أخر الأخبار

توريد الغاز الأذربيجاني إلى سوريا يفتح آفاقاً جديدة لزيادة ساعات الكهرباء

مرصد مينا

بدأت تركيا اليوم السبت رسمياً توريد الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى سوريا، في خطوة تهدف إلى دعم قطاع الكهرباء المتضرر بشدة عقب حرب استمرت 14 عاماً، وسط توقعات بأن تصل الإمدادات السنوية إلى ملياري متر مكعب.

الخطوة منحت السوريين هامشاً جديداً من التفاؤل بشأن زيادة ساعات التيار الكهربائي اليومية.

ورغم تعهّد الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع بتحسين الخدمات الأساسية، ما زالت ساعات انقطاع الكهرباء في معظم المناطق تصل إلى نحو 18 ساعة يومياً. وتأمل دمشق أن يسهم الغاز الأذربيجاني في تشغيل محطات التوليد ورفع عدد ساعات التغذية الكهربائية إلى 10 ساعات يومياً.

عدد من السوريين، عبّروا عن تفاؤلهم بإمكانية تحسّن الوضع، مؤكدين أن انقطاع الكهرباء من أكبر المشاكل التي تواجه البلاد، وأن زيادة التغذية ستنعكس على الإنتاج الصناعي والاقتصاد ككل.

المحلل السياسي السوري وائل أمين قال إن الصفقة “تشغيلية وليست للاستخدام المنزلي”، وتمتد لعام قابل للتجديد، مشيراً إلى أنها “ستعالج جزءاً كبيراً من أزمة الطاقة والصناعة، مع زيادة متوقعة في التغذية الكهربائية لا تقل عن 4 ساعات يومياً، ما قد يخفف تكاليف الإنتاج ويساعد في استقرار الأسعار”.

وخلال مراسم بدء تدفق الغاز بحضور وزراء من سوريا وأذربيجان ومسؤولين من صندوق قطر للتنمية، قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن الغاز “سيساعد سوريا في العودة إلى الوضع الطبيعي”، موضحاً أنه سيُستخدم لتشغيل محطة طاقة بقدرة 1200 ميغاواط لتلبية احتياجات نحو 5 ملايين أسرة، مع خطة لنقل الغاز من حلب إلى حمص لتشغيل محطات إضافية.

من جانبه، أكد وزير الطاقة السوري، محمد البشير، أن تدشين خط النقل الإقليمي للغاز، الذي يربط سوريا بأذربيجان مروراً بالأراضي التركية، يمثل “خطوة استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة في البلاد”، مشيراً إلى أن المشروع سيسهم بشكل مباشر في تحسين التغذية الكهربائية ودعم الاقتصاد الوطني.

وأوضح البشير أن الخط الجديد سيمكن من توريد 6 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً، ما سيؤدي إلى زيادة ساعات تشغيل محطات التوليد وتحسين واقع الكهرباء في مختلف المحافظات.

وأضاف الوزير أن المرحلة الأولى من المشروع ستتضمن توريد نحو 3.4 ملايين متر مكعب يومياً، ضمن اتفاق تعاون مدعوم بمساهمة من دولة قطر، لافتاً إلى أن هذه الكميات ستتيح إنتاج نحو 750 ميغاواط من الكهرباء، وهو ما يعني إضافة حوالي أربع ساعات تشغيل إضافية يومياً.

وشدد على أن هذه الخطوة ستنعكس إيجاباً على الاقتصاد والصناعة، وستدعم الجهود المبذولة لعودة المهجرين إلى مناطقهم، مؤكداً أن تعزيز إمدادات الطاقة يعد عنصراً أساسياً لدفع عجلة التنمية وتحريك النشاط الاقتصادي.

ويأتي هذا التطور بعد اتفاق أُبرم في مايو الماضي يقضي بتوريد الغاز عبر خط أنابيب حدودي يربط مدينة كلّس التركية بحلب بطاقة تدفق تصل إلى 6 ملايين متر مكعب يومياً.

كما سبق أن أمنت المرحلة الأولى من الخطة القطرية لتمويل الإمدادات في مارس الماضي 400 ميغاواط من الكهرباء يومياً عبر الأردن.

جدير بالذكر أن أذربيجان، الحليف التقليدي لتركيا، تعد من أبرز منتجي الغاز الطبيعي على مستوى العالم، بينما تسعى أنقرة لتعزيز شراكتها مع الحكومة السورية الحالية ضمن جهود إعادة الإعمار ودعم الاستقرار في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى