أوجلان يعلن نهاية “الكفاح المسلح” ضد تركيا ويدعو لتسليم السلاح سريعاً

مرصد مينا
أعلن زعيم حزب “العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان، أن العمل المسلح ضد الدولة التركية قد انتهى، داعياً إلى نزع السلاح بشكل طوعي وسريع، والانتقال إلى مرحلة جديدة من النضال السياسي والقانوني.
جاء ذلك في مقطع فيديو بثّته، صباح الأربعاء، “وكالة فرات” المقربة من الحزب، قال فيه أوجلان: “في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي انتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي، والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسية الديمقراطية”.
وأضاف أن الحزب سيتخذ خطوات سريعة وعملية من أجل إلقاء السلاح، مؤكداً أن الأجندة الانفصالية قد انتهت، وأن ما يجري اليوم هو “فوز تاريخي” للشعب الكردي.
ووجّه أوجلان، في رسالته التي يعود تاريخ تسجيلها إلى يونيو الماضي، دعوة إلى البرلمان التركي لتشكيل لجنة تشرف على عملية نزع السلاح، وتقود مفاوضات سلام شاملة، مشدداً على أن المرحلة المقبلة يجب أن ترتكز على التفاهم السياسي بدلاً من الصراع المسلح.
وكان حزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، قد أعلن في مايو الماضي قراره حلّ نفسه رسمياً، في استجابة لدعوة سابقة من أوجلان كان قد أطلقها في فبراير.
وفي خطوة رمزية لدعم هذا التحول، من المتوقع أن تُسلّم مجموعة من مقاتلي الحزب أسلحتهم خلال احتفال يُقام نهاية هذا الأسبوع في مدينة السليمانية، الواقعة في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.
وفي أول تعليق رسمي على التطورات، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن حكومته لن تسمح لأي جهة بتخريب عملية نزع السلاح، مؤكداً دعم أنقرة الكامل لأي جهود تؤدي إلى إنهاء الصراع وبناء سلام دائم.
وأضاف إردوغان، خلال كلمة ألقاها أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم: “نتطلع إلى تطورات إيجابية خلال الأيام المقبلة”، مشيراً إلى أن الدولة التركية ستتابع عن كثب عملية تسليم السلاح وما يتبعها من خطوات سياسية.
يشار إلى أن حزب العمال الكردستاني تأسس عام 1978 بقيادة أوجلان في تركيا، قبل أن ينتقل الأخير إلى سوريا بعد عامين من تأسيس الحزب، حيث وجد ملاذاً له في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
ومنذ عام 1984، بدأ الحزب تنفيذ عمليات عسكرية داخل تركيا، ثم توسع لاحقاً إلى إيران، بهدف إقامة دولة كردية مستقلة.
وفي عام 1998، أدّى تصاعد التوتر بين أنقرة ودمشق، وتهديد تركيا بشنّ تدخل عسكري، إلى إخراج أوجلان من سوريا، في صفقة إقليمية معقّدة رعتها مصر في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك.
تنقّل أوجلان بعدها بين دول أوروبية في محاولة فاشلة للحصول على اللجوء، إلى أن تم توقيفه في العاصمة الكينية نيروبي في 15 فبراير 1999، خلال عملية استخباراتية تركية نُقل على إثرها إلى أنقرة، حيث يقبع منذ ذلك الحين في سجن مشدد الحراسة بجزيرة إمرالي.