أخر الأخبار

تحالف “تأسيس” يستعد للإعلان عن حكومة موازية بقيادة حميدتي في السودان

مرصد مينا

قالت مصادر من داخل “تحالف السودان التأسيسي” أمس السبت إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن تشكيل السلطة الجديدة على الأراضي التي تسيطر عليها قوات “الدعم السريع”، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وتشمل الحكومة الموازية المزمع إعلانها ثلاث مستويات: حكومة تنفيذية، مجلس رئاسي، وهيئة تشريعية (برلمان).

وأوضحت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن الهيئة القيادية التي تم تشكيلها مؤخراً، برئاسة حميدتي، ستتألف من 31 عضواً يمثلون قادة الفصائل العسكرية والأحزاب والقوى المدنية الموقعة على الميثاق السياسي والدستور الانتقالي.

وستعمل الهيئة على تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في الدستور الانتقالي، على رأسها تشكيل هياكل السلطة الجديدة.

كما أكدت المصادر أن الإعلان الرسمي عن هذه الخطوة سيتم خلال أيام، ويرجح أن يتم من مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي باتت مقرّاً مؤقتاً للسلطة الجديدة.

بحسب المعلومات، فإن “تحالف تأسيس” كان قد أجرى مشاورات مطوّلة خلال الأشهر الماضية انتهت بتوافق الأطراف على تعيين حميدتي رئيساً للهيئة القيادية، وعبد العزيز آدم الحلو، رئيس “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، نائباً له.

كما تم اختيار الدكتور علاء الدين نقد ناطقاً رسمياً باسم التحالف، ومكين حامد تيراب مقرراً لتسيير أعمال الهيئة.

وذكر مصدر قيادي في التحالف أن الهيئة القيادية ستشرف على تشكيل ثلاث لجان مؤقتة: لجنة العلاقات الخارجية، لجنة الاتصال السياسي، ولجنة الشؤون الإنسانية، بهدف دعم أداء الحكومة التنفيذية دون منافسة مباشرة معها.

وأشار إلى أن الهيئة ستحتفظ بحقها في إنشاء لجان إضافية بحسب الحاجة، كما ستُعنى بوضع السياسات العامة والإشراف على الأنشطة السياسية.

كما نصّ الدستور الانتقالي لتحالف “تأسيس” على تشكيل مجلس رئاسي من 15 عضواً، يُختارون من مختلف أقاليم السودان لـ”يكونوا رمزاً للوحدة الطوعية”، ويمثلوا أعلى سلطة سيادية في هياكل الحكم.

وتوقعت المصادر أن تضم الحكومة المقبلة ممثلين عن جميع القوى السياسية والعسكرية المنضوية في التحالف، وفق صيغة محاصصة سياسية تم التوافق عليها، تراعي تمثيلاً عادلاً للنساء في مختلف الهياكل الانتقالية.

ومن المقرر أن تباشر الحكومة الجديدة عملها من نيالا إلى حين الاتفاق على مقر دائم للعاصمة، في خطوة تشكل تحدياً مباشراً للحكومة المدعومة من الجيش والتي تتخذ من بورتسودان مقراً لها.

ووفقاً للدستور الانتقالي لتحالف “تأسيس”، فإن المرحلة الانتقالية ستتألف من مرحلتين: الأولى تبدأ منذ سريان الدستور وتستمر حتى إعلان نهاية الحرب، والثانية تبدأ بعد وقف القتال وتمتد لعشر سنوات، وتشمل ترتيبات تأسيس الدولة الجديدة.

كما ألزم الدستور الحكومة الانتقالية بالشروع في تأسيس جيش وطني موحد، بعقيدة عسكرية جديدة، يتشكل من قوات الدعم السريع، الجيش الشعبي (التابع للحركة الشعبية)، وحركات الكفاح المسلح الموقعة على الميثاق، ليشكلوا معاً نواة للجيش القومي.

جدير بالذكر أن “تحالف تأسيس” تم الإعلان عنه في العاصمة الكينية نيروبي، في 22 فبراير الماضي، ويضم إلى جانب قوات “الدعم السريع”، عدداً من الحركات المسلحة، أبرزها “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة عبد العزيز الحلو، “الجبهة الثورية”، وأجنحة من حزبي “الأمة” و”الاتحادي الديمقراطي”، إلى جانب شخصيات مستقلة.

ويشكل التحالف تحدياً سياسياً وعسكرياً مباشراً للسلطة القائمة بقيادة الجيش، وسط استمرار الحرب الأهلية الدامية في البلاد المستمرة منذ أكثر من عامين، فضلا عن تباين الرؤى حول مستقبل الحكم وتشكيل الدولة السودانية الجديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى