fbpx
أخر الأخبار

خطوة هي الأوسع منذ بداية الحرب… الجيش الإسرائيلي يصل إلى مشارف نهر الليطاني

مرصد مينا

في خطوة هي الأوسع منذ بدء الحرب، نفذ الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، اختراقاً برياً داخل العمق اللبناني، حيث وصل إلى مشارف نهر الليطاني من جهة ديرميماس ودخل أطراف البلدة.

ويبدو أن الهدف من هذه العملية هو فصل النبطية عن مرجعيون، تمهيداً لشن هجوم مزدوج على بلدة الطيبة من الجهتين الغربية والشمالية، وتحقيق السيطرة على تلة الطيبة الاستراتيجية المطلة على سهل الخيام.

هذا السهل يُعد محوراً رئيسياً لتحركات الجيش الإسرائيلي، الذي يسعى إلى تمديد عملياته البرية باتجاه مدينة الخيام.

فرض حواجز وإغلاق مداخل ديرميماس

وبحسب وسائل الإعلام اللبنانية، قام الجيش الإسرائيلي بنصب حاجز عند مفرق ديرميماس، في خطوة لفصل مرجعيون عن النبطية.

كما قطع الطريق عند المدخل الغربي للبلدة، قرب إحدى محطات الوقود، حيث وضع سواتر ترابية وتمركزت آلياته العسكرية.

وتشير التقارير إلى أن القوات الإسرائيلية منعت دوريات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني من الوصول إلى المنطقة، مما يعكس تصعيداً في محاولات السيطرة على الميدان.

وأفادت مصادر لبنانية أن القوات الإسرائيلية تقدمت من بلدة كفركلا، التي تخضع لسيطرتها، باتجاه الغرب عبر الحقول، لمسافة تصل إلى 5 كيلومترات.

بحسب المصادر فقد استفاد الجيش الإسرائيلي من غياب مقاتلي “حزب الله” عن المناطق المسيحية المحيطة مثل القليعة وبرج الملوك وديرميماس.

وتقول المصادر إن هذا التقدم يمثل المرة الأولى منذ عام 2006 التي تصل فيها القوات الإسرائيلية إلى مشارف نهر الليطاني، ما يعزز من قدرتها على قطع الطرق الحيوية بين مدن الجنوب.

غطاء ناري كثيف

ومهّد الجيش الإسرائيلي لهذا التقدم بغطاء ناري مكثف. ووفق مصادر أمنية لبنانية، استهدفت المدفعية الإسرائيلية طوال ليل الخميس والجمعة المرتفعات المحيطة بديرميماس، مثل قلعة الشقيف وأرنون ويحمر، إضافة إلى وادي زوطر ودير سريان.

وتهدف هذه التغطية النارية إلى تأمين تحركات القوات البرية المتقدمة، التي ترافقها طائرات مسيّرة توفر دعماً استخباراتياً وميدانياً.

وأشارت المصادر إلى أن مسار التوغل اتبع محور كفركلا – تل النحاس – برج الملوك باتجاه ديرميماس، وهي بلدة شبه خالية من السكان بسبب الظروف الحالية.

“حزب الله” يرد بالصواريخ

على الجبهة المقابلة، أعلن “حزب الله” في بيانات رسمية أنه استهدف التجمعات العسكرية الإسرائيلية بالصواريخ الموجهة على تخوم ديرميماس، مشيرًا إلى أنه أطلق رشقات صاروخية متتالية نحو تجمعات العدو في محيط تل النحاس وسهل الخيام.

كما استهدفت صواريخه آليات عسكرية إسرائيلية في كروم الزيتون قرب محطة مرقص على أطراف ديرميماس، ما أدى إلى تدمير بعضها.

التوغل نحو مرتفعات الطيبة

ويسعى الجيش الإسرائيلي من خلال هذا التقدم إلى السيطرة على مرتفعات الطيبة، التي توفر إشرافاً استراتيجياً على نهر الليطاني وسهل الخيام.

وتشير المصادر إلى أن هذه المرتفعات تُعد موقعاً محتملاً لمنصات إطلاق الصواريخ التابعة لـ”حزب الله”، والتي تعرقل التقدم الإسرائيلي نحو بلدة الخيام.

ورغم الغارات الجوية المتكررة ومحاولات التوغل، لم تتمكن القوات الإسرائيلية بعد من الدخول إلى الطيبة من جهة الشرق.

لكن مع تحركاتها الحالية، يبدو أنها تحاول التقدم نحو الطيبة من الجهتين الغربية والشمالية، مما يفتح مجالاً للتوغل في سهل الخيام.

معركة الخيام: صراع السيطرة

وتمثل بلدة الخيام إحدى أبرز نقاط المواجهة، حيث تسعى إسرائيل إلى السيطرة عليها، لكنها تواجه عقبات كبيرة.

كما تعتبر الطيبة بمثابة “حاجز طبيعي” أمام الدبابات الإسرائيلية، التي قد تتعرض لصواريخ مضادة للدروع إذا حاولت العبور عبر سهل الخيام.

وسبق للجيش الإسرائيلي أن حاول التقدم نحو الخيام مرتين في الأسابيع الماضية، لكنه فشل في كلتا المحاولتين بسبب المقاومة الشرسة من “حزب الله”، الذي استهدف قواته وآلياته بشكل مباشر.

كما أدى استهداف دبابات إسرائيلية في محيط المدينة إلى تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر كبيرة.

وبحسب تقارير ميدانية، تضع إسرائيل السيطرة على مدينتين جنوبيتين أساسيتين ضمن أهدافها: بنت جبيل والخيام. إلا أن التوغل في بنت جبيل يُعد أكثر تعقيداً بسبب تضاريسها الصعبة ومساحتها الكبيرة.

اشتباكات عنيفة في الخيام

وتتواصل الاشتباكات في الخيام، حيث تُسمع أصوات الانفجارات والاشتباكات بشكل واضح. يترافق ذلك مع قصف مدفعي مكثف وغارات جوية تستهدف المدينة ومحيطها.

هذا التصعيد يعكس سعي القوات الإسرائيلية لتحقيق تقدم ميداني في المناطق الجنوبية، رغم المقاومة الشديدة التي تواجهها من قبل “حزب الله”.

وتشير التحركات الإسرائيلية الأخيرة في جنوب لبنان إلى تصاعد العمليات العسكرية وسعيها لتحقيق مكاسب ميدانية في مناطق استراتيجية.

ومع استمرار المعارك حول الخيام والطيبة، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من التصعيد في المواجهة بين إسرائيل و”حزب الله”.

جدير بالذكر أن نهر الليطاني يبعد حوالي 30 عن حدود إسرائيل في أقرب نقطة له.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى