fbpx
أخر الأخبار

إذا ماحل”جدعون ساعر” محل بنيامين نتنياهو

(ربما)، ونضعها بين قوسين، يخرج بنيامين نتنياهو من المشهد الإسرائلي، وليس بعيدًا أن تكون صورة الأيام المقبلة لـ “جدعون ساعر”، وهو مؤسس ورئيس حزب “الأمل الجديد” الإسرائيلي.

إذا ماتحولت (ربما) إلى حقيقة سيكون السؤال:

ـ كيف تختلف سياساته عن سياسات نتنياهو، وما التي ستكون مقاربته بشأن القضايا الرئيسية مثل عملية السلام في الشرق الأوسط والتحدي النووي الإيراني.

“في 10 شباط/فبراير، عقد معهد واشنطن منتدى سياسي افتراضي مع جدعون ساعر. وفيما يلي أهم النقاط التي جاءت في حديثه مع المدير التنفيذي للمعهد روبرت ساتلوف”.

يسأله ساتلوف بمَ يختلف حزب “الأمل الجديد” عن حزب “الليكود” من الناحية الأيديولوجية؟

يجيب ساعر “نحن نواجه وضعاً حلّت فيه عبادة الشخصية بدلاً من المبادئ والقيم. وحزب “الأمل الجديد” هو حزبٌ وسطيٌّ-يمينيٌّ ملتزمٌ بتوحيد الأمّة.”

وحين يُسأل عن بعض المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية، وإعلانه رسميّاً معارضته لإنشاء دولة فلسطينية. وما هو البديل الذي يفضّله؟ وكيف يعتقد أنّ ذلك سيؤخَذ في الحسبان ضمن علاقاته مع واشنطن في حال أصبحت أخيراً رئيس الوزراء يقول:”أولاً وقبل كل شيء، إن الأساس المنطقي هو اتباع التجربة التي مررنا بها. وليس فقط خلال العقود الثلاثة الماضية التي رافقتها محاولاتٌ لحلّ النزاع مع هذا النوع من الشعارات: “دولتان لشعبين”. ولكن أيضاً كما تعلم قدّمَ السيد باراك والسيد أولمرت اقتراحاتٍ سخيةً جدّاً، إلّا أنّ الفلسطينيين لم يقبلوها أبداً وأوضحوا أنهم ليسوا في وضع الاستعداد لحلّ هذه الأزمة معنا. وحتى لو التفتنا إلى الماضي الأبعد – إلى الأيام التي سبقت تشكيل دولتنا، وإلى “لجنة بيل”، وإلى قرار التقسيم الخاص بالأمم المتحدة – كانت هذه الفكرة في صلب النزاع لأكثر من ثمانين عاماً، لكنّها فشلت دائماً. فالمسألة تدور حول إذا ما كان الأمر واقعيّاً، وما إذا كانت مثل هذه الدولة قابلة للاستمرار على الإطلاق. وكيف يمكننا تطبيق هذه الفكرة بوجود كيانَين فلسطينيَين منفصلَين مع نظامَين مختلفَين؟

يتابع ساعر “كيف بإمكاننا حماية أمن مواطني إسرائيل بوجود دولةٍ ذات سيادة في قلب أرضنا، على بُعد أميال قليلة من المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكّان في بلدنا؟ لقد مررنا بتجربة الانسحاب من قطاع غزّة. واستأصلنا كامل الوجود المدني والعسكري من قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، لم نحصل على مزيد من الاستقرار والأمن، بل تراجعاً في هذا الصدد. ووجدَ الذين كانوا يتحدثون عن نزع السلاح من الأرض التي تمّ إخلاؤها أنّ القيام بذلك ليس أمراً بسيطاً على الإطلاق، وإذا أردتَ القيام بذلك، فلا يمكنك تحقيقه إلا بإراقة كمياتٍ هائلةٍ من الدماء. ولن يستمر هذا الأمر لفترة طويلة جدّاً. لذلك تضع جميع هذه القضايا علامات استفهامٍ كبيرةٍ حول الثقة الواقعية في هذه الفكرة.

هناك شيء واحد واضح تماماً: لقد اتّخذنا بعض الخطوات، كـ”اتفاقية أوسلو”، وإنشاء “السلطة الفلسطينية” في التسعينيات، وبلوغ العقد التالي من الزمن مع فك الارتباط عن غزة – حيث خرجنا من المناطق الفلسطينية المأهولة. وهُم اليوم، أي الغالبية العظمى من السكّان الفلسطينيين، لا يخضعون لسيطرة إسرائيل، بل لسيطرة حركة “حماس”  في قطاع غزة و”السلطة الفلسطينية” في يهودا والسامرة. وعلى الأرض، نشأ انفصالٌ بحُكم الواقع. فيمكن أن أقول إنني أدعم أقصى قدر من الحكم الذاتي للفلسطينيين ليحكموا حياتهم، مع الحدّ الأدنى من القدرة على إلحاق الضرر بأمن دولة إسرائيل. وقد تكون هذه هي الصيغة.

ما الذي يضيفه ساعر؟

يضيف ” إننا بحاجة إلى إيجاد عنصرٍ إقليميٍّ في الحلّ نفسه. وأعتقد أنه من المهم جدّاً دمج الدولتَين المجاورتَين لنا، أي الأردن ومصر، في الحلول نفسها. ولا أريد أن أتوسّع في الحديث عن الموضوع، لكنني أعتقد أننا نستطيع التوصل إلى اتفاقيات ثلاثية الأطراف في بعض القضايا بشأن السياحة والاقتصاد والبيئة وقضايا أخرى. يجب أن نحاول إيجاد بديلٍ مع مبدأَيْ الفصل والحُكم الذاتي من دون القدرة على الإضرار بأمننا، وإيجاد عنصرٍ إقليميٍّ”.

في حواره، يلفت ساعر الانتباه إلى مايستدعي التأمل، هو يقول :” دعونا لا ننسى أنه حتى خلال فترتَيْ ولاية الرئيس أوباما، لم يستغل الفلسطينيون واقع أنه كان لديهم رئيسٌ متعاطفٌ حقاً مع قضيتهم. فإذا ألقينا نظرة على هذه السنوات الثماني”.

محاوره يسأله، بشأن المزيد من المستوطنات الإسرائيلية داخل الضفة الغربية، وضمن يهودا والسامرة.

يجيبه ساعر”: أعارض تماماً إخلاء التجمعات اليهودية في يهودا والسامرة. وأعتقد  أنّ هذه الفكرة تعود إلى الماضي. لقد ثبت أنّها لم تكن تساهم في إرساء الاستقرار والسلام. وعلينا اكتشاف كيف يمكننا العيش معاً. لا أعتقد أنّ اقتلاع الجاليات اليهودية أو العربية يساعد في قضية السلام.

يسأله محاوره في العام الماضي، اتخذَت الحكومة الإسرائيلية قراراً عندما واجهت بديلَين هما: جاذبية اتفاقيات السلام مع الدول العربية، مثل الإمارات العربية المتحدة، وإغواء عملية الضم، التي تُمدّد سيادة إسرائيل إلى أجزاءٍ من الضفة الغربية. وقد اختارت قبول طلب الإمارات المتمثّل في تعليق عملية الضم من أجل التوصل إلى ذلك الاتفاق. فهل توافق على هذا الخيار؟ وهل هذا هو نوع الخيارات التي كنتَ ستتخذها؟ وما مدى أهمية فكرة توسيع سيادة إسرائيل على الأراضي بالنسبة لك؟

 بادئ ذي بدء، هذا هو الواقع. ولن أُنكر أنني أؤيد فكرة تطبيق القانون الإسرائيلي على مجتمعاتنا في يهودا والسامرة. وهذا الأمر لا يزال هدفاً إسرائيلياً. يقول ساعر ويتابع ” ولا أتحدّث عن المناطق التي يسكنها الفلسطينيون، بل عن مجتمعاتنا. يقطن هناك نصف مليون نسمة من سكاننا، ويجب أن يعيشوا تحت القانون الإسرائيلي. إلا أنّ رئيس الوزراء نتنياهو التزم في الحوار مع الإدارة الأمريكية – أي إدارة ترامب في ذلك الوقت، التي كانت إدارة ودية للغاية لإسرائيل، ونحن ممتنون لذلك – بتعليق فكرة ممارسة سيادتنا لبضع لسنوات”.

كان من الأسئلة البارزة التي وجهت للرجل سؤالاً هو:

ـ ماقيمة اتفاقات السلام مابين إسرائيل ودول عربية بعيد كالسودان والمغرب؟

يؤكد “ساعر” أن النزاع العربي-الإسرائيلي القديم يتقلّص في النهاية ليقتصر على نزاعٍ فلسطينيٍّ-إسرائيليٍّ. ومن المهمّ جدّاً بالنسبة إلى الفلسطينيين أنفسهم، [الذين] اعتقدوا في الماضي أنهم [قادرون على] البدء بانتهاج نزعة الرفض من دون دفع أي نوعٍ من الثمن، أن يفهموا أخيراً أنّ المنطقة تريد المضيَّ قدماً. وتشعر مختلف البلدان اليوم أنها قادرة على تحقيق المكاسب من التعاون، [عبر] الروابط الاقتصادية بين بعضها البعض، وأعتقد أن هذه الأخبار سارة جدّاً لجميع شعوب المنطقة.

وإيران وقد سمع العالم مؤخراً، رئيس أركان “جيش الإسرائيلي” وهو يلقي خطاباً شديد اللهجة حذّر فيه من اعتماد الدبلوماسية مع إيران، وأثار فعلياً، على الأقل ضمنياً، مستوى التهديد بالقيام بعملٍ عسكري ضدّ المنشآت النووية الإيرانية. وتنظر الولايات المتحدة في إعادة التعامل دبلوماسيّاً مع إيران.

كان السؤال :ما رأيك بما قاله رئيس الأركان، وما هو نهجُك في معالجة هذا التحدي الأمني البالغ الأهمية لإسرائيل؟

أما الإجابة فكانت “إنّ ما تفوّه به رئيس أركان “جيش الدفاع الإسرائيلي”، السيد كوخافي، كان يمثّل إلى حدٍّ ما الإجماع الإسرائيلي حول قضية إيران. وقد عبّرَ عن وجهة نظره المهنية في هذا الشأن، وأنا أحترم وأؤيد وجهة نظره المهنية في هذا الشأن.

للولايات المتحدة وإسرائيل هدفٌ مشتركٌ ومصلحةٌ مشتركةٌ في عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. وهذا أمرٌ أشعر أنه مشتركٌ بيننا. فقد تكون لدينا بعض الاختلافات حول كيفية تحقيق هذا الهدف. ولكن من الأفضل التحدث بشكلٍ مباشرٍ وصريحٍ حول هذا الموضوع لأنه ذو أهمية قصوى. إنه ليس إجماع إسرائيلي فقط. فهو اليوم أيضاً يشكل إجماعاً إقليميّاً في الشرق الأوسط، لأنه إذا حازت إيران على سلاح نووي، سنخوض سباقاً نوويّاً في الشرق الأوسط. وقد يكون ذلك في غاية الخطورة، فالبلدان المجاورة المختلفة لن تسمح لنفسها بالتخلّف عن إيران، بل سترغب في حيازة الأسلحة النووية أيضاً. وسيخلق ذلك إشكاليةً كبيرةً من حيث الاستقرار الإقليمي.”

ـ أخيرً يسأله محاوره:

ـ من أنت؟

 إنه والكلام عن لسانه “يفتخر بكونه يهوديّاً وصهيونيّاً”. ويتابع “أكرّس حياتي لدولة إسرائيل. وسبق أن خدمتُ كجندي مُشاة، وما زلتُ أخدم بلدي كموظّفٍ رسمي. والمستقبل مهمٌّ بالنسبة لي، ولا يمكنني ضمان المستقبل إلّا من خلال جَعل مستقبل إسرائيل أكثر ازدهاراً، كما فعل الكثيرون من اليهود من أجل بناء هذا البلد. لم يكن لدينا سوى بعض مئات الآلاف من الأشخاص حين أنشأنا دولتنا. أمّا اليوم، فيبلغ عددنا أكثر من تسعة ملايين شخصٍ في هذه الدولة العظيمة. وأعتقد أنّه لدينا أعظم شعبٍ قادرٍ على صُنع مستقبلٍ أفضل لنا من خلال تغيير الاتجاه. وهذا ما دفعني إلى تأسيس حزبي الجديد. فلهذا الأمر أهمية ومعنى أكبر بالنسبة لي [من] أي شيءٍ يمكنني القيام به في القطاع الخاص”.

الإسرائيليون يتحضرون لمرحلة جديدة، مع جيل جديد.

ما الذي يعرفه العرب عن:

ـ الإسرائيليون الجدد إذا ماخرج نينياهو من الصورة؟ش

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى