اتهامات جديدة لتركيا باستخدام "الفوسفور" ضد "الأكراد"
جددت صحف غربية، اتهاماتها لتركيا، باستخدم أسلحة محرمة دولياً، ضد المناطق الكردية شمال سوريا خلال عملية نبع السلام العسكرية، التي أطلقتها ضد مواقع مقاتلي سوريا الديمقراطية “قسد” التي يشكل “الأكراد” الغالبية العظمى من مقاتليها.
صحيفة التايمز البريطانية وفي تقرير لها، أكدت عدم صحة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأتراك بعدم امتلاك أنقرة الفوسفور الأبيض، لافتةً إلى أن الحكومات التركية المتعاقبة وعلى مدار سنوات قد اشترت كميات من مادة الفوسفور من بريطانيا.
كما كشفت الصحيفة أن عمليات استيراد تركيا للفوسفور البريطاني تمت بموجب أكثر من 70 رخصة تصديريةً، الأمر الذي اعتبرته دليلاً جديداً على انتهاك أنقرة للقانون الدولي خلال عمليتها المذكورة، عبر استخدام القنابل والقذائف الحارقة ضد المواقع التي استهدفتها.
إلى جانب ذلك، جددت الصحيفة استشهادها بالصور القادمة من مناطق العملية، والتي توضح إصابة عشرات المدنيين بينهم اطفال بحروق متنوعة في شتى مناطق الجسم، مذكرةً بصورة الطفل محمد، الذي انتشرت صور إصابته عبر مواقع الانترنت، والتي تظهر احتراق شبه كامل بجسده بسبب تعرض منزله لإحدى القذائف المحتوية على مواد حارقة.
تزامناً، نقلت الصحيفة في تقريرها، تصريحات عن خبير بريطاني في مجال المواد الكيمياوية، أشار فيها إلى إمكانية جمع وتحليل بعض العينات من مواقع الهجمات ومن حروق الضحايا، للتعرف على بلد المنشأ لأي منتجات من الفوسفور الأبيض المستخدمة.
وكان البرلمان الأوروبي قد أعلن في جلسته السابق التي انعقدت الأسبوع الماضي، دعمه لتشكيل لجنة دولية تتولى التحقيق في التقارير التي أظهرت استخدام الجيش التركي أسلحة محرمة دولياً في عمليتها العسكرية ضد الميليشيات الكردية شمال سوريا.
في ذات الوقت، الإدارة الذاتية الجناح السياسي للفصائل الكردية المسلحة، اتهمت في بيانٍ لها، القوات التركية والفصائل السورية المعارضة الموالية لتركيا باستخدام أسلحة محرمة دولياً في هجومهما الأخير على مدينة رأس العين.
وقال البيان الكردي حينها: ” في انتهاك صارخ للقانون والمواثيق الدولية، يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، كالفوسفور والنابالم الحارق، مما ينذر بكارثة إنسانية ومجازر حقيقية وبشكل كبير”.
كما تناولت صحف غربية، صوراً لمصابين أكراد شمال سوريا خلال عملية “نبع السلام” التركية، ومن بينهم الطفل محمد البالغ من العمر 13 عاماً، الذي أصيب بإحدى الغارات التركية على مدينة رأس العين بريف الحسكة، حيث كشفت الصورة عن إصابة الطفل بحروق شديدة في كافة أنحاء جسده، مشيرةً إلى أنه يصارع الموت حالياً، مؤكدة في الوقت ذاته أن الحروق ناجمة عن مادة الفوسفور الأبيض.
الصحيفة نقلت عن الأطباء المعالجين قولهم إن الطفل يعاني من حروق تزيد عن 70 في المائة من جسمه، ومن غير المرجح أن يعيش دون علاج متخصص، في ظل عدم وجود أي وسيلة لنقله إلى مكان آخر لتلقي العلاج.
كما نقلت الصحيفة عن الطبيب “إبراهيم علي” أحد المشرفين على علاج الطفل قوله: “ليس لدينا التسهيلات اللازمة لعلاجه هو يعاني من هذا المستوى من الحروق ما لم يتم نقله إلى مستشفى في دمشق، أو في أي مكان آخر في الخارج، فإن فرصه في النجاة ضئيلة”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي