إيران تتوعد بمواصلة ضرب إسرائيل وتوسيع الهجمات لتشمل القواعد الأميركية

مرصد مينا
أكدت طهران عزمها مواصلة الضربات ضد إسرائيل، وهددت بتوسيع نطاق المواجهة لتشمل القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، في تصعيد خطير قد ينذر بانفجار واسع النطاق في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن مسؤولين عسكريين كبار قولهم إن “هذه المواجهة لن تتوقف عند حدود الضربات التي نُفذت الليلة الماضية”، مؤكدين أن الضربات الإيرانية ستتواصل، واصفينها بأنها “ستكون مؤلمة للغاية ومؤسفة للمعتدين”.
وصرّح مصدر مطلع للوكالة نقلاً عن كبار القادة العسكريين بأن “الحرب التي بدأت بعد العدوان الإسرائيلي ستشمل قريباً جميع المناطق والقواعد الأميركية في المنطقة”، مؤكداً أن “كل المعتدين سيكونون في مرمى الرد الإيراني الحاسم والواسع”.
“الوعد الصادق 3” مستمرة
من جانبه، قال اللواء أحمد وحيدي، مستشار الحرس الثوري الإيراني، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، إن العملية التي أطلقتها طهران تحت اسم “الوعد الصادق 3” ستتواصل طالما اقتضت الحاجة، مؤكداً أن “المرحلة الأولى من العملية وجهت صفعة قوية للصهاينة”، على حد تعبيره.
وأضاف وحيدي أن الهجوم الإيراني استهدف ثلاث قواعد جوية في مناطق متفرقة داخل إسرائيل، كانت تضم طائرات F-35 وF-15، إلى جانب طائرات للتزود بالوقود جواً، ومراكز قيادة وتحكم وحرب إلكترونية، مشيراً إلى أنها كانت تُستخدم كمنصات لهجوم محتمل على إيران.
وكشف وحيدي أن العملية تضمنت التخطيط لاستهداف ما مجموعه 150 هدفاً.
تهديد مباشر لإسرائيل والولايات المتحدة
بحسب ما أفادت به “فارس”، فإن المسؤولين الإيرانيين يرون أن على إسرائيل والولايات المتحدة، باعتبارهما “الركيزتين الرئيسيتين للإرهاب في المنطقة”، أن تستعدا لتحمل عواقب “أعمالهما الوحشية”، مشددين على أن النظام الإسرائيلي ومَن يدعمه سيواجهون “مصيرهم المحتوم”.
وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش الإيراني عزمه إطلاق نحو 2000 صاروخ تجاه إسرائيل خلال الهجمات المقبلة، مشيراً إلى أن “حجم الهجمات الصاروخية سيكون أكبر بعشرين مرة من سابقاتها”، في تهديد غير مسبوق من حيث الكثافة والنطاق.
تبادل للضربات وتكثيف للهجمات
فجر السبت، تبادلت إيران وإسرائيل قصفاً جوياً مكثفاً، بعد أن نفذت إسرائيل أكبر هجوم لها على الإطلاق ضد إيران.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية تواصل مهاجمة أهداف داخل الأراضي الإيرانية، بينما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بإطلاق موجة جديدة من الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي، فقد تم تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق في أعقاب رصد طائرات مسيرة أُطلقت من إيران، وأعلن لاحقاً اعتراض عدد منها.
كما أفاد الإعلام الإسرائيلي باعتراض مسيّرة بعد إطلاق صافرات الإنذار في الجولان المحتل ومنطقة الجليل الأعلى.
هجوم متواصل من الطرفين
تأتي هذه التطورات رداً على الهجوم الجوي الواسع الذي نفذته إسرائيل فجر الجمعة، واستهدف مواقع في قلب إيران ضمن عملية أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، والتي شملت غارات دقيقة على مواقع للدفاع الجوي ومنشآت استراتيجية، بحسب تصريحات قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الذي أكد تنفيذ “مئات الضربات داخل إيران”.
وقد شنت طهران خمس موجات من الضربات الجوية على إسرائيل منذ ليل الجمعة حتى صباح السبت، أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 90 آخرين، وفق مراسلة “العربية” و”الحدث”.
في تل أبيب والقدس، دوت صفارات الإنذار، ما دفع السكان إلى التوجه إلى الملاجئ، بينما أعلنت إسرائيل تفعيل أنظمة الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ الإيرانية.
تصعيد خطير يهدد بتوسيع الحرب
بالتزامن مع تبادل الهجمات، صعّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لهجته مهدداً بأن “النظام الإيراني سيدفع ثمناً باهظاً لإطلاقه الصواريخ على إسرائيل”، في حين يتواصل إعلان الطرفين عن تنفيذ مزيد من العمليات والهجمات.
ويبدو أن الصراع بين الطرفين دخل مرحلة أكثر حدة، مع تصاعد التحذيرات والتهديدات بتوسيع رقعة المواجهة لتشمل أطرافاً دولية وإقليمية، مما يهدد بانزلاق الأوضاع نحو حرب إقليمية مفتوحة.