fbpx
أخر الأخبار

إشارات الرئيس الشرع

زاوية مينا

يبدو أن الرئيس السوري أحمد الشرع يشتغل على ارسال الإشارات، إشارات يمكن وصفها بالذكية، ففي بحر أسبوع واحد اطلق مجموعة من الإشارات:

ـ أولها زيارته للمملكة العربية السعودية، وكأنه بذلك يؤكد بعده العربي، فكانت زيارته الدولية الأولى ما بعد الرئاسة.

ـ ثانيها زيارته لتركيا، وسبق أن سمعنا منه تأكيدات متتالية عن حسن الجوار مع الجارات (وربما يشمل هذا إسرائيل ومساع لوقف خطاب الحرب).

ـ ثالثها، ولم تكن زلّة لسان، تغيير اسم الجمهورية العربية السورية، إلى “الجمهورية السورية”، ولهذا معان عديدة، بل وبالغة الأهمية، وهو ما يستوقفنا.

في العودة لتاريخ التسمية (العربية السورية)، فقد أطلقت على يد التيار القومي، البعثي، وكان شعاره “أمّة عربية واحدة” وكان اسمها بدءاً من (1932/ 1963) الجمهورية السورية، ما دفع بقية القوميات السورية نحو مشاعر الغبن فسوريا بلد متعدد القوميات ففيها بالإضافة للعرب، الكرد، والشركس، والتركمان، والأرمن، والأبرز من بين القوميات والأكثر التصاقاً بسوريا، “السريان” الذين استمد المكان اسمه منهم، ما عنى بأن تسمية “الجمهورية العربية السورية”، يعني اختزال البلد إلى قومية واحدة، وهذا يصغّر البلد بدلاً من أن يوسّعها، فتسمية “الجمهورية السورية” تعني الاسم الشامل الذي يتسع للأجزاء التي تعني مجموع قومياته، وهذا حال أكثر من دولة عربية من بينها الجمهورية الجزائرية والمملكة المغربية، كما جمهورية العراق، وكلها بلدان متعددة القوميات بأكثرية عربية.

هذا التغيير في الاسم، لابد وأراح الجماعات القومية السورية الأخرى، وكان هذا قد بدا واضحاً من خلال صفحات الفيس بوك، فيما دفع الكثير من العرب للتحفظ بحجج تبدأ بـ :

ـ تغيير الاسم يتطلب استفتاء دستوري.
ولا ينتهي بالخطاب القومي الشوفيني الذي يقوم على إنكار حقوق القوميات الأخرى.

ما يتصل بتغيير الدستور، فالواضح أن الرئيس الشرع يخطو بثقة تحت يافطة “الشرعية الثورية”، ويثبت سلطته بناء على هذه السلطة بما يجعل إجراءاتها أمراً واقعاً يُصاغ بـ “وضع اليد” ويؤسس لدولة جديدة قبل الدخول في الشرعية الدستورية حتى إن أتت فستأتي كتحصيل حاصل لن ينافسه أحد عليها.

الرجل يشتغل على الإشارات، حتى مرافقة زوجته في زياراته تأتي في هذا الإطار، فقد اصطحب الرجل زوجته في زيارته إلى تركيا، ليضيف حضورها قيماً جديدة تضاف إلى الرجل وترفع من رصيده، ذلك أنها سيدة يمكن اختصار الانطباعات التي تشكلت عنها بأنها “بنت بلد”، وشخصية لايمكن أن يلحق بها غبار السلطة ولا غبار الحياة، على العكس من سابقتها أسماء الأسد التي حملت مع اسمها كل ما يحمله الفساد والاستثمار في النفوذ، ما جعل “السيدة الأولى” القادمة إلى البلد، سيّدة تبعث على الاطمئنان والإعجاب، وهذه إضافة بالغة الأهمية حين يتصل الأمر بالرأي العام.

الشرع “الشخصية الغامضة”، يطلق إشارات بالغة الوضوح، ومع كل إشارة إضافة جديدة، والمظلة على الدوام “الشرعية الثورية” استباقاً للشرعية الدستورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى