أسعار القهوة تقفز لأعلى مستوياتها منذ 50 عاماً بسبب الجفاف ورسوم ترامب

مرصد مينا
شهدت أسعار القهوة العالمية قفزة حادة تجاوزت 3% خلال الأيام الأخيرة، مسجلة أعلى مستوياتها منذ 50 عاماً، في ظل مزيج من الأزمات المناخية والقرارات السياسية المثيرة للجدل التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أشعلت موجة ذعر في الأسواق العالمية، وفق ما أفادت به صحيفة “لا خورنادا” المكسيكية.
يعود هذا الارتفاع القياسي إلى انخفاض كبير في إنتاج القهوة في البرازيل، التي تعد أكبر منتج لهذه السلعة عالمياً، بعدما تعرضت لموجة جفاف غير مسبوقة.
وأظهرت بيانات شركة Somar Meteorología أن ولاية “ميناس جيرايس”، أحد أهم أقاليم زراعة قهوة الأرابيكا، لم تشهد أي تساقط للأمطار خلال الأسبوع الماضي، مع توقعات باستمرار الطقس الجاف في الفترة المقبلة، ما يهدد بإتلاف المحصول وتراجع كميته وجودته بشكل حاد خلال الموسم الحالي.
لكن الكارثة لا تتوقف عند المناخ. فقد عاد الرئيس ترامب إلى تصعيد حربه التجارية، معلناً عن رسوم جمركية جديدة على واردات القهوة، قد تصل إلى 50% على القهوة المستوردة من البرازيل، في خطوة تهدد بزيادة أزمة الإمدادات العالمية.
ولم تقتصر الإجراءات الأميركية على البرازيل فقط، بل طالت فيتنام، ثاني أكبر منتج عالمي، حيث تخطط الإدارة الأميركية لفرض رسوم قد تبلغ 40% على وارداتها.
هذا بالإضافة إلى تعريفات جمركية قائمة بالفعل على قهوة إندونيسيا (بنسبة 32%) وكمبوديا (بنسبة 25%).
هذه التطورات دفعت الأسعار إلى مستويات تاريخية لم تشهدها أسواق المال الدولية منذ أكثر من نصف قرن، مع تصاعد المخاوف من نقص حاد في الإمدادات، خاصة في السوق الأميركي، الذي يعد أكبر مستهلك للقهوة في العالم.
نتيجة لذلك، سارعت كبرى الشركات والمستوردين في الولايات المتحدة إلى شراء وتخزين كميات كبيرة من القهوة، في محاولة لتأمين مخزونها قبل تطبيق التعريفات الجديدة.
في هذا السياق، أكد توماس إيدلمان، مالك واحدة من أكبر مزارع القهوة في ولاية تشياباس المكسيكية، أن إنتاج البرازيل تراجع بأكثر من 20% هذا العام بسبب موجات الجفاف والحرائق، مشيراً إلى أن الأزمة ستؤثر سلباً على الإمدادات العالمية خلال العامين المقبلين على الأقل.
كما أوضح أن فيتنام تواجه تحديات مماثلة، مع تزايد الأعاصير التي دفعت بعض المزارعين إلى تحويل مزارعهم من القهوة إلى محاصيل أخرى مثل فاكهة الدوريان، بعدما تراجعت أرباح زراعة البن.
وبين التغير المناخي والتوترات التجارية، تدخل صناعة القهوة العالمية في أزمة حقيقية وغير مسبوقة، تهدد الإمدادات وتضع ملايين المستهلكين والمنتجين أمام تحديات جديدة في واحدة من أكثر السلع تداولاً واستهلاكاً على مستوى العالم بعد الشاي.