يؤكده الكثير من المراقبين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى