أسلحة داخل منازل المدنيين.. مليشيات إيران تعزز قواتها في دير الزور السورية
مرصد مينا- سوريا
نقلت ميليشيات إيران في سوريا معدات عسكرية وقواعد إطلاق صواريخ إلى مناطق متفرقة من محافظة ريف دير الزور، بغية إعادة انتشارها.
مصادر محلية، قالت إن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني نقلت أسلحة وذخائر إلى منازل المدنيين ضمن أحياء سكنية في مدينة الميادين، كما نقلت أسلحة وقواعد إطلاق صواريخ إلى منطقة معدان عتيق وناحية البوحمد في ريف الرقة الغربي القريب من ناحية التبني في ريف دير الزور الغربي.
وبحسب المصادر، فإن الميليشيات المدعومة من إيران، نقلت الأسلحة والذخائر، إلى منازل ضمن أحياء مأهولة بالسكان، كانت قد استولت عليها خلال الأيام الفائتة، حيث تركزت عملية النقل إلى المنازل المستولى عليها في منطقة “شارع 16” بالمدينة.
عمليات نقل الأسلحة تزامنت مع قيام الميليشيات ببناء مقار جديدة لها في المنطقة القريبة من الضفة الجنوبية من نهر الفرات، حيث عمدت إلى تزويد تلك المقرات بالكهرباء عن طريق الشبكات المستجرة من محطتي البوحمد ومعدان بعد الاستحواذ عليهما.
جاء ذلك، وفق المصادر، عقب إخلاء المليشيات جزءا كبيرا من عتادها في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، حيث أخلت المليشيات معسكرا لها في منطقة التليلة ونقلت قواعد إطلاق صواريخ وقرابة 250 عنصرا من المنطقة إلى ريف دير الزور تمهيدا لنقلهم نحو الرقة، بحسب المصادر ذاتها.
وبحسب المصادر، فإنه من الواضح أن المليشيات تقوم بتعزيز وجودها على طول خط نهر الفرات انطلاقا من البوكمال في ريف دير الزور مرورا بالرقة وصولا إلى ناحية الخفسة على بحيرة الأسد بريف حلب الشرقي، حيث يسيطر “حزب الله” اللبناني على تلك المنطقة.
ويذكر أن عموم المناطق التي انتشرت فيها المليشيات المدعومة من إيران سواء المحلية أو الأجنبية، هي مناطق تتعرض فيها قوات النظام وتلك المليشيات بين الحين والآخر لهجمات من مجهولين، حيث كبدت تلك الهجمات النظام والمليشيات خسائر بشرية فادحة.
يشار إلى أن الميليشيا الإيرانية كانت قامت الأسبوع الماضي، بالاستيلاء على عشرات المنازل في المدينة الواقعة شرقي دير الزور، حيث جرى الاستيلاء على 14 منزلا في شارع الأربعين و12 منزلا في شارع الـ16، و8 منازل في حي المحاريم.
وتعود ملكية المنازل جميعها لمعارضين للنظام السوري ممن هم خارج المنطقة، وقامت الميليشيا أولاً بإبلاغ ذوي وأقارب الذين يقيمون في المنازل هذه، بإخلائها خلال مدة أقصاها 48 ساعة، وهو ما جرى بالفعل، حسبما أكدت مصادر محلية.
كما شهدت المناطق نفسها مغادرة قاطني المنازل المجاورة لتلك المستولى عليها، تخوفاً من تحويلهم إلى دروع بشرية للإيرانيين وتحويل المنازل المستولى عليها إلى مستودعات للأسلحة والذخائر كما جرت العادة، وهو ما يشكل خطر الاستهداف الجوي سواء من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي.
في سياق متصل، قالت المصادر إن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني ما زالت تعمل على تجنيد شبان من أهالي المنطقة هناك في صفوفها، علمًا أنه كان قد دعم سابقا تشكيل مليشيا مسلحة محلية تحت مسمى “البوحمد”، وهي تتمركز إلى جانب قوات النظام في المنطقة، ويقودها المدعو “تركي البوحمد” ويدّعي أنه شيخ عشيرة البوشعان في المنطقة.
وتشرف مليشيا “حركة النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني وضباط إيرانيون بشكل عام على معظم المليشيات في تلك المنطقة، وبحسب المصادر، فإنه من المرجح أن هذا الانتشار ونقل العتاد يأتيان كرسالة للجانب الأميركي الموجود على الضفة المقابلة.
يشار إلى أن ريف محافظة دير الزور الشرقي، شهد مؤخرا قصفا على مواقع المليشيات العراقية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، قابلها الأخير بقصف صاروخي واستهداف لمحيط قواعد التحالف الدولي في ريف دير الزور الشرقي، لكن من دون أن يؤدي ذلك إلى أضرار بشرية.
الجدير بالذكر، أن الميليشيات الموالية لإيران كانت بدأت بإعادة ترتيب صفوفها والانتشار مجدداً شرقي سوريا وتحديداً بين منطقة الميادين والبوكمال أواخر الشهر الماضي، وذلك على وقع الضربات الأميركية التي طالتها.
وقالت مصادر حقوقية حينها، ‘ن ميليشيا الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني، قد عمدتا إلى إخراج عدد كبير من الصواريخ “إيرانية الصنع”، من داخل أقبية قلعة الرحبة الأثرية الواقعة في محيط الميادين بريف دير الزور الشرقي.
كما أشارت إلى أن الميليشيات أخرجت الصواريخ بواسطة شاحنات وسط حماية مشددة، حيث شوهدت الشاحنات متجهة نحو سلسلة تل البطين ومنطقة حاوي الميادين، وهي ذات المناطق التي كانت الميليشيات الإيرانية قد نصبت بها منصات لإطلاق صواريخ في أيار/مايو الفائت، وجميعها موجهة نحو منطقة شرق الفرات حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية وأقرب منطقة لها هي حقل العمر النفطي.