استقلت من الإخوان. فاستقل من الفيسبوك
من جملة ما ابتليت به سوريا، بشقها الثوري، ما يطلقه قياديون في تشكيلات حزبية وسياسية من مواقف، لا يرجى خيرها ولا يؤمن شرها، وحتى لا نبخسها حقها قد تكون فائدتها الوحيدة أنها تستفز حالة السخرية عند عموم السوريين الذين عمهم بلاء النظام والمعارضة، وحار الموت أي الطرق – من كثرتها- يسلك إليهم. آخر ما تفتقت القريحة عنه، ما أورده القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين ملهم الدروبي، ولا أعلم إن كانت استقالته من الجماعة حقيقية أم مجرد منشور على موقع فيسبوك، فمعرفة مناصب وأدوار الكثير من شخصيات المعارضة ضمن التشكيلات التي ينتمون إليها بحاجة لعرافيين. الدروبي، وفي زحمة الأخبار عن العملية التركية شرقي الفرات، والانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا بما يمثل من حضور كردي سياسي وعسكري وسكاني، أراد أن يدلوا بدلوه في الموضوع، ويبدو أن ضبابية ما ستؤول إليه الأمور انعكس على افكاره فاختار مالم يكن بالحسبان، وكان الآتي: ” أعلن أنا ملهم راتب الدروبي ونحن آل الدروبي عربٌ أباً عن جد: بالنسبة لي كرديٌ واحدٌ يشهدُ ألا إله إلا الله وأنّ محمداً رسولُ الله أفضلُ عندي من كل العرب الذين يُنكرون هذه الشهادة.” لن نردد ما قاله كثر، ماذا عن المسيحيين وغيرهم من الذين اختاروا طريق الحق في وقوفهم مع الثورة؟ ماذا عن جورج صبرة على الأقل، بل ماذا عن المسيحي “حمودة الصباغ” رئيس مجلس الشعب/النظام/ الذي بارك له الدروبي ودعا له عبر قناة الميادين لصاحبها “خامنئي” بالموفقية. لن نذهب إلى خصوصية الرجل فهذه صفحته وهو كما قال في ردوده على منتقديه في التعليقات على المنشور، حر يحب من يشاء، علما أن المنشور تضمن كلمة “أفضل” وهذه بلاشك تحمل معان مختلفة، أعتقد أنه أعرف بها من غيره.. وأيضا لن نتوقف كثيرا عند ما قاله المعترضون من أن حسن نصر الله أيضا ينطق الشهادتين، وبشار الأسد، وأحمد حسون، والقتلة من داعش وغيرها.. لكن هو سؤال بسيط أي خدمة تقدم للشعب السوري من هكذا طروحات؟ وأي فائدة ترجى من هكذا منشور يصدر عن قيادي كان يمثل تيارا، كما يقال، إصلاحياً ضمن جماعة الإخوان، ولا أدري كيف كان ضمن التيار الإصلاحي للجماعة وهو الذي قال يوما: ” يغلب على ظني أن سادتنا الخلفاء الراشدين لو كانوا بين أظهرنا لكانوا مع الإخوان المسلمين”.. لعل للرجل وجهة نظر – إصلاحية- في العهد الراشدي.. حقيقة لا نعلم مثلما لانعلم إن كانت جامعة رشد التي أنشأها الدروبي عام 2012، جامعة أم مؤسسة خيرية، فهو يسميها “جامعة رشد الافتراضية”، ومرة على ذمة موقع “سوريا” يشرح اسمها بأنه اختصار “رأي، شراكة، دعم”، بوصفها “مؤسسة علمية استشارية وبحثية” ومرة يقول إن “رشد” مشروع خيري وقفي أسسه على نية والدته المرحومة “مرشدة” واشتق من اسمها. وفي ثالثة يصرّح أنها “شركة تجارية متخصصة في التعليم والأبحاث”، تعتمد “الجودة العالية في المناهج المعتمدة والفريق الأكاديمي”. أما الحساب المصرفي لرشد، كما يظهره موقعها على الإنترنت، فيحيل على أنها شركة مسجّلة باسم ملهم راتب الدروبي في غرفة تجارة إسطنبول باختصاص “الاستشارات الطبية وتجارة مواد الإعمار والأغذية” وهذا على ذمة موقع “سوريا” كما أسلفنا. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.