إيران شرارة العنف في العراق
اعتبرت صحيفة “واشنطن إكزامينر” الأميركية في تقريرٍ لها أن النظام الإيراني يعتبر المسؤول الأول عن الحالة المزرية التي وصله إليها العراق، وفشل البلاد في تلبية مطالب الشعب وسط تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
واتهمت الصحيفة في تقريرها إيران بالتلاعب بشكل واضح بالأمن العراقي، مضيفةً: “لقد عمقت إيران يدها في العراق مع طبقة من السياسيين الفاسدين، والكثير من البيروقراطيين غير الفاعلين، هذه ببساطة هي الأسباب التي دفعت العراقيين إلى الخروج إلى الشوارع في احتجاجات عمت جميع أنحاء بلدهم”.
وتناول التقرير قضية عزل الفريق “عبد الوهاب الساعدي”، لافتةً إلى أن إيران وأذرعها في العراق تكن العداء له لأنه “وطني ولا يمكنها إخضاعه”، في إشارة إلى مسؤوليتها المباشرة عن قرار العزل وتعيين موالين لها على رأس الأجهزة الأمنية في العراق.
وفي ذات القضية، اعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الساعدي بطل الحملة العسكرية ضد داعش وقومي خارج نطاق الميليشيات العراقية التي تسيطر عليها إيران، مضيفةً: “يلخص الساعدي ما يحتاجه العراق أكثر من غيره، موظف عام وطني محترف، لكن هذه النوعية من الرجال هي أيضا ما يجعل الساعدي يحتقر من قبل إيران التي لا تستطيع السيطرة عليه”.
وعن المظاهرات التي تجتاح العراق، ذكر التقرير أن إيران هي النقطة المفصلية في أهم مسببات الحراك في الشارع العراقي كونها السبب الرئيس في سوء الإدارة الرهيب للوزارات والمرافق العراقية من قبل الكتل السياسية الحليفة لإيران، إلى جانب تعزيز الفساد والمظالم الأساسية.
ورأت الصحيفة أن السياسات الإيرانية وطريقة تعامل طهران مع الملف العراقي تشير إلى أن الإيرانيين يريدون أن يصبح العراق لبنانًا جديدًا، حيث تتمتع المصالح الإيرانية بحق النقض، في إشارة إلى الأفضلية على المصالح الوطنية العراقية، مؤكدةً أن الكثير من العراقيين ليسوا سعداء بما تشهده بلادهم.
وأردفت الصحيفة، على الرغم من أن البنية التحتية غير الكافية تشكل جزءًا من المشكلة، إلا أن الفساد الواسع أمر أساسي أيضًا في هذه المظاهرات، حيث يعتقد العراقيون أن حكومتهم تمزقها الفصائل المهتمة فقط بملء جيوبهم من مكاتبهم وليس خدمة الناس.
وكان المظاهرات التي شهدها العراق طيلة اليومين الماضيين في مناطف متعددة من العراق قد أسفرت عن مقتل 31 شخصاً، والذي خرجوا بمظاهرات عارمة احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي والفسادـ، بالإضافة إلى المطالبة برفع الوصاية الإيرانية المفروضة على العراق عبر ميليشياتها.
وفي تطورات الموقف الحكومي، قالت مصادر مطلعة إن رئيس الوزراء “عادل عبد المهدي” طالب بمنحه الوزراء صلاحية استكمال تشكيلته الوزارية وإجراء تعديلات وزارية بعيدا عن المحاصصة السياسية، مضيفاً: “نه لا يوجد “حل سحري” لمشكلات الحكم واستغلال السلطة المزمنة في العراق”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي