fbpx
أخر الأخبار

إيران برا برا، هذا في العراق وكذا الحال في لبنان

لابد ويشكل حزب الله، مضافًا للحشد الشعبي في العراق، معضلة لكلا البلدين، فكما في لبنان كذلك في العراق، وهما الدولتان المستهدفتان لـ “الهلال الشيعي”، حتى غدا الكلام عنهما وكأنما سيشكلان صيغة أبدية لكلا البلدين.
ـ لا .. الأمر ليس كذلك والبرهان يتضح من الاحتقان الشعبي في الدولتين من المشروع الإيراني في هتافات وشعارات ومطالب المحتجّين، وخريطة توزيع الاحتجاجات في لبنان والعراق، وهي خريطة يمكن رسمها كالتالي:
– مطالب المحتجّين اللبنانيين والعراقيين:

تخطَّت مطالب المحتجّين في الحالتين مجرَّد المطالب الإصلاحية المعتادة خلال فترات ماضية، وذلك بتركيزهم على مطلب إسقاط النظام الحاكم في لبنان (سيطرة حزب الله وحلفائه من 8 آذار المدعومين من إيران على الحكم) وفي العراق (سيطرة المكوِّن الشيعي الموالي لإيران على مقاليد الحكم) ورحيل الطبقة السياسية في لبنان (ميشال عون، نبيه بري، حسن نصر الله، سعد الحريري، وليد جنبلاط، سمير جعجع، وبقية أفراد الطبقة)، ومطلب إخراج إيران وميليشياتها المسلحة من لبنان والعراق، وإن كان بشكل أكبر في العراق، وهو ما كشفت عنه صراحة هتافات وشعارات المحتجّين في الدولتين، وتفعيل المحتجّين في لبنان والعراق وسوم مناهضة للوجود الإيراني على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “طرد إيران مطلب عراقي”.

هذا فضلًا عن مطلب إصلاح النظام الحاكم من جديد وفق أطر دستورية جديدة بما يضمن محاربة الفساد، ومكافحة الفقر، ومعالجة البطالة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمات مثل المياه والكهرباء، وحرمان الساسة الطائفيين من استغلال توزيع موارد الدولة لصالحهم، وبناء دولة وطنية تقف على مسافة واحدة من جميع الأطياف والتيارات السياسية، ومحاربة الطائفية بما يضمن إبعاد إيران وميليشياتها من المعادلتين اللبنانية والعراقية.
– هتافات وشعارات المحتجّين اللبنانيين والعراقيين:

رفع المحتجّون اللبنانيون والعراقيون -من كل فئات وأطياف وانتماءات ومناطق لبنان- شعارات معادية لإيران ووكلائها في لبنان والعراق، ففي لبنان التي تشهد احتجاجات -لم تُستثنَ منها أي منطقة أو طائفة ولم يسلم منها أي رمز سياسيّ بغضّ النظر عن انتماءاته العرقية أو الدينية- منذ السابع عشر من أكتوبر 2019، ردّد المحتجّون هتافات عابرة للطائفية بعيدًا عن التحيزات الضيقة للمذهب أو الطبقة، رافضين خطاب التهديد والوعيد للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في 19 أكتوبر 2019، الذي يحظى حزبه وحلفاؤه بالأغلبية البرلمانية والوزارية، والذي رفض خلاله مطلب استقالة الحكومة مهدِّدًا بالنزول إلى الشارع ضد المحتجّين.
وكذلك رفضوا القرارات الإصلاحية الـ24 لرئيس الحكومة -غالبية وزرائها محسوبون على حزب الله- سعد الحريري التي أعلنها في 20 أكتوبر 2019، وتشمل تخفيض رواتب الوزراء والمسؤولين إلى النصف، قبل تقديمه الاستقالة في 29 أكتوبر 2019، وذلك بهتافهم «كلن يعني كلن.. نصر الله واحد منن (منهم)»، في إشارة إلى ضرورة رحيل الطبقة السياسية الحاكمة بشكل كامل وفي القلب منها وزراء ونوّاب حزب الله. وقبل أسبوعين من احتجاجات لبنان، ردّد المحتجّون العراقيون على مختلف ألوانهم وأطيافهم السياسية والدينية والعرقية هتافات معادية لإيران، مثل «إيران برة برة.. والبصرة حرة حرة»، و«إيران برة برة.. عراق تبقى حرة».
كل هذا ألا يكفي للقول:
لا حزب الله باق ولا الحشد الشعبي.
هذا لبنان وتلك هي العراق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى