إذا ما انفجرت بين سعد وبهاء
من لبنان، ثمة من يقول لنا ان الانفجار قريب، بل أقرب مما نظن، هذا الانفجار يقوم على مجموعة من الأسباب، قد يكون أولها تراجع مواقع زعامات سياسية في بلد مبني على هذه الزعامات، فبالقدر الذي ما تمثل هذه الزعامات نكبة على لبنان، حالت ما بعد الطائف دون الانفجار فيه، يوم كان لها موقعها في الحل والربط، أما اليوم فالظاهر من المشهد، أنها باتت هامشية في الحل والربط بدءًا من السنية السياسية في لبنان، وهي الاكثر قابلية للانفجار اليوم من خلال مجموعة من الأسباب، اولها ماعانته هذه الطائفة من تهميش وإفقار، وتاليًا الضعف والانهيارات داخل تيار المستقبل، عبر التشققات التي تظهر فيه، وهي تشققات العائلة الحريرية، وتصدع العائلة، وقد بات الشقاق معلنًا ما بين سعد وبهاء مع دخول الأتراك إلى الصيغة، بل وبدافع من الأتراك وقد باتوا مرضعة لأشرف ريفي، كما لمواليدهم من تيارات ومن بينهاتيار “حرّاس المدينة” في طرابلس وهم المحسوبين على الأتراك، كما ودخولهم الى شمال لبنان عبر مؤسسة “تيكا”، التركية، التي تضخ أموالاً لإيقاد النزاعات في الصف السني اللبناني.
الانفجار بين الشقيقين، ستكون نتائجه دامية على لبنان، والبلد يتعرض لأسوأ كارثة اقتصادية شهدها تاريخه، ويقابل الكارثة، حكومة (هزيلة)، عنوانها التكنوقراط، وحقيقتها التبعية السياسية للقوى والأحزاب، في وقت ماتزال عاجزة حتى عن تقديم قراءة جدية لأي حلّ يتجاوز الكارثة، بما فيه اللجوء الى البنك الدولي، وقد تسربت معلومات تقول بأنها حتى في حوارها مع مستشاري البنك الدولي اشتبكت مع مستشاري مصرف لبنان، حتى بات المشهد اللبناني بالغ الخفة في الحوار مع البنك الدولي، هذا عداك عن القوى الأخرى ومن بينها حزب الله، الذي أعلن أمينه العام بداية القطيعة بل وتكفير البنك الدولي، ثم عاد ليتراجع ما بعد الطلب الايراني لقرض من البنك االدولي، بما جعل كلام حسن نصر الله في شقيه، مبدئيًا كلام متهور لاينبني على دراية، وفي الثاني تبعي بحيث يتحرك وفق رياح ايران.
فيما سبق قلنا عن التشققات في صف السنّة عبر ممثلهم تيار المستقبل، ولكن في الحقيقة، فالأزمة تنسحب على الطوائف الأخرى والمرجعيات الأخرى وهي مرجعيات لابد وتشتبك مع حواملها الاجتماعية، فالدروز منقسمين الى تشظيات لاتحد، والمسيحيون حائرون فيمن يختارون، والشارع الذي هتف بسقوط الزعامات في انتفاضات اكتوبر لابد وسيعود عما قريب، ولكن ليس للهتاف فحسب، بل لحرق البلد بعد أن احترق خبزه ومدخراته، وانسدت بوجهه كل طرق التغيير عبر الاصلاح.
لا الزعامات التاريخية مازالت زعامات، ولا من انفراجة تهدئ من غضب الناس والنتيجة؟
ـ ستكون الحرائق.