fbpx

إدلب.. تركيا والنظام السوري وجها لوجه

وصلت سيطرة قوات النظام السوري إلى مشارف مدينة إدلب المعقل الأخير للثورة السورية، في حين أن المجتمع الدولي الذي يرعى الحلول التوافقية بين الدول، ينتظر ظهور الطرف الأقوى ليتفاهم معه حول الملفات المصيرية الخاصة بسورية.

الساحة السورية، شهدت خلال الساعات الماضية، توتراً جديداً في آخر مواقع خفض التصعيد، الموقعة بين بوتين- أردوغان، شمال سورية، حيث تدخلت تركيا عسكرياً في العمق السوري، ووصلت، يوم الاثنين، أرتال للأسلحة التركية الثقيلة من مدرعات ودبابات، عبر الطريق الدولي دمشق حلب، قادماً من معبر كفرلوسين إلى مشارف مدينة خان شيخون حيث يتم التحضير لمعركة كبيرة.

في حين شهدت مدينة خان شيخون بريف إدلب، والتي تشهد عمليات عسكرية واسعة النطاق بين النظام والمعارضة، تحليقاً مكثفاً للمقاتلات الحربية التركية من طراز- إف 16، وذلك بعد قصف، مصدره النظام السوري استهدف الأرتال التركية المتوجهة نحو المدينة المشتعلة.

مصادر ميدانية خاصة، من مدينة خان شيخون، قال لـ “مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي”: يتسابق نظام الأسد والقوات التركية والفصائل الداعمة له إلى تلة النمر الاستراتيجية التي تقع شمال خان شيخون، وتشير المعلومات الأولية أن الرتل التركي مؤلف من 7 دبابات بطواقمها العسكرية.

وأكدت مصادرنا من داخل المدينة أن الطيران الحربي التابع للنظام السوري، استهدف محيط تواجد الرتل التركي الذي لم يصب بأذى، لكن القصف تسبب بمقتل ضابط من فيلق الشام وإصابة 6 آخرين من ذات التشكيل العسكري التابع للمعارضة السورية والمقرب من أنقرة.

برج المراقبة التابع لدمشق، وفق معلومات حصل عليه “مينا”، أشار إلى وجود رتل عسكري ثانٍ ينتظر الرتل العسكري التركي، وأن برج المراقبة أعطى الطيران الحربي السوري أمراً بقصف محيط الرتل التركي، وتحقيق إصابات في صفوف الرتل السوري المرافق له.

تقدم ومؤازرات

مصادر “مينا” الخاصة، قالت: إن النظام السوري سيطر مساء أمس الأحد 18 آب الحالي، على حاجز الفقير شمال غرب المدينة، كما سيطرقوات الأسد على مزارع خان شيخون بالكامل، ويستمر الطيران الحربي والمروحي الروسي والطيران الحربي السوري بالقصف على الأحياء السكنية الفارغة في المدينة، المهجورة منذ 2 أيلول 2019 في خطوة لتدمير البنى التحتية للمدينة بشكل كامل.

فيما تقدمت قوات الأسد باتجاه خان شيخون قادمة من كفرعين وتل عاس، باتجاه مدايا شمال غرب المدينة، مما يعني في حال نجاحها بالسيطرة على المدينة الاستراتيجية، ايقاع نقطة المراقبة التركية في “مورك” بريف حماة تحت الحصار، وكذلك محاصرة جيوب المعارضة السورية في ريف حماة، وقطع اتصالها مع محافظة إدلب.

وفي اتصال هاتفي مع الناشط الإعلامي “عبد الكريم الحلبي” قال:” دخلت المؤازرات أول أمس من قبل أحرار الشرقية والجبهة الشامية وفيلق الرحمن وعدة فصائل أخرى، بسلاح ثقيل ومتوسط وخفيف”.

وأوضح “الحلبي” أن الأرتال دخلت من معبر دارة عزة الى ريف إدلب الجنوبي يعني المعرة وماحولها وتوزيعهم على نقاط الجبهة ومازالت أرتال أخرى قيد التجهيز للدخول الى ريف إدلب.

بالنسبة للأمور الدبلوماسية لا تحل دائماً بالحوار، فللقوة العسكرية على الأرض أيضاً أعرافها التي ترسم حدود تعامل الدول بين بعضها.

سيناريو حلب

تركيا تريد أن تمنع روسيا من تنفيذ سيناريو حلب في إدلب، لذا قامت تركيا بالمساهمة في إطلاق مباحثات أستانة التي نتج عنها -اتفاقية مناطق خفض التصعيد-، والتي بموجبها استطاعت القوات التركية الدخول إلى سورية برضا روسي- إيراني وموافقة نظام الأسد.

وقد انتشرت في 12 نقطة مراقبة كان لها أثر إيجابي في الحفاظ على المنطقة التي تنشر بها، وقد حاول نظام الأسد التحرش مراراً بالقوات التركية لإجبارها على سحب هذه النقاط أو تغيير مكان تمركزها، واستهدف هذه النقاط عدة مرات منتظراً رداً تركياً عسكرياً قد يؤدي لإدخالها في حرب مباشرة ليست معه فقط بل ربما مع روسيا وإيران الموجودتين على الأرض.

ويرى العميد الركن “فاتح حسون” قائد حركة تحرير وطن المتواجد الآن في محافظة إدلب حيث تجري المعارك؛ أن تركيا آثرت ضبط النفس والرد بطرق مختلفة، لكن نظام الأسد تمادى مؤخراً وبضوء أخضر روسي وإيراني الدولتين المتضررتين من إنشاء منطقة آمنة شرق الفرات من قبل تركيا وأمريكا.

إذ يحاول النظام الآن تطويق نقطة المراقبة التركية الموجودة في مدينة مورك أثناء محاولات تقدمه على القطاع الجنوبي لمنطقة إدلب، لكن الرد التركي اليوم بإرسال مؤازرات ودبابات وعربات قتالية لهذه النقطة، هي بمثابة رسالة تركية لروسيا وإيران مفادها بحسب ما قال العميد حسون، أننا لا نسمح بالتحرش بنا في إدلب، وأن نقطة المراقبة التركية يجب أن تكون آمنة، لا نرغب بالحرب لكننا مستعدون.

ويرى حسون أن دخول الأرتال التركية لمحيط خان شيخون هو بمثابة تحذير للنظام في حال إقدامه على تطويق نقطة المراقبة التركية في مورك ومنعه من ذلك، والدخول في اشتباك مباشر أمر وارد في حال عدم توقف النظام وتشكيله خطرا مباشرا على القوات التركية، فالجيوش النظامية لا تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديدات يتعرض لها جنودها وتؤثر على سلامتهم.

مواجهة مستبعدة

أحد القادة العسكريين التابعين للفرقة الوسطى والذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة؛ نشوب معركة حقيقة في خان شيخون لأنه يعتبر نظام الأسد ما هو إلا حجر شطرنج بيد الروس وكل ما يحصل من خروقات يوجد فيها لمسات الروسية وعلى الملأ فالروس يساعد ويدعم جوياً وبحرياً ويرياً قوات الأسد، فأي تقدم لجيش الأسد يجري بموافقة روسية.

ومن يسيّر الأمور هم الأتراك والروس الدولتان صاحبتا المصالح المشتركة في سوريا، لكن ما يجري استعراض قوة.

ليبقى ابناء محافظة إدلب والنازحين والمهجرين فيها، بانتظار فرج لحرب أنهكتهم على مدار السنوات الثمانية المنصرمة.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى