دير الزور.. مجازر متسارعة وإيقاع سياسي بطيء..
تقرير خاص لـ مرصد مينا
شهد ريف دير الزور الشرقي خلال الساعات الـ 72 لحظات دامية تمثلت بسقوط أكثر من سبعين شخصا بين قتيل وجريح جراء قصف طيران التحالف الدولي لقرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي الخاضعة لتنظيم الدولة، بالتزامن مع هجوم قد يكون الأعنف تنفذه قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على بلدة هجين ومحيطها.
مصادر مينا أفادت بأن ميليشيا “قسد” المدعومة من قبل التحالف الدولي، تمكنت مساء الأربعاء، من فرض سيطرتها على أكثر من نصف مدينة هجين الواقعة تحت سيطرة تنظيم “داعش” في الجيب المحاصر شرقي محافظة دير الزور.
وأوضحت المصادر بأن “قسد” استطاعت خلال هجومها المستمر منذ نحو يومين من التقدم والسيطرة على نحو نصف مدينة هجين، مشيرة إلى أن التقدم جاء في أعقاب فشل التنظيم في صد الهجوم العنيف لـ”قسد”، على الرغم من سوء الأحوال الجوية والذي يعطي القوة في المعارك عادةً للتنظيم.
مجازر.. ومجازر
وتزامن هجوم الميليشيا الكردية مع تكثيف طيران التحالف الدولي من غاراته على هجين، حيث تم إحصاء نحو 50 غارة منها 5 غارات جوية استهدفت مستودعات أغذية في هجين بالإضافة لمحيط مستشفى المدينة.
وأكدت المصادر بارتفاع عدد القتلى في هجين لهذا إلى 42 شخصا غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال جراء غارات التحالف.
وأوضحت المصادر أن يوم أمس الأربعاء شهد مقتل 25 شخصا وإصبة 17 بقصف نفذه التحالف الدولي على هجين بريف دير الزور الشرقي خلال أكثر من 40 غارة فضلا عن القصف المدفعي، مشيرة إلى أن عصر الأربعاء شهد استهدافا لمستودعات الطحين ومستشفى هجين العام بـ 10 صواريخ.
وتأتي هذه المجزرة بعد أقل من 24 ساعة على مجزرة ارتكبها طيران التحالف الدولي الثلاثاء راح ضحيتها 12 مدنيا من بينهم 4 نساء جراء قصف استهدف مناطق البوبدران والسوسة شرقي ديرالزور.
مقتل البلجيكي..
وفي سياق متصل قتل محمد جواد كاظم المعروف بـ ” أبو إسلام البلجيكي ” ويشغل “البلجيكي” منصب القائد العسكري لقاطع شرق الفرات في تنظيم الدولة الدولة اثر هجوم التنظيم على نقطة تل الجعابي قرب بلدة البحرة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية” قسد ”
وبحسب المصادر يحمل “أبو إسلام البلجيكي” الجنسية الإيرانية، مرجحة أن يكون من منطقة الأحواز العربية.
من جهة أخرى قتل 3 عناصر من ميليشيا الامام علي التابعة لقوات النظام و 8 عناصر من تنظيم الدولة باشتباكات دارت أمس بحي الكتف في مدينة البوكمال شرقي ديرالزور
حراك سياسي.. سقفه التصريحات
التطورات الميدانية رافقها تصريحات سياسية كثفة حول شرق وشمال شرق سوريا، إذ اعتبرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بإن “الوجود غير القانوني للقوات الأمريكية في سوريا يهدف إلى تقسيم دولة ذات سيادة”.
وقالت زاخاروفا الاربعاء في إيجاز صحفي إن: “الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها التحالف بقيادة واشنطن في سوريا تدعو لقلق متزايد”.
وأضافت: “يتواصل احتلال أمريكي غير شرعي لمنطقة 55 كيلومترا حول قاعدة التنف حيث يتصرف الأمريكيون هناك وكأنهم أصحابها”، حسب تعبيرها.
وأردفت بالقول “من وجهة نظر أوسع، نرى أن غاية الوجود الأمريكي غير الشرعي يتمثل في محاولة اللعب بالورقة الكردية والسعي نحو تقسيم سوريا، بغض النظر عن التصريحات الرسمية التي تزعم الالتزام بوحدة أراضي سوريا”.
ويأتي كلام المسؤولة الروسية بالتزامن مع تصريح لرئيس الأركان الروسية والذي اتهم فيه هو الآخر، الولايات المتحدة بدعم إنشاء كيان كردي مستقل شمال شرق سوريا
وقال فاليري غيراسيموف للملحقين العسكريين الأجانب بموسكو، أمس : “الوضع شرقي الفرات يتأزم، حيث تحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة مستقلة شمال البلاد، مضيفا “يقومون (الأكراد) بتشكيل حكومة ما يسمى بفدرالية شمال سوريا الديمقراطية”، لافتاً إلى أن “الأمريكيين عبر دعم التوجهات الانفصالية للأكراد بالآليات العسكرية يسمحون لهم بمضايقة القبائل العربية”، حسب قوله.
وقال إن موسكو عرضت على واشنطن إزالة القاعدة في التنف، وفرض سيطرة مشتركة هناك، لكن الولايات المتحدة لم تستجب.
وأشار إلى أن الاستخبارات الروسية ترصد بشكل دوري دخول قافلات نفط من شرق سوريا إلى أراضي تركيا والعراق ،وقال في هذا الصدد “تسجل وسائل الاستطلاع الروسية قوافل تنقل النفط، قادمة من المناطق الشرقية من سوريا، التي يسيطر عليها التحالف، متوجهة إلى أراضي تركيا والعراق. في الوقت نفسه، الأموال الآتية من بيع المنتجات النفطية”، على حد قوله.
استثناء قسد من العقوبات الاقتصادية
من جانب آخر قال بسام اسحاق ممثل “مجلس سوريا الديمقراطية”(مسد) في الولايات المتحدة إن هناك مطالبة من قبلنا لواشنطن باستثناء مناطق شرق الفرات من العقوبات الاقتصادية الامريكية على سوريا.
وقال اسحاق الاربعاء “إن وافقت واشنكن على استثناء مناطق شرق الفرات من الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا، فإن الباب سيكون مفتوحا لأجل الحصول على اعتراف من المؤسسات الدولية بالعملية التعليمية والشهادات التي تمنحها، ولكن ذلك يتطلب تواصلا مع الجهات المعنية لتحقيق ذلك”، حسب قوله.
ونفى المسؤول في “مسد” أن يكون قد طالب واشنطن بالاعتراف بمناطق شرقي الفرات بشكل منفصل عن سوريا.
ويأتي نفي اسحاق بعد تقارير خرجت الايام الماضية نسبت إليه مطالبته واشنطن باعتراف بمناطق شرقي الفرات.
وأشار ممثل “مسد” في واشنطن إلى وجود فرصة جديدة لتجديد المطالبة بوجود ممثلي شمالي وشرقي سوريا في محادثات جنيف، خاصة وأن مبعوثا جديدا للأمم المتحدة لحل الأزمة في سوريا سيخلف ديمستورا في الفترة القادمة، وفق قوله.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.