روسيا تحذر ألمانيا: صواريخ “توروس” ستجعل برلين طرفاً مباشراً في حرب أوكرانيا

مرصد مينا
في تصعيد جديد للتوتر بين موسكو وبرلين، حذّرت روسيا من أن أي استخدام لصواريخ “توروس” الألمانية الصنع ضد منشآت حيوية داخل الأراضي الروسية سيُعتبر مشاركة مباشرة من ألمانيا في الحرب الدائرة في أوكرانيا.
جاء هذا التحذير على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي صرحت، اليوم الخميس، أن مهاجمة منشآت روسية بصواريخ “توروس” لا يمكن أن يتم دون مساعدة مباشرة من القوات الألمانية، ما يجعل ألمانيا طرفًا مباشراً في النزاع.
وقالت زاخاروفا في تصريحاتها:”يبدو لي أنه سيكون من المفيد لزعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتس، أن يدرك أن الهجوم على أي منشأة حيوية للبنية التحتية في روسيا باستخدام صواريخ توروس، كجسر القرم مثلاً، سيُعد مشاركة مباشرة لألمانيا في العمليات العسكرية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب”.
وكان ميرتس، الذي يُتوقع أن يتولى منصب المستشار في ألمانيا خلال الأسبوعين المقبلين، قد عبّر عن دعمه لتزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز “توروس”، مشيراً إلى أن ضرب جسر القرم قد يساعد كييف على إحراز تقدم استراتيجي في ساحة المعركة.
تصريحات ميرتس أثارت ردود فعل شديدة من موسكو، حيث علّق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، على كلامه قائلاً عبر منصة “إكس”:”فكّر مرتين، أيها النازي”، في إشارة تهكمية إلى تاريخ والد ميرتس الذي خدم في جيش هتلر، بحسب تعبير ميدفيديف.
في السياق ذاته، اتهم المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الزعيم الألماني المرتقب بالسعي إلى تصعيد الحرب، منتقداً تصريحاته بشأن ضرورة تمكين الجيش الأوكراني من الخروج من وضعية الدفاع.
ميرتس، من جهته، أكد خلال مقابلة مع القناة الأولى الألمانية أن الهدف من تزويد أوكرانيا بالصواريخ ليس إدخال ألمانيا في الحرب، بل منح كييف الوسائل التي تحتاجها لتغيير موازين القوى.
وأضاف:”ينبغي السماح للجيش الأوكراني بالمبادرة، وتدمير جسر القرم قد يساعده على تحقيق تقدّم استراتيجي”
يُذكر أن المستشار الألماني المنتهية ولايته، أولاف شولتس، كان قد رفض مراراً تزويد أوكرانيا بصواريخ “توروس”، محذراً من أن استخدامها لقصف أهداف داخل روسيا قد يورّط ألمانيا بشكل مباشر في الحرب، وهو ما تسعى حكومته لتجنّبه.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، خصوصاً بعد تسريب مكالمة بين ضباط ألمان ناقشوا خلالها إمكانية استهداف جسر القرم بصواريخ كروز ألمانية، الأمر الذي زاد من حدة التوتر بين موسكو وبرلين.
ومع استمرار الجدل داخل ألمانيا، يبقى موقف الحكومة المقبلة حاسماً في تحديد طبيعة العلاقة مع روسيا ومستقبل الدعم العسكري لكييف، وسط تحذيرات متزايدة من انزلاق أوروبا نحو مزيد من التصعيد في واحدة من أخطر الحروب على حدودها منذ الحرب العالمية الثانية.