استيراد القمح.. ارتهان جديد للروس في سورية
يستمر نظام الأسد في عملية رهنمقدرات سورية لكل من هب ودب بشرط الاحتفاظ بكرسي السلطة على حساب الملايين من الشعب السوري الذي عانى الأمرين من ولايات هذا النظام الذي واجه شعبه بالحديد والنار، ليصل الارتهان للأمن الغذائي الذي يبدو أنه سيُسلم لموسكو كليّا.
وبعد أن كانت سورية من البلدان المتميزة بأمنها الغذائي عبر سيطرتها على احتياجاتها الغذائية من المحاصيل الزراعية الإستراتيجية كالقمح والقطن وغيرها؛ أصبحت البلاد على شفا مجاعة خطيرة ونقص كبير في منسوبات التوريد من تلك المحاصيل وخصوصا القمح الذي واجه بطش النظام بعد أن حرق ودمر وسلب خيرات المحافظات التي تنتج ذلك المحصول وأخرجها من الخدمة ليصبح البلد يتسول المساعدات وشراء الغذاء من الخارج.
وقال تجار أوروبيون اليوم الثلاثاء – وفقًا لما نقلته رويترز – إن المؤسسة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب في سوريا طرحت مناقصة عالمية لشراء 200 ألف طن من القمح اللين اللازم لصنع الخبز للتوريد من روسيا وحدها.
والموعد النهائي لتقديم العروض في المناقصة للمؤسسة في السابع عشر من فبراير شباط.
ولم تشتر المؤسسة أي كميات في مناقصتين سابقتين، طلبت كل منهما شراء 200 ألف طن من القمح وأُغلقت المناقصتان بتاريخ 20 يناير كانون الثاني الجاري و18 ديسمبر كانون الأول.
وقال التجار إن المناقصة الجديدة تطلب شحن القمح في غضون 60 يوما بعد تأكيد الطلبية، وتُقدم الأسعار بالدولار الأمريكي فقط كما يتم السداد أيضا بالدولار.
الجدير بالذكر أن سورية كانت تحوي 32 صومعة طاقتها الاستيعابية مليونا طن، وسبق أن أرسلت روسيا 100 ألف طن كمساعدات ومنحة لسورية التي استوردت ولأول مرة في تاريخيها محصول القمح عام 2012 بعد وصول الضرر لحقول القمح في مختلف المناطق ولأسباب تتعلق بالعمليات العسكرية التي يشنها النظام وتراجع الاقتصاد ونقص السماد والمبيدات وعدم توفر الطرق والمعدات اللازمة للإنتاج، حيث كانت المساحة المخصصة لزراعة القمح تقارب 1.6 مليون هكتار حيث احتفظت البلاد دومًا بمخزون استراتيجي كافي لمدة عامين.