تطورات الحسكة على وقع الإنسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا
![](/wp-content/uploads/2018/12/upload_2018_12_تقرير_تطورات-الحسكة_الانسحاب-الأميركي.jpg)
شهدت المنطقة الاسبوع الماضي تطورات سياسية وعسكرية بعد قرار واشنطن الانسحاب من سوريا وقد طرح مرة أخرى موضوع قديم وجديد بالوقت نفسه وهو دخول قوات “بيشمركة روج أفا” المتواجدة في اقليم كردستان العراق إلى سوريا على الطاولة من جديد، حيث دخل يوم الاحد الماضي وفد من “بيشمركة روج افا” الى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في شمال شرق سوريا بهدف التفاوض مع قيادة “قسد” التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري حول مسألة عودتها الى المناطق الكردية وللانتشار على الحدود. والتقى الوفد بمسؤولين عسكريين أمريكيين في احدى القرى الحدودية بريف مدينة المالكية لعدة ساعات ثم عادوا الى إقليم كوردستان العراق ولم يدخلوا كقوة عسكرية كما يتم الترويج له. ومن جهتها ذكرت وكالة “باسنيوز” الكردية نقلاً عن مصدر عسكري كردي عن احتمال انتشار الألاف من مقاتلي ما يسمى “بيشمركة روجافا” المتواجدين حالياً في اقليم كوردستان العراق بدعم وموافقة أمريكية. إلا ان قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قد نفت على لسان الناطق الاعلامي باسمها نوري محمود الخبر. من جانبه أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري في تصريح له يوم الاثنين الفائت أن قوة من ”بيشمركة روج افا” دخلت الأراضي السورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبعلم قوات ميليشيا قسد. واكد جيفري قائلاً إن “بيشمركة روج افا” دخلت الأراضي السورية للمساهمة في بسط الأمن، بالتنسيق معنا، وبعلم قوات سوريا الديمقراطية”. وبعد تصريح “جيفري” كشف مصدر عسكري تابع لــ “قسد” انهم قد ألتقوا فعلا بالوفد وقد وضعوا عدة شروط حتى يوافقوا على دخول قوات “بيشمركة روج افا” الى مناطق سيطرتهم واهمها: عدم دخول بيشمركة روج افا المدن وعدم اقامة استقبالات جماهيرية وعدم حضور الاعلام والاكتفاء بتأمين نقلهم وتوزيعهم على النقاط على الحدود التركيا _ السورية بالشراكة مع الامريكان وتبديل الجنود ببعضهم البعض كل فترة ١٥ يوم وبنفس الطريقة وتامين عودتهم الى اقليم كوردستان العراق. يشار ان “بيشمركة روج افا” هو فصيل كردي سوري مسلح معارض للنظام الحالي ويتبع بشكل رسمي للمجلس الوطني الكردي وحليف لقوات البيشمركة الكردية العراقية في اقليم كردستان العراق، ويتشكل من مقاتلين كرد سوريين انشقوا بمعظمهم عن جيش النظام، وقد شاركت قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق في معاركها ضد تنظيم الدولة داعش ويتهمها حزب الاتحاد الديمقراطية بالتبعية لتركيا. من جانب آخر ذكرت وسائل إعلام موالية لمليشيا سوريا الديمقراطية “قسد”، أن اجتماعاً جرى ،يوم الخميس 20 كانون الاول الحالي, في مدينة القامشلي بين قيادات من مليشيا قسد وقيادات من النظام السوري في المربع الأمني، لمناقشة مستقبل المنطقة، بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من المنطقة. وذكرت مصادر اعلامية محلية ان النقاش قد تمحور حول تسليم الحقول النفطية التي تسيطر عليها قسد، في شرق نهر الفرات للنظام. وكانت وسائل إعلام كردية طالبت مليشيا قسد بالتحرك الفوري وتشكيل وفود للاتفاق مع النظام الأسد للوقوف بوجه التهديدات التركية. من جانب أخر كشف مصدر كوردي سوري مطلع ان وفداً من قنديل (قيادة حزب العمال الكردستاني PKK ) وصل الى مدينة السليمانية في اقليم كوردستان العراق، يُنتظر ان يتوجه منها الى دمشق لإجراء مفاوضات مع النظام بخصوص تطورات الوضع في شمال سوريا وشرق الفرات بعد القرار الامريكي المفاجئ بالانسحاب. ونقل موقع (باسنيوز) الكردي عن مصدر كردي ان ” وصول الوفد على وجه السرعة الى السليمانية وعزمه التوجه منها الى دمشق جاء بعد ان بات ظهر ذراعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب YPG مكشوفاً بعد الاعلان الامريكي عن الانسحاب من الشمال السوري بالتزامن مع احتمالات توغل تركي عسكري وشيك في المنطقة “ مضيفاً ” أن النظام ليس لديه القوة الكافية للسيطرة على كل المنطقة التي سيسلمها PYD له اذا ما تيقن هذا الاخير من انه سيتم إخراجه منها بالقوة كما حصل معه في عفرين”. وأوضح ان ” PKK حزب براغماتي يلعب على جميع الحبال وسيدخلون في تحالف مع النظام الذي بات مضطراً لذلك بسبب التطورات الميدانية شمال البلاد اثر القرار الامريكي المفاجئ بالانسحاب”. وكان الريس الامريكي دونالد ترامب كان قد اصدر قراره بحسب القوات الامريكية من شمال وشرق سوريا ودافع بقوة عن قراره المفاجئ متعهداً بأن الولايات المتحدة لن تكون بعد الآن “شرطي الشرق الأوسط” وأن الألفي جندي المتمركزين في سوريا لم يعد لديهم ما يفعلونه بعد هزيمة تنظيم داعش. وقال ترامب في تغريدة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: “خططنا للبقاء في سوريا 3 أشهر، وكان ذلك قبل 7 سنوات، لم نغادر أبدا”. وأضاف في نفس التغريدة: “عندما أصبحت رئيسا، كانت تزداد شراسة داعش، وها هو انهزم الآن هزيمة كبرى، وحان الدور على الدول الأخرى مثل تركيا للقضاء على ما تبقى منه بسهولة، نحن عائدون إلى الديار”. فيما صرح مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) يوم الخميس الماضي بأن 2130 عنصرا من القوات الخاصة الأميركية سيغادرون سوريا في الأيام المقبلة وسينتشرون في مدينة أربيل عاصمة اقليم كوردستان . وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز ، قد قالت في بيان صدر منذ ايام عن البيت الابيض : «لقد بدأنا بإعادة القوات الأمريكية (من سوريا) إلى الوطن ونحن ننتقل إلى المرحلة التالية من هذه الحملة». فيما اُعلن عن ان الخارجية الامريكية قررت سحب كافة موظفيها من شمال سوريا خلال 24 ساعة، وفق ما نقلت وسائل إعلام ، فيما اشارت مصادر عسكرية أمريكية الى ان الانسحاب العسكري الامريكي سيستغرق من 60 إلى 100 يوم . مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.