بين النظام ووحدات الحماية.. الواقع الصحي في الحسكة سرقة وتخريب
تعاني مدينة الحسكة من تدني المستوى الطبي، وافتقارها للمستلزمات الطبية والأدوية، وسط تدهور أمني تشهده المدينة التي تسيطر الوحدات الكردية على معظمها، بينما يقتصر وجود النظام على المربع الأمني وبعض الاحياء الاخرى.
تدني المؤشر الصحي في الحسكة بدا واضحاً منذ سيطرة وحدات الحماية على المستشفى الوطني بحي العزيزية في الحسكة في آب 2016، وحينها فقدت المعدات واللوازم الطبية حتى بات المشفى يفتقر لمعظم المستلزمات الطبية كالأبر واللقاحات، ومن ثم سلمت الوحدات المشفى ً الى منظمة أطباء بلا حدود بعد سحب النظام لكافة الكوادر الأدارية والطبية منه.
محافظ النظام بالحسكة خفض نسبة الإنفاق بقدر كبير وخاصة الأدوية ومواد غسيل الكلى والمواد المخبرية عن المشفى الوطني في الحسكة، كما أقدم على قطع مادة المازوت بشكل نهائي عنها مطالباً الوحدات بإعادة ماتم “سرقته” ليتم دعم المشفى، مطالبا برفع علم النظام على المشفى، وهو الأمر الذي لم تستجب الوحدات له مما حدا بالنظام الى تأهيل فندق اللؤلؤة وسط المربع الأمني لتحويله لمشفى عام مستعيناً بالمنظمات العالمية لتجهيز المشفى بالمعدات والتجهيزات الطبية .
أما في رأس العين، فقد فقدت أدوات غسيل الكلية ومحتويات مركز المناجير الصحي وتحولت المشفى الى مايسمى أكاديمية طبية تخرج منها أطباء وممرضين وبات المشفى المجاني مشفى خاص يتم دفع تكاليف أي عملية طبية فيه.
وفي المالكية الواقعة أقصى الشمال الشرقي قام النظام بسحب الكوادر الطبية.
تشمل الخريطة الصحية في محافظة الحسكة 6 مستشفيات في كل من الحسكة والقامشلي ورأس العين والمالكية والشدادي ومستشفى للأطفال في مدينة الحسكة، و80 مركزاً صحياً و17 نقطة طبية منتشرة في مختلف أنحاء المحافظة قام النظام سابقاً بتجهيزها بدعم من منظمة الصحة .
وفي مناطق أخرى من المحافظة تم خطف سيارتي إسعاف وميكروباصين، وتعرضت سيارات إسعاف وآليات أخرى لأضرار كبيرة كما تعرض المستوصف الشرقي في القامشلي لأضرار كبيرة نتيجة التفجير الذي وقع في تاريخ 18/8/2012 .
وتعرضت عدة مراكز صحية أخرى للضرر والسرقة والاعتداء كالمركزين الصحيين في الصالحية وغويران في مدينة الحسكة ومركز السويدية الفوقاني، ومركز المناجير ومركز أبوراسين في رأس العين ومركز السل في الحسكة.
وشملت الأضرار والاعتداءات على هذه المراكز الصحية تخريب وتكسير وسرقة الأثاث والمعدات والتجهيزات الطبية المختلفة الموجودة فيها، فعلى سبيل المثال تمت سرقة كل محتويات المركز الصحي في المناجير و400 لتر مازوت من مركز أبو راسين التابعين لمنطقة رأس العين، كما تمت سرقة 105 بطانيات و28 شرشفاً وكبل تغذية كهربائي من مشفى الحسكة الوطني، إضافة إلى سرقة حواسيب من مدرسة التمريض في الحسكة.
حتى رواتب العاملين في القطاع الصحي لم تسلم من الاعتداءات والسرقة، فقد تم سلب 5 ملايين ليرة من معتمد رواتب المنطقة الصحية في القامشلي .
يعتمد النظام على منظمة الصحة العالمية في مجال تأمين الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة ولا سيما أمراض السرطان وأدوية الكلى وداء الكلب وفيروس الكبد الوبائي ودعم معاقي الشلل الدماغي بكراسي متحركة وتأمين كميات من الأدوية المختلفة الخاصة بمديرية الصحة والمشافي والمراكز الصحية لتلبية الحاجة الطبية والصحية المتزايدة والتي تصل تباعاً عبر مطار القامشلي
ويبقى أهالي محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية المؤقته الكردية يعانون من فقدان الأدوية وارتفاع أسعارها، بسبب تحكم أصحاب مخازن الأدوية بها، وعدم إرسال النظام السوري الأدوية اللازمة إلى المحافظة بحجة توقف معامل الأدوية في البلاد.
وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي