fbpx
أخر الأخبار

ويسألونك: إسرائيل أم حزب الله ؟

زاوية مينا

ما من قوّة سياسية / مدنية أو عسكرية، حركة تحرر وطني، فصيل إرهابي مسلّح، عصابة قطاع طرق أو لصوص مصارف ودكاكين، ما من أيّ من هؤلاء تعرّض لما تعرّض له “حزب الله” من قطيعة، او شماتة كما تعرّض، حتى وهو في مواجهة مع الأكثر توحشاً ونعني إسرائيل بيمينيها، اليمين ويمين اليمين، وهو امر يستدعي تداعيات من الأسئلة:

ـ هل يحدث ذلك بفعل مناصرة الناس، مجاميع الناس من عرب ومسلمين لكل ما يُسقط سلاح الحزب إن لم يُسقِط وجوده؟ أم أن ما أورثه الحزب للناس، مجاميع الناس بمن فيهم مناصريه، انتج هذا التحوّل بما يجعله “عنزة جرباء يهرب القطيع منها”؟

دون الحاجة إلى تقديم البراهين فالعامل الثاني هو أساس ما وصل إليه الحزب أو أوصل نفسه، فأورام الإحساس بفائض القوّة، حوّل الحزب إلى قوّة على الناس لا قوّة لها، وقد تمثل ذلك في العنجهية والصلافة وقد باتتا سمة من سمات أنصاره، فيما الاغتيال السياسي، الجسدي منه والمعنوي قد باتا سمة من سمات “العقيدة” لديه، وهو ما أدى إلى تحويل لبنان إلى مزرعة لقطعانه، فيما امتدت يده إلى الجارة سوريا لارتكاب أشنع الفظاعات بحق ناسها الذين هتفوا للحرية والرغيف بمواجهة دكتاتور لم ينل من “شرف الدكتاتوريات” سوى ارتكاب المجزرة التي تتلو مجزرة حتى بات أداة قتل، لا ترافقها أداة أخرى في العمارة / الاقتصاد / الجيش / السيادة الوطنية، أسوة بدكتاتوريات عرف التاريخ شناعتها دون أن يتنكر لبعض فضائلها، فكان حزب الله نصيراً لآلة القتل ومضيفاً إليها ما جعله على الضفة المضادة لخيارات الناس في الإقليم، فيما بلغت سلسلة جرائمه في بلده الأصل حداً كان من نتائجه تصفية رموز فكرية ، سياسية ، وطنية بالديناميت والمفخخات، ومن لم يُصب من نخب البلد بات بانتظار الإصابة.

وهكذا تحوّل حزب الله من حزب “على طريق القدس”، إلى حزب أغلق كل الطرق باتجاه بلد يمكنه أن ينمو، ويستقر، ويعيش ويُنتج، ويُبدع، وهو البلد الذي لم تفارقه أعلام الإبداع يوماً إلاّ بعد استئثار الحزب بمصائر الناس بما جعل البلد زنزانة، والكلمة كفناً، وبما جعله بلد فاقد الاستقلال تحت وطأة أكثر الأنظمة ظلامية وعنفاً وتخلّفاً في هذه المعمورة، ونعني إيران بمحورها المصاغ على شاكلتها، وبما جعل أتباعها مستنسخين عنه، وبما جعل قاعدتها العقيدية مستمدة من أشدّ العقائد وضاعة حيث الولي الفقيه والله توأمان، لا قوام لأحدهما إلاّ بالآخر، لينتزع الأول صلاحيات الثاني ويعتدي عليه، فكان أن كفر الناس بمن كفر بالله، وكان أن كفروا بحزب الله حتى ولو كان على خصومة دموية مع إسرائيل.

ويسألونك:
ـ لِمَ يتمنى الكثيرون انتصار إسرائيل على حزب الله.
لأنه، لو حدث العكس لانتصر حزب الله على الناس، ليكفّرهم بالله كما فعل سادته في طهران.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى