إذا ما سقط حزب الله ما الذي يتبقّى من عمامة الولي الفقيه؟
زاوية مينا
وزير الإعلام اللبناني، وكذلك وزير الأشغال، وحملة إعلامية موازية اشتغلت على تكذيب ما نشرته صحيفة “تلغراف” القاضي بأن مطار رفيق الحريري في بيروت قد تحوّل إلى مخزن لأسلحة حزب الله.
الحملة ليست سوى دليل على حجم المخاوف من اتساع دائرة الحرب بما يعني أن يتحوّل مطار رفيق الحريري إلى هدف عسكري إسرائيلي، دون نسيان احتمال أن تكون “تلغراف” قد اشتغلت على أن تكون أداة تمنح الذريعة لحكومة نتنياهو بقصف المطار.
فتوقيت نشر الموضوع وفي صحيفة بمستوى “تلغراف” لايخلو من شبهة، فيما يندفع بنيامين نتنياهو إلى توسيع دائرة الحرب متجاوزاً التحذيرات الأمريكية التي لابد وتفقد جديتها بمواجهة ضغط اللوبي الإسرائيلي.
حزب الله حتى اللحظة لم يختر توسيع دائرة الحرب ربما لأسباب بعضها مُعلن وبعضها في طيّ الكتمان، المعلن منها أن توسيع دائرة الحرب سيلقى اعتراضات كبيرة على المستوى اللبناني “جمهوراً وأحزاباً”، فيما المسكوت عنه هو الضغط الإيراني باتجاه تقييد حركة الحزب بما يدعى قواعد الاشتباك”.
هذا التقييد المزدوج على حزب الله ستبدو مؤشراته من ماكشفت عنه معاريف الإسرائيلية، فوفق معاريف فإنه ومنذ تصفية أيمن غطمة في البقاع اللبناني والتأهب يتواصل في الشمال.
لكن حزب الله يعمل حتى الآن بشكل مختلف عما في الماضي. فلم يرد بانفعالية كما فعل بعد كل تصفية لمسؤول كبير في حزب الله أو في منظمة موازية كحماس و”الجهاد الإسلامي”.
كما أن كل ضربة في منطقة البقاع، التي تعتبر منطقة حزب الله الاستراتيجية، ترافقت في الماضي ورداً انفعالياً بنار ثقيلة نحو “ميرون” وصفد، أو خطوط المواجهة في الجليل. غير أن حزب الله يمتنع منذ ظهر السبت عن تنفيذ إطلاق نار كرد على ذلك.
معاريف ستتابع القول “صحيح أنه أطلق بضع مسيرات إلى عمق الشمال – إلى البحر أمام شواطئ “كريام يام”، وإلى الجليل الأدنى فوق مصنع “ليشم” التابع لـ “رفائيل”، وكذا نحو القرية الزراعية “بين هيلل”. في الظهيرة، نفذ العملية المهمة من ناحيته – إطلاق خمس مُسيرات نحو معسكر للجيش في سهل الحولة. ادعى حزب الله بأنها قيادة فرقة 91، التي أخليت في 7 أكتوبر من قاعدة “برنيت” المحاذية للحدود. أصيب في الحدث جندي بجروح خطيرة، وبالتوازي أطلق بضعة صواريخ مضادة للدرع نحو المطلة”.
السؤال الذي يشغل الآن بال منظومات الإخطار في قيادة المنطقة الشمالية وفق معاريف هو:
ـ ما الذي يمر برأس نصر الله وقيادته؟ بعد التصفية الأخير وسلسلة التصفيات التي نفذها الجيش الإسرائيلي، فهل يعد الحزب لعملية موضعية أليمة في داخل مجال المواجهة؟ هل يعتزم العمل موضعاً خارج مدى المواجهة وتحدي إسرائيل؟ أم يمتنع عن العمل بشكل مكثف خوفاً من تدهور التحكم بالوضع المتفجر على أي حال؟.
في اليوم الأخير، سمع من داخل البرلمان اللبناني والرأي العام في بيروت، ومن أجزاء أخرى في لبنان ليست شيعية، انتقاد على سلوك حزب الله في القتال ضد إسرائيل. دعوات الدول لمواطنيها الخروج من لبنان بسبب التصعيد، أدت كما يبدو إلى ضغط داخل لبنان.
مع كل النقد على الإعلام الإسرائيلي في العالم، يبدو لي أن هناك من يعرف كيف يوجه وسائل الإعلام العالمية. هكذا مثلاً تشويق لمعرفة من جلب المعلومة عن مخازن سلاح حزب الله في قلب مطار بيروت، ما يمنح إسرائيل شرعية للهجوم على المكان عندما يحل الوقت ويضيف الزيت لشعلة النقد اللبناني الداخلي على حزب الله.
معاريف تحتم بالقول “حتى الآن لم يتلقَ نصر الله إذناً من إيران لتصعيد الوضع والوصول إلى مواجهة واسعة مع إسرائيل، بل إنه غير معني الآن بالخروج إلى مواجهة كهذه لعدم انتشار قواته في وضع مثالي لمواجهة كهذه. في هذه الأثناء، التأهب بين طرفي حدود إسرائيل ولبنان في ذروته، وكل طرف يتابع أعمال وعدم أعمال الطرف الآخر”.
الواضح من الغامض امراً واحداً:
ـ الولي الفقيه لم يعط اوامره بعد.
والمرجّح انه لن يعطي اوامر، فإذا ما اتسعت دائرة الحرب لن يكون بوسع طهران أن تقعد على ضفة النهر وتحصي ضحايا حزب الله.
حزب الله بالنسبة لطهران ليس “حماس”، هو “درّة عمامة الولي الفقيه”.إذا ما سقط حزب الله فذلك معناه سقوط العمامة والجلباب معاً وليست طهران من يجازف على هذا النحو.