أيهما الكلب وأيهما الخنزير
مرصد مينا
احتلال يشتبك مع احتلال، هذا هو الحال في سوريا اليوم ما بعد احتلالين، أحدهما أمريكاني، والثاني إيراني، والمفاضلة بينهما تشبه المفاضلة ما بين المشنقة والخازوق، وهاهي القوات الأمريكانية المتمركزة في سويا تشن هجمات وضربات جوية على فصائل إيرانية متمركزة في البوكمال وشرق دير الزور، ليهتف السوريون الأكثر تضرراً من الاحتلالين:
ـ ناب الكلب بجلد الخنزير.
وإذا ما هتفوا هتافاً كهذا فلا بأس إن لم يعلمونا أيهما الكلب وأيهما الخنزير، دون نسيان هتاف السوريين الدائم:
ـ ارحل يا بشار.
وهو من تسبب بالاحتلالين وثالثهما الاحتلال الروسي، وقد امتلك الروس الموانئ والفوسفات ومعظم ما في بطن البحر وصخور شواطئه، فيما أمعن الإيرانيون بسلب مدخرات السوريين والسطو على أرضهم وعقاراتهم دون نسيان السطو على التاريخ كما لو أن دمشق واحدة من ميراث آية الله الخميني، الذي يفضّل أنصاره تلقيبه بـ “روح الله”، تمجيداً لرجل فتك برفاقه اول ما فتك، ومن ثم استدار ليفتك بالمدنية الفارسية ومن بعدها ليعمم “ثورته”، بما سمح لفقهاء الظلام بإطفاء أي مصدر للضوء في بلدان تمتد من العراق إلى سوريا ومن بعدهما إلى اليمن، دون نسيان حجم الخراب الذي أحدثه في لبنان حتى بات لبنان في أسره، وبالنتيجة، فأمام عجز السوريين نخباً وشعباً من مواجهة مستعمريهم، لابد وتطالهم البهجة إذا ما علق ناب الكلب بجلد الخنزير، بما يجعل معركة الكلب والخنزير بمنعكساتها، تشكل وفرة للسوري بالغ الفقر حين تتعلق الثروة بوسائل المجابهة وقد بات السوري أعزلاً من السلاح كما الحلفاء وبما جعله “يا وحده”، وهكذا تكون الضربات الأمريكية للفصائل الإيرانية في سوريا، بمثابة تخفيف الحمل عن السوريين علّ أحدهما يُجهز على الآخر، مع تفضيل أن يجهز كليهما على بعضهما، ليبقى الروس وحدهم في الملعب السوري، والوطأة الروسية مهما اشتدت ستكون أقل لؤماً وشراسة من كلا الحملين السابقين، أقله والهزيمة الروسية ممكنة على المدى القصير كونها لم تطل “العقيدة” السورية ولم تعبث بالبنى القيمية للبلاد، فالروسي يستولي على الشاطئ فيما الإيراني يشتغل على لعبة العقائد واللاهوت، بما سمح للحجاج الإيرانيين بإهانة الإرث السوري الممتد من اللحظة السورية الراهنة، إلى اللحظة الأموية السابقة، وهاهم حجاج آيات الله يقتطعون من سوريا مساحاتهم بما جعل جنوبي دمشق مستعمرة إيرانية بكل ما تحمله كلمة مستعمرة من معاني وأوصاف.
حزب الله العراقي أعلن رجاءاته للقوات الأمريكانية بأن لايردوا الضربة التي استهدفت القوات الأمريكية فأصابت وقتلت وجرحت، وليس امام الأمريكان سوى رد الضربة بضربات، فإن لم يفعلوا انتهت الأسطورة وغرق الأمريكيون بالمهانة، فكان رد فعل الأمريكان واضحاً بل وسريعاً وإن لم يكن مباغتاً، والمرجّح أن تتتالى الضربات على المواقع الإيرانية في سوريا سواء بقصف المواقع ام بالإغتيالات، سوى أن هذا لن يجدي نفعاً إذا ما امتدت الضربات لتطال الذراع الثاني لطهران ونعني الحوثي وقد استولى على بحر العرب فاتحاً شطآنه لإيران فإذا ما حدث هذا فستسكمل الصورة ومن بعدها سينتقل هتاف السوريين إلى حناجر اليمنيين ليرددوا كما السوريين:
ـ ناب الكلب بجلد الخنزير.
ومن بعدها سيكون علينا البحث في السؤال:
ـ أيهما الكلب وأيهما الخنزير.