fbpx

أمريكا / إسرائيل، من الزواج إلى المساكنة.. متى يكون الطلاق؟

مرصد مينا

لم يسبق أن تفككت علاقات بيت الزوجية ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل انحداراً نحو “المساكنة”، وحتى هذه المساكنة قد تبهت وصولاً إلى الهجر.

بالغ بنيامين نتنياهو باستقوائه على الحكومة الأمريكية وجو بايدن، حتى أسقطت إسرائيل كـ “نجمة من نجوم العلم الأمريكي”، فالمطلوب إسرائيلياً من الإدارة الأمريكية أن ترقص على الموسيقى الإسرائيلية، فيما باتت الموسيقى الإسرائيلية مجرد نشاز تحتج عليها معظم دول العالم بمن فيها دول مناصرة لإسرائيل كما حال كندا، عداك عن شوارع العالم التي غصّت بالمتظاهرين احتجاجاً على سياسة الإبادة السكّانية التي يتبعها مجلس الحرب الإسرائيلي، وهي سياسات عرّت إسرائيل إلى الدرجة التي أسقطت كل حجج التضامن معها من قبل مناصريها، ما جعلها “الولد الذي يتسبب لأبيه بالشتائم”، والولايات المتحدة لن ينقصها شتامون.

التحولات غير المسبوقة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل تعمقت مع تعمق الانقسامات في الشارع الأمريكي بشأن الموقف من الحرب على غزة، التي توسعت مع تكرر الإحباطات بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.. هذا أولاً.

العامل الأول هذا سلط الضوء على التسييس المفرط للسياسة الإسرائيلية في واشنطن، خاصة بين الجمهوريين والديمقراطيين، وانعكاسه على مجريات الانتخابات الرئاسية المقبلة التي، وفقا لاستطلاعات الرأي، ستكلف الرئيس جو بايدن خسارة مروحة واسعة من أصوات الشباب والجاليات العربية.

ـ ثانياً: الرغم من ذلك، لم يتخذ بايدن خطوات ملموسة لفرض النفوذ الأمريكي على نتنياهو لتقليص أعداد الضحايا المدنيين في غزة، ولم يفرض شروطا على إسرائيل بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية، الأمر الذي يجعل جو بايدن يحظى بصفة أضعف رئيس شهدته الولايات المتحدة، والضعيف إياه يحاول النهوض من ضعفه بنصف خطوة، فلا هو مستسلم لإسرائيل ولا هو مستقو عليها، وموقفه من قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار في غزة هو من أبرز البراهين على أن الرئيس العجوز يمسك عصا عجزه من الوسط في حواره مع نتنياهو.

مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، شرح لنا بعض من الصورة فـ  ” الخلاف بشأن الضحايا المدنيين يمثل مشكلة خطيرة بالنسبة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية وقدرة نتنياهو على مواصلة حربه حتى تحقيق النصر الكامل. لو كان نتنياهو قلقا بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة، لما كان ليسمح بوصول الأمور إلى هذه النقطة”، هذا كلام لمارتن أنديك وكان أضاف:” أن العلاقة بين بايدن ونتنياهو كانت “باتجاه واحد”، حيث قدم الرئيس الأمريكي دعمه لإسرائيل مقابل بعض المطالب السياسية لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان دائماً يرفض طلباته ويدير الظهر لها ومثالها موقفه من الخطة الأمريكية بشأن استدعاء السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد الحرب والموافقة على إقامة دولة فلسطينية.

السياسي الأمريكي المخضرم ونعني مارتن انديك أضاف “لقد كان نتنياهو غير مرن وتصادميا للغاية لدرجة أن الرئيس اضطر إلى اتخاذ موقف”، فالدافع الأساسي لنتنياهو هو إبقاء شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف راضين، “وأفضل طريقة للقيام بذلك هي مواجهة بايدن بدلا من استيعابه”.”

وهذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها خلافات جوهرية بين زعماء أمريكيين وإسرائيليين، إذ سبق واتهم رونالد ريغان مناحيم بيغن بارتكاب “محرقة” أثناء اجتياح بيروت في 1982، كما حجب جورج بوش الأب ضمانات قروض بقيمة 10 مليارات دولار لإجبار إسحق شامير على تأجيل بناء المستوطنات والانخراط في محادثات السلام مع الفلسطينيين عام 1991

نعم سبق وشهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية هزّات في مراحل سابقة، غير أن مجموع تلك الهزّات لم يصل إلى درجة احتمال القطيعة.

مأزق نتنياهو أنه لم يستوعب أن إسرائيل شركة أمريكية على ضفاف المتوسط.. ثمة لاهوت يقوده للاعتقاد بأنها:

ـ أمّة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى