إذا ما اشتبك “المهدي المنتظر” مع “الماشيح المنتظر”
ثلاث دول “دينية” إذا ما احتسبنا “الفاتيكان” دولة، أما الدولتين الأخريين فهما إيران وإسرائيل، وقد تُستنبَت دولة رابعة هي “دولة حزب الله”، أما عن الفوارق ما بين الدول الثلاث، فقد تكون بفارق القتامة، مع التشديد على أنه ليس بالوسع انتاج دولة بقتامة دولة الملالي.
اليوم، وبفضل بنيامين نتنياهو، تلقت جهات تحتقر مبادئ التعددية ولا تبعث بأطفالها إلى مؤسسات تعليم رسمية، حق التدخل بمضامين المجموعة الأكبر في جهاز التعليم؛ هذا ما تنقله صحيفة ها آرتس، وعبر “افتتاحيتها” فقد صادقت الحكومة الإسرائيلية على نقل صلاحيات المناهج الخارجية في المدارس من وزارة التعليم إلى نائب الوزير في ديوان رئيس الوزراء، آفي ماعوز.
ـ إلى ماذا تؤشر هذه الخطوة؟
وفق ها آرتس تؤشر إلى هجمة أخرى على الجمهور العلماني، فإلى جانب هدم جهاز القضاء وتعميق الاحتلال وضخ ميزانيات طائلة إلى الأحزاب الحريدية، تستعد الحكومة الجديدة لإعادة تصميم التعليم الرسمي وفقاً لمبادئ أصولية من مدرسة حاخامين متطرفين.
وفي التفاصيل أنه في إطار الاتفاق الائتلافي الذي وقع بين حزبي “نوعم” و”الليكود”، اتفق على نقل وحدة المناهج الخارجية وتطوير الشراكة من وزارة التعليم إلى مسؤولية القسم الذي يترأسه ماعوز. إن الوحدة المسؤولة عن عطاء واسع النطاق الذي تتقدم إليه جمعيات ومنظمات تسعى لتفعيل برامج في جملة واسعة من المجالات، التي ترتبط بتنمية التعليم في مواضيع تعليمية مختلفة، إلى جانب سلسلة طويلة من النشاطات في مواضيع مثل المساواة بين الجنسين، وحقوق المثليين، وعلاقات اليهود والعرب وغيرها.
لقد أشعل نشر هذا البند ثورة بين رؤساء السلطات المحلية في كل أرجاء إسرائيل. ورداً على ذلك، ادعى الليكود بأنه لم يفهم الخطر الكامن في نقل المسؤولية إلى ماعوز، وأن الأمر “أفلت منهم”. أما نتنياهو نفسه، وبنفي يتميز به، فقد حاول التقليل من أهمية الخطوة. بعد احتجاج جماهيري واسع النطاق لا يمكن لنتنياهو أن يدعي السذاجة، فهو شريك “بالكامل” في المس بالتعليم الرسمي. فهذا هو إرث نتنياهو.
إن سيطرة ماعوز على مخزون المناهج الخارجية تتضمن في داخلها خطراً مزدوجاً؛ ففي وسعه أن يفرض مصاعب على نشاطات ذات طابع تعددي، بينما البرامج التي تروج لتفسيرات يهودية أرثوذكسية ستتمتع بدعم حكومي. بعض من رؤساء المدن تعهدوا بمواصلة تمويل النوع الأول، إذا ما تضرر بالفعل. أما الاختبار العملي فسيأتي قريباً. “سلطة الهوية القومية اليهودية” التي ستقوم في ديوان رئيس الوزراء، تلقت ميزانية طائلة من 150 مليون شيكل، وستكون مسؤولة عن “تعزيز وتثبيت الهوية القومية اليهودية في كل المنظومات الجماهيرية”.
إن التقرير الصحافي عن ماعوز في ملحق “هآرتس” الأخير يوضح كيف يعتزم تحويل إسرائيل إلى دولة دينية. “ملزمون بالدفاع عن شعبنا ودولتنا من تسلل الأجسام الغريبة التي تصل من دول أجنبية، وأجسام غريبة، وصناديق غريبة”، شرح ماعوز، وأعلن عن خطته “لإضافة اليهودية، والتقاليد، والتراث والصهيونية في جهاز التعليم”.
دولتان دينيتان، احداهما تعزز حظوظ الثانية، ويأتي السؤال:
ـ في هكذا حال، لِمِ الصراع بينهما؟
هل ثمة تنافس على وراثة الأرض وما عليها، تنافس ما بين:
ـ المهدي المنتظر، والماشيح المنتظر؟