إيران تشيّع كبار قادتها وعلماءها النوويين قتلوا في الحرب مع إسرائيل

مرصد مينا
انطلقت صباح السبت في العاصمة طهران مراسم تشييع رسمية لعدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قضوا في الضربات الإسرائيلية خلال الحرب التي جرت بين البلدين هذا الشهر.
الموكب الجنائزي الذي انطلق من ساحة “انقلاب” باتجاه ساحة “آزادي”، شهد حضوراً شعبياً ورسمياً واسعاً، في وقت بث فيه التلفزيون الإيراني مشاهد للنعوش الملفوفة بالأعلام الإيرانية وقد وُضعت عليها صور القتلى بزيهم العسكري.
الحكومة الإيرانية أعلنت إغلاق عدد من المؤسسات والمتاجر، فيما ظهر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وقائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني في مقدمة المشاركين، إلى جانب مستشار المرشد علي شمخاني، الذي أُصيب في إحدى الضربات الإسرائيلية السابقة.
كما شارك مسؤولون دينيون وسياسيون بارزون، وسط أجواء من الحزن والغضب الشعبي.
الضربات التي بدأت فجر 13 يونيو الجاري، وأطلقت شرارة حرب استمرت اثني عشر يوماً، أدت إلى مقتل عشرات القادة البارزين، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إضافة إلى أمير علي حاجي زاده المسؤول عن برنامج المسيّرات والصواريخ الإيرانية.
كما طالت الضربات زوجة باقري وابنته، وعدداً من العلماء النوويين، بينهم محمد مهندي طهرانجي. وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن الحصيلة البشرية للمدنيين بلغت 627 قتيلاً، فيما قُتل 28 شخصاً داخل إسرائيل وفقاً للبيانات الرسمية الإسرائيلية.
هذه المراسم جاءت في اليوم الرابع من سريان وقف هش لإطلاق النار، أعلنته الولايات المتحدة بعد وساطة مكثفة، وسط استمرار التهديدات المتبادلة.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب عاد وأطلق تصريحات حادة مساء الجمعة، ملوّحاً بتوجيه ضربات جديدة لإيران في حال استأنفت تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، مشيراً إلى أنه كان يعلم مكان اختباء المرشد الإيراني علي خامنئي، لكنه رفض استهدافه.
وكتب على منصته “تروث سوشيال” أنه أوقف محاولات تخفيف العقوبات على إيران بعد تلقيه ما وصفه برد مهين وغاضب من القيادة الإيرانية.
من جهتها، ردت الخارجية الإيرانية عبر الوزير عباس عراقجي الذي وصف تصريحات ترامب بأنها مهينة وغير مقبولة، مؤكداً أن الشعب الإيراني لا يتقبل التهديدات، وأن طهران لن ترضخ للضغوط.
وكان المرشد الأعلى علي خامنئي، قد ظهر في خطاب بثه التلفزيون الرسمي ليصف نتائج الحرب بـ”الانتصار التاريخي”، مؤكداً أن إسرائيل اضطرت للاختباء خلف الدعم الأميركي لتجنّب الانهيار، في حين تجاهل الأثر العميق للضربات الأميركية التي طالت منشآت نووية حساسة.
ورغم إعلان ترامب أن المفاوضات مع إيران بشأن اتفاق نووي جديد ستنطلق الأسبوع المقبل، نفت طهران صحة ذلك تماماً، وأكدت أنها لن تدخل أي محادثات في ظل ما وصفته بـ”اللغة العدوانية” القادمة من واشنطن، في وقت لا يزال فيه وقف إطلاق النار هشًا، والأجواء في المنطقة مشحونة وقابلة للاشتعال مجدداً.