fbpx

الحرب وقد بات تأجيلها هو الكارثة

الأمريكيون، الذين بنوا مجدهم بإنزال النورماندي (1944)، وبمشروع مارشال (1947)، سيبحثون عن ورقة التوت فيما لو تركوا ملالي طهران يعبثون بأمن الخليج ومضيق هرمز.. تلك حقيقة، فالملالي وحرس ثورتهم، يعلنونها حرباً، وهي حتى اللحظة حرب بالوكالة عبر أذرعها في اليمن ولبنان والعراق. هي كذلك، وقد تكون حرب الطوربيدات هي المثال الأكثر وضوحاً، فما وقع لناقلتي النفط في بحر عمان، بات مؤكداً أنه بفعل اليد الإيرانية. كل الوقائع والقراءات تؤكد ذلك، وليست تلك الصور الملتقطة لتفجير الناقلتين وبتلك الدقة، ومن ثم إطلاقها أولاً عبر وكالات الأنباء الإيرانية، سوى رسالة يبعث بها الإيرانيون للولايات المتحدة، وهي رسالة تقول: ـ نحن من فعل ذلك، وعليكم إثبات أننا نحن من فعل. في لعبة عضّ الأصابع سيتفوّق الإيرانيون دون أدنى شك، والتمهل الأمريكي، بل التردد الأمريكي في مواجهة ملالي طهران سيعني فيما يعنيه إطالة أمد الحرب، ومنح الفرصة للإيرانيين للوصول ليس إلى السلاح النووي فحسب، وإنما إلى تخطي النووي بما يجعل القنبلة النووية متاحة للبيع في السوبر ماركات الإيرانية، وتلك هي معضلة تأجيل المواجهة المباشرة والصريحة مع إيران، بما تعنيه تلك المواجهة من تكاليف، لاشك ستكون باهظة اليوم، غير أن ما سيكون بالغ الأثمان اليوم سيكون مستحيل دفع تكاليفه غداً. الحرب.. تلك اللعنة ستكون دواء مكلفاً اليوم لمرض لا شفاء منه في الغد، فإذا ما وصلت طهران للسلاح النووي، فالنتيجة المؤكدة لا المحتملة، أنها ستضع كلتا يديها فوق الخليج العربي بمائه وممراته ونفطه، وأكثر من ذلك ستتحول إلى كابوس عقائدي على مجمل دول منطقة الشرق الأوسط، ولا يخفي الملالي ذلك سواء عبر تصريحات قادتهم المباشرة أو عبر تصريحات أذرعهم في العراق ولبنان واليمن، وهذا حسن نصر الله يؤكد مرة بعد الأخرى أنهم سيزحفون لإحراق المنطقة.. كل المنطقة. ثلاثون سنة والملالي يشحذون سكاكينهم لتدمير الأخضر واليابس، بالاقتصاد يفعلون ذلك، وبخلاياهم الممتدة من الاتجار بالحشيش والهيروين يفعلون ذلك، وبالمال الأسود ودكاكين الصرافة يفعلون ذلك، وبـ (الماء الثقيل) يفعلون ذلك، والولايات المتحدة تتأرجح في مواقفها ما بين التنديد والتهديد، فلا التنديد يفعل، ولا للتهديد قيمة تذكر، أما عن الحصار الاقتصادي فقد أثبتت الأيام أنه لن يكون سبيلاً لتفجير قبضات جوعى الشعب الإيراني بمواجهة طغمة الملالي هناك. اليوم، تخطّى الصراع في المنطقة حدود التنديد والتهديد، فقد باتت الحرب مكشوفة وصريحة ولن تقف عند حدود تفجير ناقلة نفط.. الحرب باتت صريحة، وما زالت الولايات المتحدة تلعب على “تويتر”، لتخوض حربها مع إيران عبر تغريدات رئيسها رونالد ترامب. التمدد الإيراني على هذا النحو، سيكون وبالاً على العالم كل العالم. ما من خيار سواها.. الحرب المفتوحة. مكلفة، نعم هي مكلفة ولكن، تأجيلها بات كارثة. “مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى