تصاعد الاشتباكات في العاصمة الليبية.. فرار سجناء وسط تحذيرات من انهيار أمني

مرصد مينا
تصاعدت وتيرة الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس لليلة الثانية على التوالي، بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وعناصر من جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب، في ظل تحذيرات محلية ودولية من تداعيات خطيرة على المدنيين والسلم الاجتماعي.
وأفاد شهود عيان بأن أصوات إطلاق النار والانفجارات استمرت منذ منتصف ليل الثلاثاء، ترافقت مع انتشار مكثف لقوات جهاز الردع في عدة مناطق من العاصمة، لا سيما في سوق الجمعة ومحيط مطار معيتيقة، ما تسبب في حالة من الذعر والقلق بين السكان.
وفي ظل تصاعد التوترات الأمنية، أُعلنت تحويل الرحلات الجوية من مطار معيتيقة الدولي إلى مطار مصراتة، كما أظهرت بيانات منصات تتبع الرحلات الجوية، في خطوة تعكس تدهور الوضع الميداني بالقرب من المطار الحيوي.
وفي تطور متصل، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع طرابلس رفع حالة التأهب القصوى، وناشدت المواطنين ضرورة توخي الحذر، والتقيد بالإرشادات الصادرة عن الجهات الرسمية، حفاظًا على سلامتهم وسط استمرار الاشتباكات.
من جهة ثانية، أكدت الشرطة القضائية أن الاشتباكات العنيفة بالقرب من سجن الجديدة تسببت في حالة من الفوضى، أدت إلى فرار عدد من السجناء، معظمهم من أصحاب الأحكام القضائية المشددة والمتورطين في قضايا جنائية خطيرة.
ووصفت الشرطة هذا التطور بأنه يشكل “كارثة أمنية تهدد طرابلس وليبيا بأكملها”، في ظل احتمالات وقوع حوادث انتقام أو فوضى إضافية.
كما وثقت تقارير إعلامية محلية وصول عدد من الفارين إلى منطقة 11 يونيو، وسط جهود مكثفة من الأجهزة الأمنية لإعادة السيطرة على الوضع.
وفي السياق نفسه، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن “قلقها العميق” حيال تصاعد العنف في الأحياء السكنية المكتظة، مؤكدة في بيان رسمي نشر على موقعها الإلكتروني أن استمرار القتال يُعرض حياة المدنيين للخطر، ويقوّض الاستقرار الهش الذي تعيشه العاصمة.
ودعت البعثة إلى الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار، مشيرة إلى استعدادها الكامل لتقديم الوساطة ودعم جهود التهدئة والحوار بين الأطراف المتصارعة.
يأتي هذا التصعيد في وقت لا تزال فيه ليبيا تواجه انقسامات سياسية حادة، وسط غياب إطار أمني موحد، وهو ما يزيد من خطورة الانفلات الأمني وتدهور الوضع الإنساني، خاصة في المناطق السكنية التي أصبحت ساحة للمواجهات.